معادلة حرب نيسان عام 1996 التي فرضتها المقاومة حمت المدنيين من استهداف آلة القتل الاسرائيلية - تقرير
تاريخ النشر 13:16 26-04-2023الكاتب: حسين سلمانالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
19
في مثلِ هذا اليوم من العامِ 1996 كان لبنان على موعد مع تحولٍ جديد في الصراع مع العدو الاسرائيلي من خلال فرضِ معادلاتٍ تحمي الوطنَ وشعبَه من الاعتداءات الصهيونية المتكررة التي اعتادت اسرائيلُ ممارستَها طيلة اعوامٍ مضت...
عدوان نيسان 1996
فبعد ستة عشر يوماً من الحرب العدوانية على لبنان وافلاسِ بنك اهدافها وقفت اسرائيلُ عاجزةً عن تحقيق اي انتصار في عدوانها الذي اطلقت عليه تسمية عناقيد الغضب سيما الفشل الذريع في الحد من عمليات المقاومة ضد مواقع العدو الجاثمة على أرض ما كان يُسمى بالشريط الحدود المحتل..
عملية عناقيد الغضب هذه والتي بدأت في الحادي عشر من نيسان عام ستة وتسعين سبقها قمةٌ في شرم الشيخ خلال شهر اذار من العام نفسه اي قبل اقل من شهر برعايةٍ أميركية اجتمع فيها عددٌ من الزعماء العرب وجرى الاتفاق على القضاء على حزب الل في لبنان والمقاومة الفلسطينية باعتبارهما عائقا امام التسوية السياسية مع العدو..فبدأت طلائعُ العدوان في الثلاثين من اذار حيث شن الجيش الاسرائيلي أكثر من ألف ومئةِ غارةٍ جوية اضافة الى قصف شامل أطلقت خلاله المواقعُ الاسرائيلية خمسةً وعشرين الفاً ومئةً واثنتين وثلاثين قذيفة فضلاً عن ارتكاب مجازر وحشية هزت ضمائر الأحرار في العالم لا سيما مجازر قانا والمنصوري والنبطية التي سقط نتيجتها مئات الشهداء والجرحى.
وفي المقابل استهدفت المقاومة الاسلامية المستوطنات الصهيونية في الشمال الفلسطيني بأكثر من ستمئة واربعين هجمة صاروخية خصوصاً مستعمرة كريات شمونة وكذلك استهدفت المواقع الاسرائيلية على طول الشريط الحدودي المحتل آنذاك ما أدى الى مقتل واصابة العديد من جنود العدو.
وأمام كل هذه الاحداث ماذا كانت النتيجة؟
انصياع المسؤولين الاسرائيليين السياسيين منهم والعسكريين والأمنيين انذاك للذهاب لما أُطلق عليه تفاهم نيسان الذي وُضِعَت له لجنةُ مراقبة تضم ممثلين مِن الولايات المتحدة وفرنسا وسوريا اضافة الى الكيان الصهيوني ولبنان، وقد نصَّ التفاهم على ما يلي:
أولاً: ألا تنفذ المقاومة في لبنان هجماتٍ بصواريخ الكاتيوشا أو بأي نوع من الأسلحة على الكيان الصهيوني.
ثانياً: ألا تطلق إسرائيل والمتعاونون معها النار بأي نوع من الأسلحة على مدنيين أو أهداف مدنية في لبنان.
ثالثاً: يتلزم الطرفان ضمان ألا يكون المدنيون في أي حال من الأحوال هدفاً لهجوم وألا تُستخدمَ المناطقُ المأهولة بالمدنيين والمنشآتِ الصناعية والكهربائية كمناطقَ لشن هجماتٍ منها.
رابعاً: ومع عدم انتهاك هذا التفاهم فليس هناك في ما يمنع أي طرف من ممارسة حق الدفاع عن النفس.
الا ان الهدف الاساسي الذي عملت المقاومة على تكرسيه انذاك هو تحييد المدنيين وعدم استهداف المنشآت المدنية وتمكنت بذلك من انتزاع نقطة القوة الأساسية من العدو والتي كان يستغلها للضغط على المقاومة.