
إستقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، صباح اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعقد معه خلوة تناولت الأوضاع والتطورات الراهنة.
بعد الزيارة، أدلى رئيس الحكومة بالتصريح الآتي: "سعدت هذا الصباح بلقاء صاحب الغبطة، ومن الطبيعي ان يتم الحديث عن الامور الراهنة، وأهم أمر هو انتخاب رئيس الجمهورية. لمست لدى صاحب الغبطة حرصه الشديد على أن يتم انتخاب الرئيس في أسرع وقت، وغبطته يعلم ونحن نعلم ان الامر ليس مرتبطا بالحكومة، بل هو مسؤولية مجلس النواب، وبالتالي نحن اليوم نتحمّل مسؤولية أمر ليس لنا فيه أي قرار سوى تسيير أمور البلد والسهر على راحة المواطن وقضاياه قدر المستطاع. من هذا المنطلق، شرحت لصاحب الغبطة الأجواء المتعلقة بالجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، انطلاقاً من اعتبار غبطته أن هناك ربما بعض الأمور الدستورية والميثاقية والسياسية والطائفية، فقلت إن الجلسة دستورياً جاءت في موقعها الصحيح، وطائفياً أنا لا أسمح بالحديث في هذا الموضوع بتاتاً، لأن الموضوع ليس طائفياً ولا تمييزاً بين مواطن وآخر. اما في ما يتعلق بالميثاقية، فلا يجوز في كل مرة أن نتحجج بها، وكان هناك تمثيل كامل لكل الطوائف في مجلس الوزراء. أمّا في الشق السياسي، فالمسألة هي محور أخذ ورد، ولكن سنبقى مصرين على متابعة أمور المواطنين ومعالجتها".
وأضاف ميقاتي: "لفت نظري صاحب الغبطة إلى أنه ربما كان الأفضل التشاور مع جميع الوزراء قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء. لقد اتفقنا على جلسة تشاور مع الوزراء قريباً للتفاهم على الخطوات التي سنقوم بها في المرحلة المقبلة. شعرت لدى صاحب الغبطة بحرصه الكامل على لبنان ووحدته وبأن لبنان لن يكون يوماً مهدداً. لبنان دولة عمرها ١٠٠ سنة فلا يهددنا أحد بأي شكل من الأشكال أو يهوّل علينا بوجود خطر على لبنان. هذا الأمر مرفوض نهائيا، والبلد يعنينا جميعا، وبوحدة الكلمة بين جميع أبنائه. خلال الحديث ذكرت لصاحب الغبطة بيت شعر يقول" إن حظي كدقيقٍ فوقٓ شوكٍ نثروه. ثم قالوا لِحُفاةٍ يومَ ريحٍ اجمعوه". هذا هو الواقع الذي نحن فيه، ولكننا سنستمر في جمع الطحين باصعب الاوقات ووسط الرياح التي تجتاح البلد".