أكَّد آية الله العظمى سماحة الإمام السيد علي الخامنئي أنَّ على الشباب أن يتبعوا بجد الطريق الواضح للثورة والاسلام بالتمسك بالمبادئ والتحلي بالأمل والعقلانية.
ولدى استقباله مجموعة من الطلبة الجامعيين وناشطي الاتحادات الطلابية عصر اليوم الثلاثاء وبعد الاستماع لمطالبهم، قال سماحته إن ايجاد القطبية الثنائية هو ما يريده العدو .
وبيَّن أنَّ النشاطات الجامعية لا ينبغي أن تجعل من المجتمع الجامعي والبلاد قطبين، وينبغي أن تكون مطالب الجامعيين مصحوبة بالواقعية وايجاد الحلول العلمية والعملية.
وأضاف الإمام الخامنئي أنَّ "استراتيجية العدو تهدف إلى جعلنا متشائمين، المشاكل في الداخل موجودة فعلًا لكنني أرفض ما يُقال من أن منشأ اليأس والاحباط داخلي، فالمشاكل لا تزرع اليأس في قلوب الشباب الجامعيين المتحمسين، فهؤلاء يدرسون ويكافحون لازالة العقبات والمشاكل".
وتابع أنَّ "كل قانون جيد يمكن أن يكون تطبيقه سيئًا"، موضحًا أن الخصصة كذلك فلم يكن أمامنا حل الا الخصصة لكن انتظاري من الخصصة لم ينجز إلا أن أعمالا جدية أُنجزت في هذا المجال.
وحول سؤال عن اجراء استفتاء، تسائل سماحته: "وهل أن قضايا البلاد المتعددة قابلة للاستفتاء؟ وفي أي مكان في العالم يقوم بهذا العمل؟ وهل أن جميع المواطنين الذين ينبغي أن يشاركوا في الاستفتاء لديهم إمكانية تحليل تلك القضية؟ ما هذا الكلام؟".
ودعا آية الله العظمى الطلبة الجامعيين إلى الاطلاع على سير الشهداء ومواقفهم ومعنوياتهم وما كتب عنهم فهذا الأمر مفيد جدًا خاصة وأن الامام الخميني الراحل الذي قطع سنين متمادية في العرفان والسلوك إلى الله كان يغبط هؤلاء الشهداء.
وفي جانب آخر من حديثه أمام الطلبة الجامعيين أكَّد الإمام الخامنئي أنَّ انتظار الفرج يعني أنَّ كل الصعوبات قابلة للازالة والحل، وبالتالي فان الانتظار لايعني القعود، يجب أن تكون قلوبكم يقظة ومستعدة .
وأردف سماحته قائلًا: "انتظار الفرج هو انتظار زوال كل النواقص التي ذكرتموها، وهناك عشرة أضعاف من هذه النواقص لم تذكروها، فانتظار الفرج هو الاستعداد والتفكر وعدم التصور بأن الطريق مسدود لأن هذا التفكر سيء جدًا".
ولفت إلى أنَّ وسائل الاعلام المغرضة تصر على اضعاف المعتقدات الدينية والشعور الثوري للشعب الإيراني، لكن مراسم ليلة القدر ومسيرات يوم القدس كانت هذا العام أكثر حيوية.
وأضاف الإمام الخامنئي أن القرآن الكريم أكد مكررًا في عدد من آياته: "كتب الله لأغلبن أنا ورسلي" جملة كتب الله تعني قانون الله القاطع في أن الرسل والانبياء سينتصرون، ولا شيء غير ذلك ، "إن الله يدافع عن الذين آمنوا" ولاشك في ذلك، "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة" ولاشك في ذلك، فهذا قول الله تعالى ، وقد رأينا الحقائق بأعيننا ، كانتصار الثورة الاسلامية ، والحرب المفروضة التي انتصرنا رغم تكالب الاعداء من كل جانب.
كذلك، تطرق إلى حقيقة مهمة وهي أنَّ "الشباب الايراني يتعرض لحقد شديد من قبل الاعداء، وهذا ما يجب أن يعرفه كل شبابنا".
وفي تبيينه لسبب حقد الاستكبار والجماعات الصهيونية المتنفذة في أميركا وأوروبا على الشباب الايراني قال سماحته إن "هؤلاء سيئون جدًا مع المسؤولين الايرانيين، لكنهم مع الشباب الايراني اسوأ، ذلك لأن المسؤولين غير قادرين على فعل شيء دون مشاركة الشباب وعملهم ودوافعهم، ومنذ البداية وإلى الآن حقق الشباب انجازات كبيرة في جبهات القتال والمجالات المختلفة".
وأوصى الإمام الخامنئي المسؤولين في البلاد بالاستفادة من الشباب أكثر من السابق.