
عادت المياه الدبلوماسية إلى مجاريها بين دمشق وتونس بعد أحد عشر عاماً من القطيعة، بقرار افتتاح سفارة سوريا رسمياً في العاصمة تونس، على ضوء مبادرة الرئيس التونسي قيس سعيد.
المبادرة التونسية لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا جاءت في سياق الانفتاح العربي والدولي على دمشق، لكن يسجل لها أنها كانت رائدة في طرح هذه النوايا التي ترجمت لاحقًا إلى واقع لن يعدم البلدان منافعه، كما يشير عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي لإذاعة النور.
حيث يؤكد أن الخطوة التي قامت بها تونس سوف تنعكس إيجابًا على المصالح العربية العربية، كما ستنعكس أيضاً على مصالح الشعبين السوري والتونسي.
عودةٌ سيترتب عليها تعزيز التبادل التجاري والاقتصادي والتنسيق في كل القضايا السياسية المطروحة على الساحة، كما يقول النائب التونسي المستقل عبد العزيز القطي لإذاعة النور لافتاً إلى أن "الحكومة التونسية تعرف أن جاليتها الموجودة في سوريا بحاجة لتمثيلية دبلوماسية كبيرة لقضاء شؤونها، إضافةً إلى إرسال رسالة مفادها أن الدول العربية إلى جانب سوريا وتقف إلى جانبها في حربها ضد الإرهاب".
ويحضر الملف الأمني بقوة بين البلدين، على خلفية تواجد الكثير من الإرهابيين التونسيين في سوريا وصلاتهم الأكيدة بإرهابيين في الداخل التونسي.
تواصلٌ أمنيٌ قد تدرك من خلاله النائبة التونسية مباركة البراهمي أرملة الشهيد محمد البراهمي، بعض ثأرها ممن قتلوا زوجها أمام أعين أطفاله، حيث تشدد لإذاعة النور أن ثأرها في الشام، وفي انتصار الجيش العربي السوري وعودة الدولة السورية، بل أفضل.
وتستعيد تونس علاقتها بسوريا بعدما كانت الدولة الأولى عربياً التي بادرت إلى مقاطعتها في مفارقة من مفارقات السياسة.