
أكَّد المساعد والمستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الايرانية اللواء يحيى رحيم صفوي أنَّ الاتفاق بين إيران والسعودية هو زلزال في المجال السياسي ونهاية للهيمنة الأميركية في المنطقة وبهذا الاتفاق بدأ حقبة ما بعد أميركا في منطقة الخليج.
وفي حفل افتتاح متحف القوات الجوية اليوم الأحد، قال اللواء صفوي: "نحن في ظروف بالغة التعقيد فيما يخص القضايا الدفاعية والامنية وتشهد الثورة الإسلامية في غرب آسيا تغييرات جيوسياسية كما أن ترتيب وتسلسل القوة في العام يتجاوز تغييرات جيوسياسية".
وأشار إلى أنَّه "ما سنشهده في المستقبل في المنطقة سيكون مختلفًا عما حدث حتى الآن ومن المهم أن نتحلى بالعقلانية والسياسة عند النظر إلى الاتفاق بين إيران والسعودية ومن مصلحة المنطقة، وعلى كلا الجانبين السعودي والايراني أن يهتما بالصداقة والعقلانية على المدى الطويل".
ولفت اللواء صفوي إلى أنَّ "هذا الاتفاق يصب لصالح االبلدين ومنطقة غرب آسيا وليست ضد أي من دول المنطقة، ومن الطبيعي أن يشعر الاستكبار باستياء ويسعى وراء وضع عقبات في هذا المسار".
وشدَّد على أنَّه "لقد حان عصر انحدار القوة الأمريكية والصهيونية. التطلع إلى الجيران والتطلع إلى الشرق سيزيد من الثقل الجيوسياسي لإيران ويغير وضع الناس ويجب على إيران أن تنظر إلى حالة التوتر الأمريكي- الأوروبي في أوكرانيا والتوتر في تايوان كفرصة وأن تتحرك باستراتيجية واضحة تقوم على المصالح المشتركة مع الصين وروسيا والتهديدات المشتركة للولايات المتحدة ضد الدول الثلاث".
وفي إشارة إلى الاتفاق بين إيران والسعودية، أمل اللواء صفوي أن "تتجه منطقتنا نحو الأمن والسلام الدائم بهذا الاتفاق، مؤكدًا أنَّه كان لآية الله العظمى سماحة الإمام السيد علي الخامنئي رؤية استراتيجية للعلاقات الإيرانية السعودية منذ عام 1997 وفيما يتعلق بالصين، أدت الرسالة التي بعث بها الإمام الخامنئي إلى الرئيس الصيني إلى بدء اتفاقية مدتها 25 عامًا بين إيران والصين.
وتابع: "بالنسبة للاتفاق الأخير، يجب القول إن هذا الاتفاق كان زلزالًا في المجال السياسي ووضع حدًا للهيمنة الأمريكية في المنطقة وبهذا الاتفاق بدأ حقبة ما بعد أمريكا في منطقة الخليج. قرر الصينيون أن يصبحوا أول اقتصاد في العالم بحلول عام 2030 وكان هذا الاتفاق بين إيران والسعودية، بوساطة الصين، ثاني أكبر ضربة وجهتها الصين لأمريكا. لأن المملكة العربية السعودية هي أكبر مصدر للنفط للصين ومن ناحية أخرى، إن الوثيقة الاستراتيجية بين إيران والصين بهدف الاستثمار في تطوير بنيتنا التحتية تمثل اتفاقًا كبيرًا".
ولفت إلى "استراتيجية محددة تبنتها الصين في مجال الجغرافيا الاقتصادية تمتد من بحر الصين إلى الخليج. يبدو أن الصين وروسيا تساعدان السعودية لتصبح عضوًا في منظمة "شنغهاي" للتعاون وهذه العضوية من شأنها ان تكون سدًا أام "الناتو" والقوة العسكرية للغرب في المستقبل".
كما أكد اللواء صفوي في ختام حديثه ضروة الاهتمام كبير بالحرب المستقبلية وايلاء الاهتمام للعامل البشري، معتبرًا أنَّ تفوق البلاد يبرز في تعزيز القوى البشرية.