حسابات "قسد" في الشمال السوري تواصل الرهان على الدعم الأميركي (تقرير)
تاريخ النشر 08:43 07-12-2022الكاتب: عفاف علويةالمصدر: إذاعة النورالبلد: إقليمي
19
في خضم التهديدات التركية بتنفيذ عملية برية في الشمال السوري إلحاقاً بضرباتها الجوية، تبرز الحسابات القديمة الجديدة لميليشيا قسد التي طالما كانت تراهن على الدعم الأميركي وتقابل دوماً بالخذلان.
"قسد" تتوعد أنقرة بحرب شاملة على الحدود التركية إن بدأت عملية شرق الفرات
المحلل السياسي السوري أسامة دنورة تحدث إلى إذاعة النور عن السجل الحافل بالخذلان الذي يشوب العلاقة بين ميليشيا قسد والجانب الأميركي ، مشددا على أن واشنطن لم تنظر يوماً إلى الأكراد على أنهم حلفاء: طالما حاولت "جماعة قسد وميليشا قسد التمسك بالحسابات القديمة فهي معرضة أولاً لكي تدفع أثمان باهظة إن كان على مستوى المقاومة الشعبية في المنطقة، التي تتصاعد بإستمرار، وإن كان على مستوى التخلي الأميركي الذي لا يمكن التنبوء أو التكهن بموعده... وإذا كانت قسد تعتبر أن الولايات المتحدة الأميركية يمكن أن تخرج من نطاق التهديد وبعض الضغوط الموجهة ضد التركي اعتقد إنها حسابات خاطئة، لعدة أسباب أولاً لأن لا الولايات المتحدة ولا الطرف الروسي هما في وارد الاصطدام مع التركي الآن بسبب طبعاً الوضع المستجد على المسرح الأوروبي والحرب في أوكرانيا، ثانياً لأنه ليس من الوارد في السياسة الأميركية أن تضع نفسها في مثل هذه المواجهة خاصة أن وضع القوات الأميركية إشكالي، ولا تتمتع بالدعم الدولي، ولا بالإرادة الوطنية أو القومية الأميركية للتورط في الساحة السورية ومواجهة الأتراك".
ويلفت دنورة إلى أن الحل إزاء التهديدات التركية يكمن بالعودة إلى ما كانت عليه الأوصاع قبل العام 2011: "الآلية الوحيدة هي بالنسبة للطرفين، إن كان قسد ومن ورائه الأميركي، وإن كان التركي، هي العودة إلى ما كان الوضع عليه ما قبل عام 2011 منذ توقيع اتفاق أضنة وحتى عام 2011 لم تحدث أي عملية من الحدود السورية باتجاه الأراضي التركي، ما حدث، للأسف، هو العكس قام الأتراك بدعم الإرهابيين بدعم الإرهابيين لكي يعبروا الحدود باتجاه الأراضي السورية وبأعداد كبيرة جداً وبدعم مباشر بالسلاح والاستخبارات".
يبقى أن المخرج الوحيد أمام الأطراف كافة وتحديدا ميليشيا قسد، هو التعاون مع الدولة السورية وإعادة السيطرة كاملة إلى الجيش العربي السوري ، وبذلك يستطيعون سحب الذرائع من الجانب التركي، وبالتالي قطع الطريق على الجانب الأميركي الذي يعتمد أسلوب المناورة والمماطلة في تنفيذ مخططاته.