
كشفت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الإثنين، عن اعتزام حكومة الكيان المؤقت استخدام "الحرس القومي" الذي صادقت على إنشائه وتمويله، أمس الأحد، ضد المجتمع العربي حال حدوث تصعيد أمني في الأراضي المحتلة وتنظيم احتجاجات في أراضي الـ48.
وتُطلَق في الكيان الصهيوني على سيناريو كهذا تسمية "حارس الأسوار 2".
واستندت "هآرتس" إلى تصريحات وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير، ووزراء آخرين، لتقول إن "النية هي استخدام الجهاز الجديد (أي "الحرس القومي") ليس كجهاز شرطة عادي، وإنما كقوة شبه عسكرية، التي ستُستخدم أوقاتَ الطوارئ داخل الخط الأخضر وتتعامل بالأساس مع إخلال بالنظام وأحداث قومية في الجمهور العربي في إسرائيل".
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن اجتماعات عدة عقدتها الشرطة والجيش الصهيونيَّين في الأشهر الأخيرة، جرى في خلالها بحث تقاسم الصلاحيات بينهما في حال تطور سيناريو "حارس الأسوار 2"، وحدوث مواجهات بين العرب والمستوطنين في "المدن المختلطة" ومحاولاتٍ لإغلاق شوارع مركزية تتنقل فيها قوات الجيش، "مثلما حدث في أثناء العملية العسكرية في غزة قبل سنتين".
وتجدر الإشارة إلى أن تلك الأحداث جاءت في أعقاب اقتحام عناصر "اليمين المتطرف" والمستوطنين في الضفة الغربية لـ"المدن المختلطة"، وكذلك محاولة اقتحامهم مدناً وبلدات عربية، والاعتداء على مواطنين وأملاك فيها، من دون أن تردعهم أجهزة الأمن الإسرائيلية، وبخاصة الشرطة، عن ذلك، وأدى هذا العدوان إلى غليان في المجتمع العربي.
وأضافت صحيفة هآرتس أنه جرى، أخيراً، بلورة خطة عمل تقضي بنشر قوات احتياط في قيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال "لحراسة الحركة في عشرات الشوارع التي تمر بالقرب من بلدات عربية. ويبدو أنه يفترض بالشرطة، والحرس القومي في المستقبل، الحفاظ على الأمن في البلدات العربية نفسها وكذلك في المدن المختلطة".
ونقلت الصحيفة عن نائب وزير الأمن الداخلي السابق، عضو الكنيست يوآف سيغالوفيتش، من حزب "ييش عتيد" وهو ضابط شرطة سابق برتبة كولونيل، قوله إنه يعتزم طلب إجراء بحث في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست حول هذه الخطة بعد عطلة عيد الفصح اليهودي.
وأضاف سيغالوفيتش أن "إدخال الجيش الإسرائيلي لتنفيذ مهمة كهذه تستوجب تفكيراً واسعاً وعميقاً لأنه ينطوي على مخاطر إستراتيجية كبيرة. ولا ينبغي أن يقف الجنود ضد مواطنين إسرائيليين"، مضيفاً أنه يخشى من أن "ينظر الجمهور العربي في إسرائيل إلى هذه الخطة على أنها عسكرة العلاقات مع الدولة".
وحذر سيغالوفيتش من إطلاق جنود إسرائيليين النار على مواطنين عرب خلال مواجهات داخل "الخط الأخضر"، وأن تطوراً كهذا من شأنه أن يشكل "نقطة تحول سلبية للغاية في العلاقات مع الجمهور العربي".
وكانت حكومة بنيامين نتنياهو وافقت، أمس الأحد، على إقامة حرس قومي يخضع لـ"بن غفير" برغم معارضة المفتش العام لشرطة العدو كوبي شبتاي، والمستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا .