
قال وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى، السبت، إن "يوم خرج الإمام السيد موسى الصدر مجاهداً ضد الحرمان ومنادياً بالعدالة الاجتماعية، لم ينظر إلى اللبنانيين بحسب قيد النفوس الطائفي أو الهوية الدينية".
وفي بيان صادر عنه، ذكّر الوزير المرتضى أن "يوم سال دم المجاهدين على دروب التحرير لم يفرق بين تراب رميش والنبطية ومرجعيون وبنت جبيل والزبداني ووادي النصارى"، وأضاف أن "أعيادنا الدينية في لبنان لا ينبغي لها أن تكون عنوانًا للتفرقة ولا للمزايدة. إنها مواسم مقدسة لتأكيد العيش الواحد، ومن أراد أن ينظر إليها بمنظار آخر فإنه ينفي نفسه من الوحدة الوطنية التي هي معنى وجودنا".
وشدد الوزير المرتضى على "عدم التصرف تحت وطأة الانفعال، ولا نقبل أن يملي علينا الغضبُ ردود أفعالنا، لذلك سنعيّد أعياد المسيحيين والمسلمين كلها لأنها أعيادُنا، ونحترم القانون كما هو لأنه قانوننا، وكل كلام خلاف ذلك عزف نشاز".
وخلال مؤتمر عن اللغة والترجمة في جامعة سيدة اللويزة شمال بيروت، برعايته، قال وزير الثقافة إن "أهم ما لدى اللبنانيين هو موروثهم وأنّ أهم ما في موروثهم أن اجدادهم الذين سكنوا هذه الأرض قبل آلاف السنين هم اصحاب أهمّ اختراعٍ في تاريخ البشرية وهو الحرف ولولا اختراعهم هذا وتصديرهم له لكانت البشرية أخذت مساراً اخر لها".
وأشار الوزير المرتضى إلى "نحن كمسلمين ومسيحيين اذا استجمعنا الوعي ونجحنا في خلق حالة حوار سليمة بيننا نصل الى مكان نتفق على كل شيء إيمانياً، وأخطر شيء يُعمل ضدنا مسلمين ومسيحيين ما يُزرع في الذهن ان لا شيء يجمعكم أبداً في وقت نحن لا نختلف بالإيمان".
ورأى وزير الثقافة أن "يريدون أن يلغوننا عبر الغاء موروثنا وهويتنا واهمّ ما في موروثنا وهويّتنا هو لغتنا وتاريخنا الصحيح البهيّ وايماننا المتعدّد...الايمان ايها الأحبّة هو الذي يحفظنا مسلمين ومسيحيين ويحفظ وطننا".
واعتبر الوزير المرتضى أن "الترجمةَ الملحة التي ينادي بها اللبنانيون في سرِّهم والعلن، هو أن يسرع ممثلوهم وأحزابُهم إلى ترجمة الأقوال إلى أفعال، فيبادروا إلى انتخاب رئيس جديدٍ للجمهورية يعيد الانتظام إلى مسار الحياة الدستورية، ويكون راعياً لعملية التعافي الاقتصادي التي طال انتظارُها. أما الذين لا يُحسنون الترجمة، ولا يتقنون سوى لغة الفراغ والتعطيل، فأدعوهم إلى الاستعانة بمترجمٍ بارع، هو الحوار الذي لا بدَّ منه في حميع مفاصل الحياة".