
أكَّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أنَّ الحزب ملتزم بالحضور في جلسة مجلس الوزراء لمعالجة أزمة الكهرباء.
وفي كلمةٍ له خلال حفل توزيع الجوائز على الفائزين في "جائزة سليماني العالميَّة للأدب المقاوم"، أشار سماحته إلى أنَّ حضور الحزب في الجلسة ليس تحدٍ لأحد، كما أنه لا يتحدى رئيس الحكومة والوزراء بانسحابه إذا قرروا مناقشة باقي النقاط، مبينًا أنَّه "نحن نحاول معالجة قضية أساسية بحياة اللبنانين بعيدًا عن أي تشنيج".
ولفت السيد نصر الله إلى أنَّ هناك نقاشًا حول الحق لحكومة تصريف الأعمال بالاجتماع أو لا هذا النقاش بدأ قبل الفراغ الرئاسي ومغادرة الرئيس عون لقصر بعبدا وأدلى الخبراء الدستوريون بآرائهم ومطالعاتهم .
وشدَّد على أنَّه "نحن في حزب الله بيننا وبين أنفسنا نعتقد بهذا من خلال مراجعتنا للخبراء الدستوريين قناعتنا الدستورية بيننا وبين أنفسنا وبيننا وبين الله أنه يحق لحكومة تصريف الأعمال لتأخذ القرار في حدود القضايا الضرورية والملحة غير القابلة للتأجيل".
ولفت سماحته إلى أنَّه "رغم قناعتنا حاولنا أن لا تنعقد الحكومة لكن عندما أصبحنا أمام واقع قضايا فعلا ملحة من المستشفيات الخاصة الى أدوية السرطان شاركنا بالجلسة الأولى".
وأضاف: "نحن مضغوطين بقضايا الناس فالموضوع له علاقة بالقناعة وبالضمير واحساسنا بالمسؤولية وحاجات الناس وكنا نعرف أن له تداعيات وقبلنا بها".
وبيَّن السيد نصر الله أنَّه "لو لم نشارك في جلسة المجلس الوزراء لكانت كل الجوقة الاعلامية والسياسية والكتاب المأجورين ستعمل على اسابيع ان حزب الله عطّل ادوية السرطان وغسل الكلى ويتحمل مسؤولية امتلاء القرى والمدن بالنفايات فلن يقولوا التيار الوطني الحر او أحد آخر".
وتابع سماحته: "اليوم نحن أمام مشكلة الكهرباء،أولا لدينا مشكلة كهرباء، واتفاق مع العراق يجب تجديده، وبواخر في البحر تسجل غرامات على الشعب اللبناني يوميًا، وكل الأخذ والرد الذي حصل لا يُنهي الأزمة".
وكشف أنَّه "تمنينا أن تقتصر الجلسة على الموضوع الأكثر إلحاحًا وهو موضوع الكهرباء وأن لا نتجازو هذا البحث توفيرا لمزيد من التوتر السياسي في البلد وهذا يعبر عن حرصنا أننا لسنا ذاهبون لا إلى خصومة ولا إلى معركة ولا إلى تغييب أحد".
وأكَّد الأمين العام لحزب الله أنَّه "لا نريد أن نطعن بنظام ولا دستور ولا ميثاقية ولا شراكة، كما أننا لا نجامل أحدًا بمشاركتنا في الجلسة، بل نحن نقوم بمسؤوليتنا الاخلاقية أمام الناس فلا اصطفاف في الموضوع".
وحول هبة الفيول الإيراني للبنان، قال إن "أزمة الكهرباء عابرة للطوائف والمناطق، ومن الممكن أن لا يعيشها بعض الزعماء، ولكنها معاناة حقيقية وتلقي بأثرها على الحياة الطبيعية للناس".
وأضاف السيد نصر الله أنَّه "قبل أشهر قيل لنا هناك مشكلة بالفيول فهل يمكن أن نحصل على كمية من معينة من الفيول من إيران لمدة ستة أشهر لمدة سبع ساعات يوميًا، وهذا يمكن أن يُجري نقلة نوعية بقطاع الكهرباء ونبني عليه لنستمر".
وأشار إلى أنَّ إيران قيادةً ورئاسةً وحكومةً أبدت استعدادها لتلبية حاجة لبنان، ولكن التعطيل حصل من الجانب اللبناني، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في زيارته الأخيرة أعاد تقديم العرض للبنان.
ولفت إلى أنَّ "أحدهم قال أنه "يرديون من إيران مساعدتنا وما تستطيع إيران تقديمه للبنان؟"، هذا النائب "الجهبذ" لدينا في لبنان وبمستوى معلوماته لا يعلم أن إيران تصنع سيارات ومسيرات وغيرها".
وأعلن السيد نصر الله أنَّ عرض الفيول الإيراني لا يزال قائمًا ولمدة ستة أشهر،والذي يحول دون تنفيذه هم الأميركان وأبلغوا المسؤولين أنه خط أحمر ومن الممكن أنهم هددوهم.
مجددًا القول أنَّه "كما نحن أصدقاء لايران، هناك غيرنا أصدقاء لأميركا والسعودية، فاستفيدوا من صداقاتكم لأجل لبنان.
ولفت سماحته إلى أنَّه "لدينا فيول لحلحلة أزمة الكهرباء لستة أشهر وأكثر، نحن استفدنا من صداقتنا مع إيران وقدمنا عرضًا، وأنتم يا أصدقاء أميركا استفيدوا من صادقتكم معها للحصول على استثناء للحصول على الفيول الإيراني، وهذا الاستثناء ليس بدعة وهذا حال العراق لأفغانسان".
وشدَّد السيد نصر الله على أنَّه "نحن سادة عند الولي الفقيه وهذا يؤكد كل يوم، ولكن ماذا أنتم عند أميركا والسعودية، عبيد؟؟ اجلبوا الاستثناء وأنا ضامن لكنم أن السفن الايرانية ستصل إلى لبنان".
وعن الفراغ الرئاسي، أعرب سماحته عن تفهم حزب الله قيام بعض المرجعيات الدينية بالضغط السياسي والاعلامي على القوى السياسية الممثلة في المجلس النيابي من اجل الاسراع في انتخابات الرئاسة، محذرًا من أنَّه يجب الانتباه الى عدم التحريض الطائفي.
وأوضح أن "لا نية لأحد لا من الحلفاء ولا من الخصوم، وأنا أجزم أن لا نية لأي كتلة في لبنان تتعمد تغييب الموقع الماروني الاول، والكل يريد انتخاب رئيس للجمهورية وانهاء هذا الفراغ والعودة للوضع الطبيعي".
وذكر أنَّ "الحقيقة في التوصيف أن المجلس النيابي يقول بأن التصويت يجب أن يكون بشكل معين وعدد الأصوات محدّد".
وقال السيد نصرالله: "لا أحد لديه الأكثرية لضمان الفوز من الدورة الأولى لايصال الشخصية المناسبة التي يراها لانقاذ لبنان".
وأكَّد سماحته أنَّ "هناك من يتحدث عن مخطط لايجاد فراغ في المواقع المارونية في الدولة، وأن أؤكد أن لا نية لتخطيط عند أحد "وعلى ذمّتي"، لأن هذا الفراغ اذا استمر ستفرغ مواقع غيرها من الطوائف".
وأشار إلى أنَّ فراغ المواقع طبيعي لأنه لارئيس جمهورية وحكومة تصريف أعمال لا تستطيع أن تعين البدائل.
واعتبر الأمين العام لحزب الله على أن لا أحد سعيد بالفراغ في البلد أو النزاع حول دستورية هذا العمل أو ذاك أمام الأزمات التي يعانيها لبنان.
أما عن مناسبة الاحتفال، لفت السيد نصر الله إلى أنَّ السيد نصرالله أنَّه عادة الشعوب والأمم تحترم شهداءها وتنظر لهم بعين التقدير وهذا ما نجده بشكل مميز في الإسلام.
وقال: "في تاريخنا الاسلامي نرى التعظيم والتقدير لأول شهداء الإسلام وهي سميّة وزوجها ياسر اللذان رفضا العودة التخلي عن الإسلام تحت التعذيب".
وأضاف: "كذلك شهداء المعارك الأولى كمعركة بدر الذين أضحوا معيارًا مقارنةً مع غيرهم من الشهداء، وبقي لبدر وأحد هذا الميزان الخاص".
وتابع سماحته: "بعض المعارك سقط فيها قادة شهداء، كمعركة أُحد التي استشهد فيها الحمزة بن عبد المطلب، وأطلق عليه حينها سيد الشهداء، وحينما صلى على جثمانه الرسول كبَّر 70 تكبيرة، وأوصى أهالي شهداء أحد، أن يذكروا ويندبوا الحمزة مع كل شهيد من شهداء أُحد".
وتابع سماحته: "مجموع الشهداء في لبنان هم الذين أعطوا لبنان هذا الانتصار، ومجموع الشهداء في غزة هم الذين أعطوا الانتصار لغزة، وشهداء العراق هم من أخرجوا الاحتلال الأميركي والجماعات الإرهابية من العراق".
وذكر أنَّ "الشهداء يصنعون الالهام بتضحياتهم، ومنهم من يؤثر بأوطانهم، وما أبعد من أوطانهم، ومنهم من يؤثر على الأمة وتاريخ البشرية".
وأوضح السيد نصرالله أنَّه "كان لدى الشهيد القائد قاسم سليماني قدرة كبيرة على الالهام للأجيال القادمة"، مؤكدًا أنَّه كان قائدًا كبيرًا وعظيمًا وأساسيًا في المعركة طوال عقدين، المعركة التي منعت القوات الأميركية من احتلال المنطقة بعد دخولهم إلى أفغانستان.
وأردف قائلًا: "في النسخة الثانية من محاولتهم لاحتلال المنطقة عبر دولة الخلافة و"داعش"، تصدى لهم محور المقاومة الذي كان للشهيد سليماني دور كبير في تأسيسه، كما تصدى الشهيد سليماني لمشروع الكيان الصهيوني في المنطقة".
وقال السيد نصر الله إن "الشهيد سليماني كان يقتحم على الموت من بين الرصاص العبوات، وتمتّع بروح التضحية والاخلاص والصدق والعقل الاستراتيجي والأفق الأوسع والآمال الكبرى والعظيمة،وهذا جزء من مدرسة وعطاءات الشهيد سليماني".
ورأى أنَّه "من واجبنا إحياء ذكر هؤلاء الشهداء القادة وسيرهم ونتحدث عن انجازاتهم وما قدموا لهذه الأمة لنشعر دائمًا بفقدهم".
ولفت إلى أنَّه "نحن نحتاج في كل جيل لنماذج كهؤلاء الشهداء، وهم موجودون في كل الساحات، ويجب احياء أسمائهم وأقوالهم لتحفظها الأجيال لأنها تشكل ثروة فكرية وروحية ضخمة جدًا لا يجب الاستهانة بها، وهذا ما يجب فعله لأجلنا لا لأجلهم".
وبيَّن أنَّه "تختلف الأشكال التي نستذكر بها الشهداء، ومنها الحديث والمعاصر، ويجب الاستفادة من كل هذه الأشكال لتبقى أسماؤهم وسيرهم وصورهم حاضرة في الأذهان وفي الوجدان لتبعث روح الانطلاقة في الأجيال".
هذا وشكر سماحته جمعية "أسفار" على جهودهم وتعبتهم وإخلاصهم في هذه المسابقة ولكل من يمول دون إعلام وشكر لكل الاخوة والأخوات الذين يشاركون في هذه المسابقة من شعراء وكُتّاب، مشيرًا إلى أنَّ هذا العمل قيّم وعلى درجة عالية من الاتقان.
وأضاف: "تحدثت في ذكرى الحاج قاسم عن النسخة الثالثة من المشروع الأميركي في المنطقة الذي يتمحور حول الاخضاع السياسي عبر الضغط الاقتصادي على إيران وسوريا ولبنان وفلسطين".
وبيَّن أنَّ "المعركة في فلسطين تحتدم أكثر وفي كل يوم شهداء، الوضع في اليمن لا يزال مفتوحًا على كافة الاحتمالات ولبنان لا يزال محاصرًا".
ولفت السيد نصرالله إلى أنَّه "في هذه المعركة نحتاج لعقل وفكر وحضور الشهيد سليماني وأمثاله من القادة الشهداء، وأمتنا الثرية التي لا تتراجع تستطيع أن تملأ مكان هؤلاء القادة الذين نفتقدهم".