
أكَّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنَّ المسؤولية اليوم هي بالدرجة الأولى إنقاذ البلد بانتخاب الرئيس، مشيرًا إلى أنَّ من يعمل على التعطيل مسؤول عن المزيد من التدهور الذي يحصل في لبنان، وعن استمرار آلام الناس وجوعهم.
وفي كلمةٍ له في حفل افتتاح مجمع أهل البيت (ع) ببيروت، قال الشيخ قاسم: "اليوم في لبنان وضعنا صعب سواء على المستوى الاقتصادي أو القانوني أو الاجتماعي، وتتدهور الأحوال يومًا بعد يوم أكثر فأكثر، والسبب المركزي أنَّ المسؤولين والمعنيين في لبنان وفي هذه المرحلة بالتحديد "النواب" لهم مسؤولية استثنائية في العمل لإنقاذ البلد بالاجتماع لانتخاب رئيس حتى تبدأ دورة المؤسسات الدستورية بالاهتمام بتشكيل حكومة، ثم بعد ذلك يتم وضع برامج إنقاذية وإصلاحية تتشارك فيها الحكومة والمجلس النيابي لنصل إلى الخطوات الأولى للخروج من هذا النفق الكبير الذي وقع فيه لبنان".
وأشار إلى أنَّه "يجب أن نعلم أنَّ هذا المجلس النيابي هو خيار الشعب، ولا يستطيع أحد الآن أن ينظِّر علينا بأنَّه من خارج المجلس النيابي، آراؤه لها ثمر ولها قيمة ولها فعالية، نعم هو يستطيع أن ينصح يستطيع أن يقدم أشياء كثيرة، لكن في النهاية القرار لانتخاب الرئيس من خلال النواب المئة وثمانية وعشرين. بدأت تتوجه الأنظار إلى هؤلاء، كفى أحلامًا بأنَّ البعض يمثِّل أكثر من البعض الآخر أو أفضل من البعض الآخر".
وأضاف الشيخ قاسم: "كل نائب في المجلس النيابي، بحسب التعريف هو نائب عن كل لبنان، وكل نائب في المجلس النيابي وزنه داخل المجلس متساوٍ مع الآخرين بحسب الموقع النيابي، والعبرة هو على ماذا يجتمع النواب؟ وأين تكون الأكثرية النيابية لانتخاب الرئيس وفق الدستور؟ عندما يحصل هذا الأمر يعني أنَّ الخيار الشعبي بحسب النظام المعتمد قد تحقق بالأكثرية النيابية لانتخاب الرئيس. أما التباكي على ما وصل إليه لبنان فلا يبرئ أحدًا من المسؤولية بأن يقوم بمسؤوليته، والمسؤولية اليوم هي بالدرجة الأولى إنقاذ البلد بانتخاب الرئيس".
ولفت إلى أنَّ "من يركِّز على الشكوى وإظهار الألم في الواقع المنهار، ولا يعمل ويعطِّل عمل الآخرين ويتصرف بسلبية ويعمل على تعطيل البلد بمؤسساته وتعطيل انتخاب الرئيس لأنَّه ليس على شاكلته أو لا يرضيه، فهو مسؤول عن المزيد من التدهور الذي يحصل في لبنان ومسؤول عن استمرار آلام الناس وجوعهم".
وأوضح الشيخ قاسم أنَّه "نحن أمام مجلس نيابي جديد واليوم لا يوجد في البلد موالاة ومعارضة لأنَّه مع المجلس الجديد ومع عدم وجود حكومة ومع عدم وجود رئيس جمهورية يعني أنَّه لا يوجد موالاة ومعارضة. تحصل الموالاة والمعارضة عندما تتشكل حكومة جديدة بعد انتخاب الرئيس فيدخل أشخاص في داخل الحكومة وأشخاص يكونون خارج الحكومة، يقولون من كان داخل الحكومة هو موالاة والذين هم خارج الحكومة هم معارضة. نسمع اليوم البعض يقولون نحن معارضة! معارضة لمن؟! الآن النواب سواسية لا يوجد موالاة ولا يوجد معارضة وعليكم أن تتحملوا المسؤولية".
ولفت إلى أنَّه "جرَّب بعض السياسيين ممّن يدَّعون السيادية التحريض على الوطنيين الذين سجلوا ملاحم البطولة وحققوا التحرير في الأرض والبحر وطردوا "إسرائيل" و"داعش" والقيام بأعمال رفعت من مَقَام لبنان وعزته وشرفه وكرامته، وأصبح لبنان قويًا يأتي إليه العالم ليرى ماذا يريد بدل أن يكون مسرحًا لأعمالهم".
وتابع: "هؤلاء الذين يعترضون على هذه الفئة لم يتمكنوا من جمع العدد الكافي للانقلاب، إذًا عليهم أن يعرفوا أنَّ حجمهم في البلد هو هذا الحجم الذي هم عليه، ولا يستطيعون تغيير المزاج العام للناس الذي يريد المقاومة والقوة، ويريد أيضًا أن ينقذ البلد بالمؤسسات الدستورية بالشكل الطبيعي من دون إدخال عناوين أخرى.
استعانوا بالأجانب علَّهم يتقوُّون علينا بهم، وتبيَّن أنَّ هؤلاء الأجانب لا يستطيعون، لأنَّ الواقع اللبناني لا يمكِّنهم من أن يفعلوا ما يشاؤون، إذن ما هو الحل؟".
وتوجَّه نائب الأمين العام لحزب الله إليهم بالقول: "الحل أن تعودوا إلى خيارات الشعب من خلال المجلس النيابي المسؤول والممثل للشعب ليتصدى ويقترح وينافس فينجح في خيارات ويفشل في خيارات أخرى لكن يقوم بواجبه، أما أن تكون السياسة المعتمدة هي التعطيل للمؤسسات والانتخاب ولكل شيء، مع مثل هذا المجلس النيابي المتنوع يعني أنكم تتحملون مسؤولية إطالة الأزمة".
وذكر أنَّه "نحن دعوناهم مرارًا وتكرارًا وندعوهم أيضًا إذا أردتم الحوار فتعالوا نتحاور، إذا أردتم أن نناقش الخيارات فتعالوا لنناقش معًا، ثم عندما نختلف نذهب وإياكم كل واحد يحمل مرشحًا ويصوِّت له في المجلس النيابي، لكن على قاعدة أن ينطلق البلد لا على قاعدة أن يبقى كما هو".
وختم الشيخ قاسم قائلًا: "أخيرًا، عندما حصل الاتفاق السعودي الإيراني عبر بكين، نحن عبَّرنا عن راحتنا واعتبرنا أن هذا الاتفاق جيد، بعضهم فوجئ بذلك! هل غيَّر حزب الله طريقته أو تعامله؟! أبدًا لم نغيِّر. نحن نتمنى أن يتفق كل من هم في هذه المنطقة مع بعضهم وأن يكون العدو الحقيقي الوحيد هو "إسرائيل" ومن معها، والباقي إذا كان هناك خلافات فنحن ندعو إلى معالجتها بالطريقة المناسبة للوصول إلى التعاون المشترك لأنَّنا بحاجة لبعضنا ولا يستطيع أحد أن يغير الجغرافيا ولا المواطنين في بلد من البلدن، فليخرجوا من هذا الفكر الإلغائي، ويجب أن نقتنع بأن نكون دولة مستقلة لها خصوصيتها ولها قراراتها وتتعاون الدول مع بعضها للوصول إلى النتيجة الأفضل".