
أكَّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أنَّ المقاومة كانت إلى جانب الدولة في اتفاق ترسيم الحدود البحرية، وأوعز لقادة ومجاهدي المقاومة بالبقاء على جهوزية إلى حين توقيع التفاهم.
كلام السيد نصر الله جاء خلال المهرجان المركزيّ الذي يقيمه حزب الله بمناسبة المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الإسلامية، في باحة عاشوراء بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال سماحته: "نحن أمام ساعات حاسمة في ملف ترسيم الحدود البحرية، والمعني باعلان الموقف اللبناني هو فخامة الرئيس ميشال عون بعد التشاور مع رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، ونحن ننتظر إعلان الموقف الرسمي منه".
وأشار إلى أنَّنا "ننتظر الموقف الرسمي من حكومة العدو ولو أن رئيس الحكومة أعلن موافقته، يبقى موافقة الحكومة، وبالنسبة لنا نحن سننتظر اللحظة النتي تذهب فيها الوفود إلى الناقورة للتوقيع وفق آلية معينة حينها يمكننا القول أن الاتفاق حصل".
وأضاف: "بعد كل السلوك الذي مارسه حزب الله منذ بداية الترسيم حتى اليوم، تأتي بعض وسائل الاعلام تقول بأن حزب الله يسعى لتخريب الاتفاق".
وشدَّد السيد نصر الله على أنَّه "بالنسبة لنا كمقاومة ما يعنينا هو الموقف اللبناني ونحن إلى جانب الدولة، وما يهمنا هو ما يقوله المسؤولون اللبنانيون وهو أن هذا الاتفاق يلبي المطالب اللبنانية".
ونصح سماحته من يخرج في لبنان ويخون ويتهم بتضييع الثروات ويعترض على الاتفاق بانتظار الورقة النهائية، لافتًا إلى أنَّه "حينها يمكنهم الاعتراض ولكن بروح وطنية وموضوعية وليس بروح تصفية حسابات".
وتابع: "أيضا للفرحين بالاتفاق وهم الأعم الأغلب، عليكم الفرح بروح موضوعية ووطنية ولا أحد لوحده سبب للانجاز".
وذكر السيد نصر الله أنَّ البعض اتهم المقاومة بتضييع الحقوق والتنازل عن خطوط بينما لم يكن لها أي علاقة بالترسيم، وأكَّد أنَّه "إن سألتموني أين بحرنا؟ أقول لكم إن يحرنا يمتد إلى غزة".
ورأى الأمين العام لحزب الله أنَّنا "اليوم أمام تجربة ممتازة في لبنان يتعاون فيها الرؤساء رغم كثر اختلافاتهم، وتجربة تعاون فيها المسؤولون في الدولة على اختلاف مواقعهم وكان هناك احتضان كبير جدًا من البيئة الحاضنة للمقاومة بالدرجة الأولى التي كانت ستتجه لخيارات صعبة".
وبيَّن أنَّ كانت المقاومة إلى جانب الدولة وجسدها أبطالها على مدى الايام والشهور الماضية، وكان العدو يخشى هذه الحرب أكثر مما يخشاها اللبنانيون".
وأضاف: "البيئة الحاضنة للمقاومة دعمت هذا الخيار ودافعت عن هذا الخيار رغم أنها هي من ستتحمل نتائج الحـرب لو حصلت".
كما لفت إلى أنَّه "بالتضامن الرسمي والوطني ووقفة الدولة والمقاومة والشعب والجيش بموقف صعب من هذا النوع في ظل ظروف اقليمية ودولية لا أحد في الكرة الأرضية يسأل عن لبنان، تمكن لبنان من الحصول على هذا الانجاز الكبير".
السيد نصر الله ذكر مجاهدي المقاومة، وقال: "خلال هذه المرحلة كلها بعد موضوع المسيّرات لم نكن بحاجة لا لارسال مسيّرات ولا قطع بحريّة لأن الهدف منذ البداية كان افهام العدو أن المقاومة جادة فيما قالت".
وكشف أنَّ "هناك أمورًا كثيرةً قامت بها المقاومة شاهدها الاسرائيلي وأدركها وسمع بها ولم يراها الناس من خلال بعض الأنشطة التي توصل هذه الرسالة".
وأشار إلى أنَّ "الاخوة عملوا خلال الأشهر الماضية في الليل والنهار لنكون جاهزين لتنفيذ العمل ولردات الفعل الصادرة من قبل العدو ولما هو أبعد وأخطر، وجهود سنوات نُفّذ في أيام".
وتوجه سماحته لقادة ومجاهدي المقاومة قائلًا: "ستبقون على جهوزيتكم ويقذتكم إلى حين توقيع التفاهم، وبعد التفاهم يوم آخر".
وفي سياق متصل، كشف السيد نصر الله أنه بدأ نقاش باللجان المختصة حول اقتراحات بخصوص اقتراح تشكيل صندوق سيادي، معتبرًا أنَّه يجب الاستفادة من تجارب الدول فهذه علوم انسانية.
وأردف قائلًا: "علينا أن نناقش بجدية وبروح وطنية ومسؤولة، وهذا الموضوع يجب أن يقارب بأنه ثروة وطنية لا تملكها طائفة ولا جهة ولا منطقة معينة وكل غاز يخرج من أي بقعة في لبنان هو ملك للبنان".
وفي الشأن الفلسطيني، أوضح السيد نصر الله أنَّ ما يحصل في الضفة الغربية صادم لكيان العدو وكل قواه السياسية، مؤكدًا أنَّ "الضفة لم تدجن بل تعيش حالة ثورية مسلحة وفي كل يوم عملية، واستخدام العبوات هو نقلة نوعية، وما نشهده من مقاومي الضفة شجاعة عالية منقطعة النظير وابداع".
وأشار إلى أنَّ المقاومة في الضفة الغربية تحتاج لكل أنواع التضامن والدعم والرعاية.
وبارك سماحته لحركة الجهاد الإسلامي الذكرى الخامسة والثلاثين لانطلاقتها الجهادية والتي هي جزء أساسي من حركات المقاومة التي تعلق عليها الآمال.
وأضاف سماحته: "نكبر موقف الإخوة في قيادة حماس بتعزيز العلاقات مع سوريا، وهذا القرار شجاع وحكيم وصحيح وسليم".
وشدَّد على أنَّه "اليوم في فلسطين والمنطقة ومحور المقاومة نحن أحوج ما يكون لإعادة جمع الصفوف ولم الشمل والتموضع في المواقع الصحيحة".
ورأى السيد نصر الله أنَّ "قرار حماس لم يكن سهلا، وليس سهلا أيضا بالنسبة للقيادة السورية، لكن القرار الحقيقي هو العزم باتجاه لم محور المقاومة بدوله وجيوشه وحركاته ونحن نسير في هذا الاتجاه".
ولفت إلى أنَّه "أمام التداعيات الدولية للصراع الروسي الأوكراني الغربي الأمريكي، الذي لا نعرف إلى أي مدى سيصل، عنصر القوة الذي يحمي شعوبنا وقضايانا هو وحدة وتماسك محور المقاومة".
كذاك، دعا السيد نصر الله تحالف العدوان على اليمن للإصغاء لكلام السيد عبد الملك الحوثي، وأن يفهموا رسالة العروض العسكرية والحضور الشعبي اليمني.
ووجَّه التحية للشعب اليمني الذي رغم معاناته الكثير من الأزمات يحتشد بمشهد ليس له مثيل للتعبير بكل الوسائل عن حبه للرسول (ص).
وقال سماحته: "نعبر عن تقديرنا واجلالنا للشعب اليمني المؤمن والمحب لان الاحياء الذي شهدناه قبل ايام في مختلف المحافظات اليمنية الحرة وفي عشرات الساحات والملايين الذين حضروا واستمعوا لخطاب القائد العزيز والشجاع السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله وعبروا بكل الوسائل عن حبهم للرسول (ص)".
وبيَّن أنَّ الشعب الذي فُرضت عليه الحرب والذي يعاني الكثير من الأزمات يحتشد بمشهد ليس له مثيل وهذا جدير أن ننحني أمام هذا الشعب بكل احترام وتقدير، مشيرًا إلى أنَّه "اليوم العالم العربي والمسلمون يجب أن يحتفلوا ويفرحوا ويعتزوا بولادة نبيهم صلى الله عليه وآله".
وأوضح السيد نصر الله أنَّ بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني والتي كان من أهم مشاريعها تعزيز الوحدة، أعلنت أسبوع الوحدة لتحويل الخلاف بين السنة والشيعة على تاريخ ولادة الرسول إلى نقطة مشتركة.
ورأى أنَّه "عندما يكون هناك ثقافة الوحدة وإرادة إيجابية بالجمع وتوحيد الصفوف والتعاون ذلك يجعلك تركز على نقاط الاشتراك وعندما تتطرأ لنقاط الخلاف والاختلاف تنظر إليها بطريقة إيجابية".
وأضاف: "هناك الكثير من المشتركات في كل بلد رغم التعدد الحضاري والثقافي، ولكن بالتعاون يمكن تحويله إلى فرصة وإلى نقطة قوة، وهذه تجربة أسبوع الوحدة".
وشدَّد السيد نصر الله على أنَّه "في ذكرى ولادة الرسول مسؤوليتنا جميعًا كمسلمين وخاصة العلماء والمثقفين والنخب أن ندافع عن نبي الرحمة وسيرته لنزيل من الأذهان ما ارتُكب من قبل جماعات تدعي الانتماء للرسول".