الرئيس الأسد من اللاذقية: لا أتعاطى مع الناس بالرسائل هذه طبيعة علاقتي مع الشعب السوري أنا جزء منه
تاريخ النشر 17:24 11-02-2023 الكاتب: إذاعة النور المصدر: سانا البلد: إقليمي
39

زار الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته السيد أسماء الأسد، السبت، المصابين والعائلات المتضررة بسبب الزلزال، وأطلعا على العمليات المستمرة للإنقاذ وإزالة الأنقاض في محافظة اللاذقية.

الرئيس السوري بشار الأسد في اللاذقية مع عقيلته السيدة أسماء الأسد
الرئيس السوري بشار الأسد في اللاذقية مع عقيلته السيدة أسماء الأسد

ورداً على سؤال حول الفجوة التي ظهرت بتعاطي الغرب والمجتمع الدولي في حادثة الزلزال مع سوريا، قال الرئيس الأسد إن "إذا كنا نتحدث عن الغرب وموقفه وموقعه بالنسبة للحالات الإنسانية، وبالنسبة للتعاطي الإنساني بغض النظر عن الزلزال، وبغض النظر عن أي حالة كارثية، فالغرب لم يغيّر موقعه، وبالعكس كل شيء ثابت بالنسبة له، فلم تُخلق فجوة لكنها ظهرت ربما لبعض من كان يعتقد بأن الغرب لديه جانب إنساني، لم تظهر فجوة، وإنما هذه الفجوة بين القيم، بين الشعوب موجودة، وأنا عندما أتحدث عن الغرب لا نقصد الغرب بالمعنى الشعبي، ولكن بالمعنى السياسي بالدرجة الأولى، وبالمعنى الأخلاقي الذي يحمله سياسيو الغرب".

وأكد الرئيس الأسد أن "الشعور العربي باقٍ لدى الشعوب، لم يتغير ولم يتبدل، هذه الحالة العاطفية موجودة، أولاً نحن شعوب عاطفية، وثانياً لدينا انتماء واحد، وهذا يؤكد أن كل ما يُطرح عن غياب الانتماءات -كما يحاول البعض أن يسوّقها- موجود في أماكن مختلفة بالغرب أكثر من هذه المنطقة، ولكن هناك تسويق لفكرة أن الانتماءات لم تعد موجودة كما كنا نفكر في السابق، ربما يتغير شكل الانتماء، لكن مضمون الانتماء لا يتغير، فهذه الحالة التي نراها من تعاطف شعبي قبل الرسمي هي حالة طبيعية، ويجب أن نبني على هذه الحالات، ويجب أن نفهم ونتعمق بالتفكير لكي نتجاوز كل ما يطرح في الإعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي والبروباغندات العالمية بأن الإنسان يتحول إلى إنسان روبوت أو رجل آلي بعيد عن العواطف، بعيد عن الانتماءات وعن المبادئ والأخلاقيات، هذا غير صحيح".

وعن معالجة تداعيات الزلزال،  شدد الرئيس الأسد على البحث "في قلب المشاكل القاسية أو الصورة المظلمة عن نقطة ضوء، وهذه القاعدة عامة في أسلوب عملنا وخاصة بعد الحرب، لدينا عدد كبير من المشاكل، جزء منها متراكم عبر عقود، وجزء منها مرتبط بالحرب، وجزء منها مرتبط بالزلزال، هل نعالج كل واحدة على حدة أم نجمع المشاكل مع بعضها، هذا أولاً، هذا كان هدفاً من أهداف الاجتماع بحلب، الجانب الآخر هل نفكر بأن نتعامل مع الحالة الإنسانية فقط وإنقاذ ما تم خلال الأيام الماضية ولاحقاً المأوى والطعام والاحتياجات الأخرى أم ننتقل لما هو أبعد من ذلك لكي نعيد الإعمار ونعيد التنمية بشكل أفضل مما كان قبل الزلزال وقبل الحرب، هذا هو مضمون النقاش فنحن عندما نقوم فقط بالمناقشة وبالاستجابة وبالتعامل مع الحالة الراهنة نحن نضيّع فرصة كبيرة جداً، وهذا كان هو الهدف الأساسي للاجتماع".

وجزم الرئيس الأسد بأن "دائماً أقول يجب أن نأخذ الرسائل من المجتمع المحلي لا أن نعطي رسائل، نحن جزء من هذا المجتمع المحلي، أنا أنتمي له ولا أستطيع أن أرسل له أو يرسل لي رسائل هذا أولاً، ثانياً لو كنا نتعامل مع الناس بالرسائل لما نزلنا بين الناس، نحن نريد أن نكون مع الناس لأن هناك شيئاً نلمسه، فالعلاقة المباشرة.. شعور، معنويات، حاجات، تفاصيل كثيرة، لا يمكن أن نلمسها بالطرق الرسمية، وهذا شيء طبيعي، لذلك أنا لا أتعاطى مع الناس بالرسائل وإنما بالعلاقة المباشرة، هذه طبيعة علاقتي مع الشعب السوري، أنا جزء منه".

كما التقى الرئيس السوري رفقة السيدة أسماء الأسد فرق الإنقاذ السورية والروسية في حي الغزالات بمدينة جبلة، وأطلعا على سير عمليات الإنقاذ وإزالة الأنقاض.

وقال الرئيس الأسد في تصريح للإعلاميين من الموقع إن "ضمن خطط الحكومة أن تتم دراسة كل الوضع، الأولوية كانت بالدرجة الأولى لإنقاذ الأحياء، الأولوية الثانية هي لدراسة وضع الأبنية المتصدعة وغيرها، لاحقاً تأتي تداعيات أخرى، لكن الأولوية خلال الأيام الماضية كانت هي الأحياء_ لم تبدأ الآن، ستبدأ المؤسسات المعنية طبعاً بدراسة كل هذه التفاصيل، لا يمكن أن نعطي جواباً قبل الدراسة، إن شاء لله قريباً ستكون هناك أجوبة على كل شيء".