السيد نصر الله للأميركيين: إذا دفعتم لبنان إلى الفوضى ستخسرون كل شيء وانتظروا الفوضى في كل المنطقة وفي مقدمتها "اسرائيل"
تاريخ النشر 18:18 16-02-2023 الكاتب: إذاعة النور المصدر: نقل مباشر البلد: محلي
80

أكد الامين العام لحزب الله سماحة السيد نصر الله ان لبنان دخل منذ العام 2019 في استهداف جديد من أجل إعادته الى السيطرة الأميركية

السيد نصرالله
السيد نصرالله

مشيرا الى ان دماء كل الشهداء حققت انجازات كبرى منها تحرير لبنان على مراحل وتحرير الاسرى واستعادة الدولة والسلم الاهلي في لبنان وتحرير المياه الاقليمية والمنطقة الاقتصادية وقطاع النفط والغاز عند المنطقة الحدودية".

وفي كلمة له خلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله إحياءً لمناسبة ذكرى القادة الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت بالتزامن مع النبي شيت بقاعًا وطيردبا وجبشيت جنوبًا،  شدد سماحته على ان "هذه الانجازات اليوم هي مسؤولية الجميع وعلينا ان نحافظ عليها والمعركة التي تخاض الان من اهم عناوينها لا سيما في السنوات الاخيرة الحفاظ على هذه الانجازات والانتصارات الكبرى التي تحققت على مدى اربعين عاما".

وأكد ان القادة الشهداء "لم ييأسوا وكانت تلك الخيارات توصف بالجنون، لم يتعبوا ولم يهنوا ولم يعفوا رغم الصعوبات وخذلان الناصر.. نتعلم منهم مواصلة الطريق والثقة بالله وبالناس وبالمجاهدين"، لافتا إلى أن "ما نُشر من كلمات للحاج عماد مغنية يعبر عن تقييمه لهؤلاء المجاهدين في كل الظروف الصعبة وفي كل الساحات والميادين".
كما لفت إلى أن بعث الأمل والروح عام 2000 من جديد في المقاومة الفلسطينية هي من الانجازات التي تحققت بدماء هؤلاء الشهداء".

وتابع سماحته "في تشرين 2019 كان شعار "كلن يعني كلن" لأنه كان المطلوب أن يفقد هذا الشعب ثقته بكل المسؤولين، وكانت السفارة الأميركية مع بعض الجمعيات تصنّع قيادات ولكن هذا المشروع فشل". 

واشار سماحته الى انه" اليوم نحن امام هذا التحدي والذي تستخدم فيه ادوات سياسة وإعلامية واقتصادية وفي مقدمها سعر الدولار الذي يتأثر به كل شيء،موضحا ان الفساد والخلل والاخطاء في الادارة والتقصير في تحمل المسؤوليات يتم استغلالها من قبل الادارة الاميركية، واضاف :" امام هذا التحدي عندما نعود الى السيد عباس والشيخ راغب وموقفه الثابت والحاج عماد مغنية الروح التي تقاتل، علينا ان نتحمل المسؤولية ونتعاون ونسقط مشروع الفوضى والهيمنة والعبث بعقول شعبنا وشعوب المنطقة للسيطرة على هذه البلدان".

زلزال سوريا وتركيا :

الأمين العام لحزب الله أشار إلى ان"أهم حدث في منطقتنا خلال هذين الأسبوعين هو الزلزال، مجددا  التعازي للقيادتين السورية التركية وللشعبين العزيزين السوري والتركي ولكل عائلات الضحايا المفجوعة،سائلا المولى تعالى الرحمة لهم جميعًا وأن يشملهم بحنانه وعطفه والشفاء للمصابين والفرج لكل الذين أخرجوا من ديارهم.

السيد نصر الله اعتبر أن "ما حصل هو اختبار لإنسانية كل شخص وكل دولة وكل مؤسسة.. الناس الطبيعيون يتصرفون بإنسانية ويضعون الخصومات السياسية جانبا ويؤجلون معاركهم مهما كانت مهمة ومصيرية وتصبح الأولوية هي المسارعة إلى إنقاذ من تحت الأنقاض عسى أن تتمكن فرق الإنقاذ من إخراجهم أحياء ومعالجة الجرحى".

سماحته لفت إلى أن "كل من تابع وشاهد ولم يتألم يجب أن يراجع إنسانيته، فهذا اختبار وامتحان لإنسانية كل واحد منا، يجب أن يراجع مستواه الأخلاقي وضميره"، مؤكدًا أنه في هذا الامتحان سقطت الإدارة الأميركية مجددا وكشفت عن وجهها وحقيقتها الإجرامية والمتوحشة"، مضيفًا "صبرت الادارة الاميركية 9 ايام حتى اقدمت على القيام بإستثناء محدود لسوريا فيما خص قانون قيصر، وتركت الناس يموتون في الأيام الاولى للزلزال من خلال عقوباتها على سوريا".

أسف سماحته قائلا:" كنا نتطلع ان يتعاطى العالم بمساواة وعدالة مع سوريا كما فعل مع تركيا وشهدنا بوضوح كيف تصرف المجتمع الدولي والكثير من الدول والاعلام في العالم تجاه الضحايا على الاراضي التركية وتجاه الضحايا على الاراضي السورية وهذا سقوط انساني مروع".

وجدد التعبير عن "حزننا والمنا لما أصاب إخواننا وأخواتنا السوريين والأتراك، وأيضا هناك جنسيات أخرى هناك أعزاء فلسطينيون ولبنانيون فقدوا.. ندعو المصابين إلى الصبر وعدم اليأس ليكون الله في عونهم ونطلب من الجميع مساعدتهم، ونتوجه إلى كل الدول العربية والاسلامية التي مدت يد العون لسوريا".

وشكر سماحته كل الدول العربية والصديقة الى قدمت المساعدة الى سوريا، كما شكر من لبى دعوة حزب الله لتقديم المساعدات الى سوريا حيث وصلت القافلة الاولى "رحماء" الى اللاذقية، مضيفا "هناك قافلات اخرى ستصل تباعا".

الامين العام لحزب الله قال إنه "أمام هول الزلزال والهزة التي شعرنا بها جميعًا، في تلك الثواني القليلة شعر كل واحد منا بضعفه وعجزه، كنا جميعا بين يدي رحمة الله، في تلك اللحظات الجميع تساوى، الغني والفقير والقوي والضعيف، هذا يجب أن ينبهنا الى حقيقتنا ويعيدنا الى أنفسنا فلا نغتر ولا نتكبر.. كل واحد شعر منا أن بينه وبين الموت لحظات، هذا يجب أن يذكرنا أن الموت قد يأتي بأي لحظة وان دنيانا فانية وعندما نخرج منها سنخرج بلا شيء بل نحن وايماننا وعملنا الصالح".

وأضاف "كل هذا الرعب والخوف أمام زلزال محدود في منطقة محدودة من الكرة الارضية يجب أن يذكرنا بيوم القيامة بزلزلة الساعة الآتية في يوم القيامة، ويجب أن نعرف أننا أعطينا عمرا جديدا فكيف نتصرف بهذا العمر الجديد لآخرتنا ودنيانا؟".

وتابع قائلا "نحن أمام استحقاق جديد اسمعه احتمال الزلزال بحسب الخبراء، لافتا الى أن " الجميع معنيون بوضع خطة في لبنان وهذه من أهم مسؤوليات الحكومات لو كانت حكومة تصريف أعمال"، متسائلا :هل الدولة ومؤسساتها مؤهلة لانقاذ الناس من تحت الانقاذ او لايواء من سيتم تشريدهم ولهذا النوع من التحدي"، داعيا  الى خطة كاملة وشاملة للتقليل من الخسائر البشرية، مشددا على انه من ضمن الخطوات الأولى الواجب دراستها من قبل الدولة هو ترميم الأبنية المتصدعة، وأضاف "أول ما خطر ببالي عند انتهاء الهزة هو طرابلس، لأن في ذهني أن هناك أبنية متصدعة ووقعت سابقًا، واتصلت بالإخوة ليتفقدوا الوضع في طرابلس".

كما لفت إلى أن "ما قامت به الحكومة اللبنانية تجاه سوريا من إرسال وفد رسمي أمر ممتاز جدًا، وفتح المطار والمرافئ وإرسال فرق المساعدة أمر مهم جدا والدولة والحكومة مشكورة عليه"، مشددا على ان "المطلوب أن يستمر لبنان بهذا الموقف ويكون جزءا من الجهد العربي والاسلامي لكسر الحصار على سوريا، لان المستفيد الأول من كسر الحصار بعد سوريا هو لبنان".

الوضع في كيان العدو:

السيد نصر الله أكد أن "الوضع في كيان العدو غير مسبوق على المستوى الداخلي وفي البيئة الاستراتيجية، والحكومة الحمقاء الحالية تدفع الأمور باتجاه صدامين كبيرين، الأول داخلي اسرائيلي والثاني فلسطيني وقد يمتد الى المنطقة".

وأشار إلى أنه في الصدام الاول، ولاول مرة في الكيان الصهيوني نسمع الحديث من رئيس الكيان ورؤساء وزراء سابقين ووزراء حرب سابقين عن حرب اهلية وسفك للدماء وقرب الانفجار في الكيان ويتحدثون عن الهجرة المعاكسة، وهناك حديث عن قرب انهيار الكيان قبل بلوغه عمر الثمانين عاما وثمة قلق على الوجود".

واضاف:" الصدام الثاني هو المواجهة في الداخل الفلسطيني لا سيما عند الحديث عن الجيل الشاب فنحن امام مقاومة وانتفاضة فلسطينية حقيقية وتكمن اهمية العمليات الفردية انها محتضنة من قبل الشعب الفلسطيني

وتابع "هؤلاء الاستشهاديون يذلون العدو ويصنعون البسمة على وجوه أمهات الشهداء"، وأن "هذه الحكومة الحمقاء قد تدفع بالتصعيد الى كل المنطقة وهو احتمال وارد خصوصا اذا مست بالمسجد الأقصى".

الشأن اللبناني الداخلي

في الملف الداخلي، أشار سماحته إلى أن "لا جديد بالملف الرئاسي والحل الوحيد هو بالتفاهم الداخلي واستمرار الجهد ليكون للبنان رئيس جمهورية بأسرع وقت ممكن ولا يمكن لاحد  فرض  رئيس على البلد"، لافتًا إلى أن "الهمّ الطاغي هو الهم الاقتصادي والمعيشي وزاد الأمر سوءًا الارتفاع المتفلت لسعر الدولار وما لحقه بارتفاع كل الأسعار.. هذا الوضع يشغل بال اللبنانيين جميعًا".

واضاف سماحته :" ما يحصل في لبنان سببه الرئيسي هو الضغوط الأميركية وسياسة سحب الأموال والودائع بطريقة مدبرة" مؤكدا" علينا العمل لايجاد اقتصاد قوي، علينا احياء القطاع الصناعي والزراعي والتوجه بشكل جدي في قطاعي النفط والغاز، والبحث عن أسواق أخرى كالصين وروسيا مثلاً".

وراى السيد نصر الله ان الأميركيين أرسلوا الكثير من الرسائل لإيران من أجل إجراء مفاوضات مباشرة لكن طهران رفضت ذلك، فليس للاميركيين حدا يقفون عنده في المطالب في اي مفاوضات مباشرة لذلك لا يمكن ارضائهم من اجل حل ازمتنا.

وتابع "الأميركان صاروا باعتين ألف رسالة للايرانيين للجلوس وجهًا لوجه والتفاهم دون وسطاء، لكن إيران ترفض الجلوس وجهًا لوجه، ما الحكمة؟ الحكمة أن وجهًا لوجه ستكون الضغوط أكبر، فليس للأميركيين حد يقفون عنده"، وأضاف "إذا كنتم ستبقون بانتظار الأميركيين يعني البلد راح".

وحذر السيد نصر الله من حصول تسويف بموضوع النفط والغاز في المياه اللبنانية، متسائلا:" هل سنسمح باستمرار استخراج "اسرائيل" النفط والغاز من كاريش؟ أقول لكم أبدًا"، واضاف:" انا احذر من التسويف ونحتاج الى قرار جدي من الحكومة الحالية والاتية والقول للاميركيين "يحلوا عننا".

واضاف سماحته "اذا كان الاميركيون او البعض في الداخل يخططون للفوضى وانهيار البلد اقول لهم انتم ستخسرون كل شيء في لبنان، ومن يراهن ان المعاناة او الالم يمكن ان يدفع هذه البيئة بالتخلي عن خيارها والوصية الاساس وانجازات الحاج عماد مغنية اي التخلي عن مقوم امنها وبقائها ووجودها وسيادتها وصون عرضها وخيرات بلادها هو واهم".

وختم سماحته بالقول:" من يريد ان يدفع لبنان الى الفوضى او الانهيار عليه ان يتوقع منا ما لم يخطر في بال او وهم وان غدا لناظره قريب، وعلى الأميركيين أن يعلموا إنهم إذا دفعوا لبنان الى الفوضى وتألم الشعب اللبناني فهذا يعني أننا لن نجلس ونتفرج على الفوضى وسنمد يدنا الى ما يؤلمكم حتى لو أدى ذلك الى خيار الحرب مع ربيبتكم"إسرائيل"".

 

وكان جدد سماحته لعائلات القادة الشهداء، لعائلة الشيخ راغب حرب، لعائلة السيد عباس الموسوي والسيدة أم ياسر ونجلهما حسين، لعائلة الحاج عماد مغنية التبريك بالوسام الإلهي الرفيع الذي حازه قادتنا.
وأضاف "أجدد أيضا تعازينا ومواساتنا لفراق هؤلاء الأحبة الذين لم يخل ولم يغادر ألم فراقهم قلوبنا وأرواحنا لمحبتهم وموقعهم الوجداني والروحي الخاص".

سماحته جدد التعازي "بكل شهداء هذا الشهر ونخص بالذكر الشهيد رضا الشاعر الذي كان مسؤولا عسكريا في منطقة البقاع واستشهد أثناء المواجهات في البقاع الغربي.. يجب أيضا أن نذكر بالخير الشهيد القائد العميد حسن شاطري الذي ترأس الهيئة الايرانية لاعادة اعمار لبنان، وبعد حرب تموز وفي مثل هذه الأيام الذكرى العاشرة لاستشهاده وستبقى أياديه البيضاء حاضرة ان شاء الله".

السيد نصر الله بارك للشعب الإيراني ذكرى إنتصار الثورة الإسلامية على يد قائدهم الإمام الخميني رضوان الله عليه، وقال "نبارك للشعب الايراني العزيز وسماحة السيد القائد ومراجعنا الكرام بمناسبة انتصار الثورة الاسلامية هذا الانتصار الالهي التاريخي".
وأردف قائلًا "نجد كل وسائل الاعلام في العالم تعتبره خبرًا أول.. لكن عندما تنكشف إرادة الشعب الحقيقية يصمت العالم ويتجاهله"، وأضاف "خرج الملايين من الايرانيين تظاهروا في ذكرى انتصار الثورة في مختلف المدن الايرانية وعبروا عن التزامهم بها وبهذا النظام الاسلامي وبهذه القيادة الاسلامية ووسائل الاعلام في العالم بلعت ألستنها، لكن عندما يخرج عشرات أو مئات الأشخاص في ميدان معين لقطع الطرقات".

السيد نصر الله جدد التعازي لعائلة الشهيد رفيق الحريري وكل المحبين وكل الشعب اللبناني، كما عرّج على ذكرى تفاهم مار مخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر، معتبرا أن هذا التفاهم في موضع حرج، معربا عن أمله بالحفاظ عليه لأجل المصلحة الوطنية بالدرجة الأولى، وتوجه سماحته للشعب البحريني الذي لم يتخل لا عن قضيته الوطنية ولا عن قضية فلسطين والقدس، موجها التحية لهذا الشعب الذي عانى الظلم والسجن.