
زار وفد من تجمع العلماء المسلمين برئاسة مسؤول العلاقات العامة الشيخ حسين غبريس مطرانية الأقباط في بيروت، وكان في استقبالهم قسيس الأقباط الأب الراهب اندراوس الأنطوني ومطران بيروت للسريان الأرثوذوكس دانيال كورية، حيث قدموا التهاني لمناسبة الأعياد.
وعقب اللقاء كانت كلمة للمطران كورية قال فيها: "نحن اليوم سعداء أن نلتقي مع أخوتنا أصحاب السماحة والفضيلة الذين بمحبتهم وإنسانيتهم وطاعتهم لكتب الله وعلاقتهم المميزة معنا في هذا الشرق الحبيب، أحبوا أن يأتوا ويعايدوننا بهذه المناسبات المباركة، نتمنى لهم أياما سعيدة وأعواما مباركة، ومثلما تكلمنا قبل قليل في لقائنا مما نعاني منه في كل هذا الشرق خاصة في لبنان الحبيب الذي يتألم ويئن من هذه الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والمعيشية الصعبة. نشكر أصحاب السماحة والفضيلة على هذه اللفتة الكريمة ونتمنى دائما أن نوحد صلاتنا ونكون بصلاة موحدة ودعاء للرب الإله الذي نؤمن به، ونعبده جميعا الإله الواحد الأحد أن يحل أمنه وسلامه في كل المعمورة وفي قلوب البشرية، وننسى الظروف والضيقات الروحية بالظواهر التي نشأت في هذه الأيام وتتفاقم من شذوذ ومن بعد عن الله والانغماس بالخطيئة. نسأل الله أن ينير عقول الجميع وتعود البشرية إلى رشدها، ويعود كل واحد إلى الكتاب المقدس الذي ربنا أعطاه إياه من أي دينٍ كان، لأن الكتب المقدسة السماوية لم تعلمنا إلا المحبة والسلام والرحمة والإخاء وفعل الخير والنهي عن المنكر".
وألقى الأب اندراوس الأنطوني كلمة شكر فيها "أصحاب السماحة وأصحاب الفضيلة الذين أتوا لمعايدتنا بميلاد السيد المسيح"، وقال: "وهذا إن دل على شيء إنما يدل على مقدار السماحة والمحبة التي في قلوبهم تجاه كل الناس، وهذا في رسالة السيد المسيح التي جاءت لكي تبشر بالسلام لكل الناس، رسالة تنتشر في كل النفوس، وهذا الذي جعلهم ينشرون رسالة السلام في كل مكان، وفرحة لكل أبناء الكنيسة أن نشارك في هذا الأمر. نسأل الرب أن يديم المحبة ويحفظ لبنان وشعب لبنان ويخرجه من هذه الأزمة الموجودة حاليا. ونصلي والكنيسة تصلي وكل الناس تصلي لنخرج من هذه الأزمة بسلام ويعود لبنان مجددا مقصدا لكل العالم".
وتحدث الشيخ غبريس فقال: "حضرنا باسم تجمع العلماء المسلمين في لبنان صبيحة هذا اليوم المبارك والمجيد إلى دار الطائفة القبطية الكريمة، والتي هي واحدة من الطوائف أو المذاهب التي آمنت وحملت لواء الدين لمناسبة ذكرى ولادة السيد المسيح، كانت مناسبة جمعتنا ودائما الأفراح تجمع ومناسبات الأعياد تؤلف القلوب، نحن معنيون من هذا المنطلق أن نحمل عذابات الناس وآلام الناس لنبلسمها، لنخفف من هذه الآلام والأنين الذي أشرت إليه في بداية اللقاء مع سيادتك، الناس تئن، مجتمعنا كله يتوجع ويشكو لكن ليس من يسمع، كأن الساسة والسياسيين في واد، والناس في أودية".
أضاف: "أمران أريد أن أتحدث عنهما في هذا اللقاء الطيب، الأول: أن لقاءات ممثلي الديانات السماوية لا يحول بين لقائهم أي شيء، وعلينا كحماة وكأمناء على الأرض لديانات السماء أن نتخطى كل الصعاب والحواجز التي يريد الآخر أن يضعها كعراقيل منعنا من التقارب والتواصل، نتجاوز كل ذلك لتبقى المحبة والرحمة والألفة والأخوة الإنسانية هي السائدة التي تجمعنا، والامر الثاني هي فرصة ان نرفع الصوت جميعا إلى الساسة في لبنان، لنقول لهم لفاكم تلاعبا بمشاعر وأحاسيس الناس، كفاكم سكوتا عن آلامهم وعن جوعهم وعطشهم".