بانوراما 2022...ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة الإنجازُ الأهم في العام المنصرم(تقرير)
تاريخ النشر 10:01 02-01-2023الكاتب: إلهام نجمالمصدر: خاص إذاعة النورالبلد: محلي
34
لعل الإنجاز الأهم الذي جرى تسطيره في عام ألفين واثنين وعشرين هو ترسيم الحدود البحرية مع كيان العدو بوساطةٍ أميركية،
بانوراما 2022...ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة الإنجازُ الأهم في العام المنصرم(تقرير)
ولئن كانت التجارب تؤكد على أن العدو لا يُعطي أصحاب الحق إلا بالقوة، فإنه كان هناك دور بارز للمقاومة في لبنان إضافةً إلى الموقف الرسمي الموّحد في تحقيق هذا الإنجاز، وذلك من خلال إطلاق ثلاث طائرات مسيّرة غير مسلحة اتجاه المنطقة المتنازع عليها مع الكيان الصهيوني عند حقل "كاريش"، أعقبها إطلالةٌ للأمين العام لحزب الله حذّر فيها من اندلاع حرب في حال لم يحصل لبنان على حقوقه.
سنوات طِوال استغرقها ملف المفاوضات حيث بدأت فعلياً عام ألفين وعشرة، قادها أولاً المبعوث فريدريك هوف، ورسم خطاً أطلق عليه "خط هوف" وهو يفصل بين الخط الأول الذي تمسك به العدو وخط 23 الذي اعتمده لبنان وفق ما أوضح الباحث الاستراتيجي العميد د. أمين حطيط، موضحا ان لبنان رفض هذا العرض لانه راى فيه انتقاصا من حقوقه التي يضمنها له القانون وتوقفت المفاوضات ثم استأنفت بعد ذلك في اطار جديد .
ولفت حطيط الى ان البحث اعتبارا من العام 2016 كان عاما للتفاوض غير المباشر مع العدو الصهيوني وليس لحل تعرضه الولايات المتحدة الاميركية، وهذا التفاوض افضى بعد 4 سنوات الى اتفاق اطار، واضاف:"هذه المفاوضات غير المباشرة عقدت على مراحل وجلسات متلاحقة حيث تمسك الوفد اللبناني بطرح جديد هو الخط 29".
صحيح أن موقف الدولة اللبنانية الموحد ساهم في تحقيق إنجاز الترسيم، إلا أن المقاومة كان لها الدور الكبير بعدما تبيّن أن الطرفيْن الأميركي والإسرائيلي يناوران ، ويضيف حطيط:" المقاومة التي كشفت الخطة الاسرائيلية خرجت عن سمطها واطلقت على لسان الامين العام لحزب الله معادلة جديدة ومفهومها انه اذا لم يستخرج لبنان نفطه فان على كيان العدو الامتناع كذلك، واذا اراد كيان العدو الاستخراج فعليها ان تترك لبنان يستخرج نفطه.
واكد حطيط ان سياسة المماطلة والتسويف لن تجدي نفعا بعد ان تدخلت المقاومة فتحولت المهمة الاميركية من استخفاف في المطالب اللبنانية الى جدية للبحث عن حل .
في منتصف كانون الأول أعلنت شركة "توتال" عن تجهيز الفرق المسؤولة عن عمليات الحفر في البلوك رقم 9، الأمر الذي رأى فيه العميد حطيط رضوخاً من قبل الجهات المعنية أمام موقف المقاومة، وراى ان التغير الاساسي في سلوك توتال عائد الى تهديد المقاومة بفرض معادلاتها، واضاف :"الاستثمار في قوة المقاومة ايضا ينعكس على سلوك "توتال" التي ستبدي جدية في عملية التنقيب اعتبارا من مطلع العام الجديد".
هو إنجاز كبير تحقق للبنان بفعل صلابة الموقف اللبناني وجهوزية المقاومة، والأمل هو في البدء بالتنقيب عن الغاز في العام الجديد، علّ عائداته تساهم ولو بشكل مبدئي في معالجة الأزمة الاقتصادية في لبنان.