
رأى رئيس مركز "موشيه دايان" لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا في جامعة "تل أبيب" في كيان الإحتلال، أن "الإيرانيين يأخذون من الإتفاق ما يعطيهم حصانة من هجوم عسكري"،
وأضاف عوزي رابي، في مقابلة مع إذاعة "103 أف أم" "الإسرائيلية": "لا شك في أن وضع الإيرانيين الآن هو ربما الأفضل الذي وصلوا إليه".
وقال إن "الولايات المتحدة وأوروبا يحتاجان إلى الإتفاق"، في حين ينطلق الإيرانيون من فرضية أنه في اللحظة التي تكون فيها الولايات المتحدة داخل الاتفاق، فإن أيدي "إسرائيل" ستكون مكبّلة، أو مكبّلة بشكل جزئي، في كلّ ما يتعلّق بهجومٍ شامل, وهو ما يؤكّده الباحث "الإسرائيلي" بقوله: "هناك شك في أن تتمكّن إسرائيل من القيام بـأمر شامل كهذا"، في إشارة إلى شنّ هجوم عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني.
بدورها، قناة "كان" الرسمية، وفي معرض إجابتها عن سؤال: لماذا تعارض النخبة الأمنية - السياسية "الإسرائيلية" بشدّة الاتفاق النووي برغم أنه يبعد ايران عما هي عليه في ما يتعلق بالقنبلة النووية، تقول القناة إن "الحجج الإسرائيلية ضد العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران غير واضحة. وإذا كان المعيار الذي يجري على أساسه فحص الوضع هو الرغبة في إبعاد طهران قدر الإمكان عن القدرة على الاختراق السريع لإنتاج قنبلة نووية، فمن الواضح أنه يحقق هذه الغاية، والتقدير بحسب "كان" أن الاتفاق سيعيد الإيرانيين إلى الوراء حوالى نصف عام من النقطة التي وصلوا اليها.
واذ يتساءل "موآف فاردي"، محلل الشؤون الإيرانية في القناة، عن البديل "الإسرائيلي" لما يسمّيه الاتفاق "السيئ"، يشير إلى أن "تل أبيب" لم تقدّم أي خطة عمل بديلة للجمهور لإبعاد إيران عن هذه النقطة, ويقول إن المعارضين للاتفاق النووي، بقيادة رئيس "الموساد" ديفيد برنياع، يعتقدون بأن أهم شيء هو الحفاظ على حرية "إسرائيل" في العمل في مواجهة إيران.
ووفقاً لهؤلاء المعارضين، إذا لم تعارض "إسرائيل" الاتفاق علانية، فلن تتمتع بما سمّاها فاردي "الشرعية" للعمل عسكرياً بعد التوقيع عليه. ويضيف المحلل السياسي إن توجيه ضربة عسكرية واسعة ضد المنشآت النووية الإيرانية هو عمل يتطلب في أي حال التنسيق مع الولايات المتحدة.
ويرى محلل الشؤون الايرانية في قناة كان أن مصدر الاعتراض "الإسرائيلي" يتعلق في الأساس بالخوف من تعاظم القوة العسكرية التقليدية لإيران، وبدرجة أقل من البرنامج النووي الإيراني. ومن المحتمل أن معارضي الاتفاق من النخبة السياسية والأمنية "الاسرائيلية" يعتقدون بأنه "من الممكن التعايش" مع الوضع الحالي من دون اتفاق. بافتراض أن إجراءات الإحباط السرية ستنجح في إبقاء إيران على مسافة آمنة نسبياً من القدرة على الاختراق لإنتاج قنبلة. ومن ناحية أخرى، يضيف فاردي: إذا لم يكن هناك اتفاق، فلن تُحول مئات المليارات من الدولارات إلى إيران التي ستسبب لنا بمشاكل أمنية خطيرة على أعتابنا في سوريا ولبنان وغزة.
إلى ذلك، وجَّه مصدر سياسي "إسرائيلي" رفيع المستوى انتقادا لاذعاً للولايات المتحدة، على خلفية الاتفاق النووي الجديد المتبلور مع إيران، وقال إنَّ "الولايات المتحدة الأمريكية قدمت المزيد من التنازلات لإيران في الاتفاق النووي الجديد، أكثر من اتفاق العام 2015. ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن المصدر الأمني تأكيده أن "الأميركيين تحدثوا عن اتفاق أطول وأقوى، وهذا غير موجود في الاتفاق الحالي، فهو لا أقوى ولا أطول من حيث المدة الزمنية، وفي الاتفاق الموضوع حاليًّا على الطاولة المزيد من التنازلات مقارنة باتفاق العام 2015".
صحيفة "يديعوت أحرنوت" بدورها تحدثت عن غضب كبير على الأميركيين حول الاتفاق المتبلور، يسود "إسرائيل" وفق تعبيرها, ونقلت عن مسؤوليين "إسرائيليين" قولهم إن "الأميركيين خدّرونا في كل الأشهر الأخيرة وضلّلونا بأنه ليس هناك اتفاق، في الوقت الذي واصلوا فيه إجراء حوار مع الإيرانيين والتقارب". وبحسب الصحيفة ذاتها فإن "الخشية الأساسية في تل ابيب هي من وعودٍ سرية من الأميركيين للإيرانيين"، مضيفة إنه في الأيام الأخيرة أُجريت محادثات قاسية بين مسؤولين "إسرائيليين" وأميركيين، وقالت "إسرائيل" خلالها إن الأميركيين لم يفوا بوعدهم بإطلاعنا على تقدّم الاتصالات".