السيد نصرالله: لن نستسلم ونخضع لمن يهددنا بالقتل والحصار...وللمعلمين: لمواصلة العام الدراسي وعدم العودة الى الاضراب رأفة بالطلاب
تاريخ النشر 17:27 09-03-2023 الكاتب: إذاعة النور المصدر: نقل مباشر البلد: محلي
58

اكد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله ان المقاومة هي الأمل التي صنعت انتصارات سريعة ضد العدو الصهيوني واثبتت إنها تستطيع أن تمسح "العصر الإسرائيلي"

السيد نصرالله: لا تتوقعوا منا استسلاما ولا انصياعا ولا خضوعا..وللمعلمين: لمواصلة العام الدراسي وعدم العودة الى الاضراب رأفة بالطلاب
السيد نصرالله: لا تتوقعوا منا استسلاما ولا انصياعا ولا خضوعا..وللمعلمين: لمواصلة العام الدراسي وعدم العودة الى الاضراب رأفة بالطلاب

واشار السيد نصر الله الى أن "أكثر ما نحتاج إليه في هذه الأيام هو روح الأمل"، وقال: "إن الله أعدّ للبشرية منقذان ومخلصان عظيمان هما السيد المسيح والإمام المهدي عليهما السلام".

ولفت سماحته في احتفال أقامته المؤسسة الاسلامية للتربية والتعليم - مدارس المهدي (ع)، وذلك في الذكرى الثلاثين على تأسيسها الى ان "الإسرائيلي" عندما احتل لبنان عمل على بثّ روح اليأس الذي له نتائج سياسية واجتماعية وأخطر نتائجه هو القبول بالاحتلال بعيدًا عن كرامتك وسيادتك وشرفك... لكن المقاومة واجهت وقاومت وفرضت معادلة أننا نستطيع أن نهزم هذا العدو فكانت المقاومة التي صنعت انتصارات سريعة وانطلقت من موقع الامل

وشدد على أن "المقاومة هي الأمل التي صنعت انتصارات سريعة ضد العدو "الإسرائيلي"، موضحًا أن المقاومة استمرت عام 2000 بهذا الأمل وعام 2006 صمدت المقاومة بالأمل".

وأضاف: "مضت سنوات قليلة وتبين سقوط مشروع الشرق الأوسط الجديد ومشروع أميركا في العراق بفعل الأمل والمقاومة... في ما مضى أيضًا وبهدف تعزيز روح اليأس لدينا من أهم الوسائل كانت القتل والمجازر والتهجير وهدم المنازل".

ولفت سماحته إلى أن مجزرة بئر العبد التي استشهد فيها ما يزيد عن 75 شهيدًا و 270 جريحا واكثرية الشهداء كانوا نساء واطفال كان المستهدف في التفجير هو سماحة اية الله السيد محمد حسين فضل الله والقرار كان أميركي وإقليمي ولبناني، مضيفا:" هدف العملية كان بث الرعب واليأس في قلوبنا لان اغتيال ا لسيد فضل الله كان سيكون ضربة قاسية لنا"، مؤكدًا أن بعض الذين يدعون السيادة في بلدنا أيديهم متورطة بالدم في تفجير مجزرة بئر العبد.

وتوجه سماحته الى "كل من يهددنا بالقتل سواء بالسيارة المفخخة او بالحصار او التجويع، نحن لا نلين ولا نشعر بالضعف والوهن لاننا نثق بالله وبشعبنا وبأجيالنا وشبابنا، وفي الازمة السياسية والمعيشية في لبنان اقول ان الرسالة الاساسية يجب ان تكون عدم اليأس لان نتيجة اليأس ستكون الاستسلام، ولكن نقول لا تتوقعوا منا استسلاما ولا انصياعا ولا خضوعا.

واكد السيد نصرالله على ضرورة ان نطرق ابواب الحل في لبنان لانها موجودة، متسائلا" "هل من استسلم من الدول لاميركا نجا؟"، واضاف :" علينا التحلي بروح التعاون والشجاعة والارادة فالجبناء لا يحررون ارضا ولا يغيرون واقعا ونحن من واقع الامل نراهن على هذه الاجيال التي تخرجها المدارس ومن جملتها مدارس الامام المهدي (عج)".

وكان سماحته وفي بداية الكلمة بارك للبنانيين الذكرى العطرة في الخامس عشر من شعبان ذكرى ولادة الامام المهدي (ع)، كما بارك لكل المعلمين والمعلمات عيد المعلم.

وقال سماحته "ما نحن فيه هو نتيجة تضحيات الجميع منذ ثلاثين عامًا ودائمًا أؤكد أننا لا ننسب الفضل لأي شخص لوحده فالإنجاز هو تعب الجميع".

وأضاف السيد نصر الله: "مما لا شك فيه كما عُرض في التقارير ان المؤسسة تطورت بشكل طبيعي وتدريجي رغم كل الظروف الصعبة. تطورت المؤسسة على المستوى الكمي أي عدد المدارس والطلاب وعلى المستوى النوعي وتطوير المناهج والتعاون الخارجي والانفتاح على المدارس الأخرى، ورغم الصعوبات في فترة كورونا استطاعت المؤسسة ان تتأقلم وتتطور وتبذل الجهود المطلوبة حتى لا يتوقف جهد التعليم".

وتوجه سماحته إلى القيمين على مؤسسة التربية والتعليم بالقول: "في ظل الظروف المعيشية الصعبة صمودكم في المؤسسة في مواقع التعليم هذا أمر يُقدر جدًا، وأؤكد إيماننا بكم كإدارة ومعلمين ومسؤولين ونعتبر أنكم كنتم لائقين بمستوى المسؤولية وستكونون دائما كذلك".

وأشار إلى أنه رغم الصعوبات في فترة كورونا استطاعت المؤسسة أن تتأقلم وتتطور وتبذل الجهود المطلوبة حتى لا يتوقف جهد التعليم، وقال: "نؤكد أننا سنبذل كل الجهود للحفاظ على بنية هذه المؤسسة وكادرها بالرغم من كل الظروف الصعبة وسنجد طريقة ما للتغلب عليها".

وأعلن السيد نصر الله أنه سيتم العمل على دعم مؤسسة التربية والتعليم "ليس فقط للحفاظ عليها بل لتطويرها وتوسعة ميدان عملها على كل صعيد".

ونبّه سماحته إلى أن كل شيء مفتوح أمام الأجيال الحالية نتيجة وجود الهاتف والانترنت في يد كل طفل وبدون ضوابط، واليوم الكثير مما هو عيب في عاداتنا وحرام في ديننا يُعمل على مسحه ليكون البديل هو التفلت، محذرًا من "أن الإدارة الأميركية هادفة في نقل الثقافة الغربية الشيطانية إلى مناهجنا".

وأوضح السيد نصر الله أن من جملة المخاطر التي تتهدد الأجيال الحالية "المواد المخدرة وانتشار المخدرات"، مؤكدًا "أن من يروج للمخدرات ويتاجر بها هو من أسوأ أنواع المفسدين في الأرض".

وقال: "إن التحصين هو الأساس والتربية هي المؤدية إلى ذلك وهناك صرخة في مدارس الغرب نتيجة التفلت وعدم التحصين".

وأشار السيد نصر الله إلى أن وظيفة المعلم والمعلمة والمؤسسة التربوية بأن لا تبقى فقط مهنة بل يجب أن يُضاف إليها روح رسالية وإنسانية، موضحًا أن  المطلوب من المعلم في المدارس أن يكون رساليًا أي أن يكون همه استفادة الطلاب ونجاحهم وتفوقهم.

ولفت سماحته إلى أن "الأستاذ قدوة لذلك عليه أن ينتبه لسلوكه وتعاطيه مع الطلاب لأنه يمارس الدور التربوي وبالتالي هو يطبع شخصيته على هؤلاء الطلاب"، وأن مسؤولية المؤسسة بالدرجة الأولى هي "بناء أجيال ترفض الظلم والطغيان وتؤسس للعدالة".

ونبه السيد نصرالله ان القطاع التربوي في لبنان اليوم يواجه تحديات كبيرة كما بقية القطاعات وهناك مخاطر جدية والظروف المعيشية خلال السنوات الاخيرة اثرت على كل اطراف العملية التعليمية، فتأثرت رواتب المعلمين وأصبحت لا تقدم ولا تؤخر، وتأثرت أيضًا المؤسسات التربوية وكذلك الاهل، ولذلك هناك مخاطر على وجود القطاع التربوي ككل فالمدارس الرسمية أغلقت فترة طويلة.

واكد سماحته:" نحن مع المدارس الرسمية ومع تقويتها واعطائها الاولوية وكذلك مع الجامعة الرسمية لانها قادرة على استيعاب كل الناس لا سيما في ظل الظروف الصعبة"، مضيفا " لا نناقش في احقية مطالب الاساتذة في القطاع الرسمي لان مطالبهم محقة، ولكن الاضراب ينذر بضياع العام الدراسي".

وطلب السيد نصرالله من كل المعلمين الرافة بالاجيال، مطالبا الحكومة تنفيذ وعودها للاساتذة والا تتخلف عنها كما توجه للمعلمين بالقول:" ما قدمته الحكومة ليس كافيا ولكن نتمنى الموازنة بين المطالب المحقة والاجيال التي سيضيع عليها عام دراسي كامل"

ودعا سماحته المعلمين الى مواصلة العام الدراسي وعدم العودة الى الاضراب واعتبار الامر مساهمة ايمانية وانسانية منهم.

اما المدارس الخاصة دعا سماحته الى تنظيم الامور وعدم الربح الا بشكل بسيط ومتواضع واعتبار الامر مساهمة وجهد اخلاقي، واضاف :" أنا أقدّر أنهم يريدون زيادة الأقساط لتحسين رواتب المعلمين لكن هل يمكن ألا نربح هاتين السنتين أو نربح بشكل معقول ومتواضع... اعتبروها مساهمة إنسانية أو مساعدة أو عملية إنقاذية"، مشيرًا إلى أن "هناك مدارس خاصة مصرّة على الربح الوفير، فهناك جشع بشع عند بعض التجار ونحن نطلع على الأسعار فوجدنا أن هناك شيئًا لاإنسانيًا ومتوحشًا".