هبة لا تقتصر على الفيول بل تتخطاها إلى تطوير مشاريع نقل الكهرباء وتوزيعها وتحديث المصافي النفطية ونقل المعرفة والاستثمار في مشاريع التوريد ومساعدة اللبنانيين على تعدد مصادر الطاقة، وسبق ذلك جملة من العروض الروسية والصينية لتحسين واقع الكهرباء في لبنان، فلماذا لم يستفد لبنانُ من هذه العروض في ظلّ العتمة الشاملة التي تلفّ مختلف المناطق عن ذلك يحدّثنا وزير الخارجية السابق عدنان منصور قائلاً:"في كلّ مرّة كان هناك تجاهل من الجانب اللبناني ولم يتفاعل مع العرض الإيراني رغم أنّها كانت عروض مُغرية، لكن هناك من لا يريد أن يستفيد من هذه التقديمات على الرغم من أنّ لبنان بحاجة ماسّة إلى الطّاقة".

تقديم العروض الإيرانية للبنان ليس الأول من نوعه إذ أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت تقدّم للدولة اللبنانية الكثير من العروض على مدى ربع قرن، هذا ما أكّده منصور، مشيراً إلى أنّ ذلك بدأ منذ إنشاء اللّجنة الإقتصادية المشتركة عام 1997 حيث تمّ توقيع أكثر من 32 إتفاق في مجالات عديدة، حيث لم تتوقف إيران عن تقديم العروض إلى لبنان في مختلف المجالات، معتبراً أنّ ما طُرح أخيراً ليس جديداً.

وفي ضوء العتمة الشاملة التي تعيشها البلاد يبقى القرار وفق ما يرى الوزير منصور بيد المسؤولين اللبنانيين،مضيفاً:"ليس هناك من قانون يسمح لأميركا بأن تمنع لبنان من إستقدام الطّاقة من إيران لكنها تعمل من خلال البعض في الداخل اللبناني على ممارسة الضغوط".

قانونياً لا يمكن للولايات المتحدة الاميركية ان تفرض عقوبات على لبنان بسبب الفيول الايراني لأن ما تقدمه طهران يأتي في سياق الهبة الكاملة مئة بالمئة، إلا أنّ العقبة تكمن في إقدام واشنطن على الغمز لبعض المسؤولين اللبنانيين بتطيير هذه الهبة تحت حجج مختلفة.