ما الذي دفع الولايات المتحدة إلى القبول بترسيم الحدود والسماح للبنان بالتنقيب في مياهه الإقليمية؟ | حاص
تاريخ النشر 18:21 08-10-2022الكاتب: حسين سلمانالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
78
ما الذي دفع الولايات المتحدة الأميركية إلى القبول بترسيم الحدود والسماح للبنان بالتنقيب على النفط والغاز في مياهه الإقليمية؟
أستاذة العلاقات الدولية الكاتبة الدكتورة ليلى نقولا
بقوة دخلت الولايات المتحدة الاميركية على خط ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والاراضي الفلسطينية المحتلة واضعةً ثقلها في هذه القضية للاسراع في انجازها لجملة اعتبارات يرى اللبنانيون أنها لا تأخذ المصلحة الوطنية بعين الاعتبار، فأميركا التي لطالما منعت لبنان من استخراج الثروات النفطية على مدى السنوات الماضية، وتفرض عليه حصاراً اقتصادياً خانقاً، وتمنع الدولة اللبنانية من استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن ها هي تسارع اليوم للسماح للبنان بالترسيم واستخراج ثرواته... فما الذي دفعها الى ذلك، عن ذلك تحدثنا استاذة العلاقات الدولية ليلى نقولا: "الأميركيون يربطون مسألة ترسيم الحدود بالتصور الأميركي أو كما قال (مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى السابق ديفيد) شينكر خلال توليه مسؤولية هامة في ولاية (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب، قال للبنانيين إما أن تقبلوا بالتصور الأميركي لترسيم الحدود أو أن تبقى ثرواتكم في البحر... التصور الأميركي كان يستند إلى خط هوف... خط هوف الذي كان يعطي العدو الإسرائيلي كميات هائلة ومساحات شاسعة من الأراضي اللبنانية... اليوم الظروف تغيرت، هناك عدة ظروف تغيرت، سواء كانت الحرب الأوكرانية، سواء كانت حاجة الإسرائيليين إلى أن يبيعوا الغاز إلى أوروبا، وأن يكونوا جزءاً من الخطة لبديل عن الغاز الروسي، بالإضافة إلى أن لبنان استطاع بمقومات القوة التي يملكها، سواء المسيرات التي أرسلها حزب الله، أو الموقف الدبلوماسي والسياسي القوي الموحد في لبنان هو الذي فرض على الأميركييين أن يتراجعوا عن تصورهم الأساسي أي خط هوف أو لا شيء".
صلابة الموقف الوطني الموحد في التفاوض حول استجرار الكهرباء ستجعل لبنان قادراً على الاتيان بالكهرباء من الدولة الايرانية: "الأميركيون فرضوا حصاراً اقتصادياً غير معلناً على اللبنانيين، وفرضوا عقوبات قصوى على اللبنانيين، خاصة منذ ما بعد 2018.. برأيي الشخصي إذا كانت التسويات قد سارت كما هو مقدر لها أن تسير، يعني كما حصل في موضوع ترسيم الحدود استطاع لبنان أن يفرض وجهة نظره... وإذا حصلت هذه التسوية، سوف يكون هناك، إستكمالاً، بعض التسويات اللاحقة... أنا اعتقد أن الكهرباء سوف تكون من حصة الإيرانيين وليس من حصة مصر أو الأردن".
على الدوام كانت الولايات المتحدة الاميركية تفرض شروطها في التفاوض مع الدولة اللبنانية وتضع مصالح اسرائيلَ فوق كل الاعتبارات على حساب مصلحة الشعب اللبناني، لكن المعادلات التي فرضت نفسها في الصراع مع العدو الاسرائيلي أحدثت تبدلات كبيرة في مسار التفاوض، ظهرت تجلياتهُا في نتائج مسوَّدة الاتفاق.