الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي قائدا مسيرةٍ جهادية تكلّلت بالنصر وخُتمت بالشهادة (تقرير)
تاريخ النشر 09:59 16-02-2023الكاتب: حسين سلمانالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
41
في السادس عشر من شباط عام 1984، كانت المقاومة الإسلامية على موعد مع أولى بشائر النصر الآتي من دماء شيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشيخ راغب حرب.
الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي قائدا مسيرةٍ جهادية تكلّلت بالنصر وخُتمت بالشهادة (تقرير)
شخصيةٌ قاومتِ الاحتلالَ بالموقف والكلمة ووقفت سدّاً منيعاً في مواجهة المشاريع "الإسرائيلية"، فترددت مفاعيلُ عباراته في أصداء الأمة وأنتجت دماً سقط بيد الله ونما.
اثنتان وثلاثون سنة هو عمرُ شيخ شهداء المقاومة الاسلامية لم يعترِها كللٌ أو وجلٌ أو ملل، فكانت كلمتُه في صلاة يوم الجمعة تشكّل تهديداً للصهاينة، وباتت مواقفُهُ سلاحاً فتاكاً في مقارعة "إسرائيل".
وذات ليلةِ جُمعةٍ، أنهى الشيخ راغب قراءة دعاء كميل وتوجه مع بعض إخوانه في بيت بجوار منزله وأثناء خروجه صوّب العملاء الرصاص عليه فأردوه شهيداً ليصبحَ شيخَ شهداء المقاومة الإسلامية.
وما بين تلالِ جبل عامل وأوديته وهضاب البقاع الغربي وبعلبك والهرمل حكاياتُ عشقٍ يحنُّ لها الترابُ الذي وطأته قدما السيد عباس الموسوي وتأنسُ بها المغاور والأشجار والصخور التي شهدت بطولاته مع المجاهدين.
أربعون عاماً عاشها سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي يتنقّل بين قرى البقاع والجنوب ومناطق بيروت، يؤنس المجاهدين في الثغور ويشاركهم بتنفيذ العمليات الجهادية تاركاً وصية أساس بحفظ المقاومة.
أعرض السيد عباس الموسوي في حياته عن الدنيا ولذاتها دون النظر إليها، فأعطى قلبه وعقله ومشاعره لله، وخير مكان أحبُ إلى قلبه هو الجلوس بين المجاهدين، وكان على يقينٍ من أنَّ الانتصارات حليفةٌ لهم.
وفي السادس عشر من شباط عام 1992، وبعد كلمة ألقاها في بلدة جبشيت بمناسبة إحياء الذكرى الثامنة لاستشهاد رفيقه الشيخ راغب حرب غادر السيد عباس باتجاه بيروت، لكن طائراتٍ مِروحية صهيونية تربّصت لموكبه على طريق بلدة تفاحتا وأطلقت صواريخ حرارية حارقة، فاستشهد مع زوجته أم ياسر وولدِهِما الصغير حسين، ليصبح السيد عباس سيدَ شهداء المقاومة الإسلامية.