كيف أُسقط اتفاق السابع عشر من أيار عام 1983؟ وماذا كان يخطط للبنان من خلاله؟(تقرير)
تاريخ النشر 10:12 17-05-2023الكاتب: حسن بدرانالمصدر: خاص إذاعة النورالبلد: محلي
61
عام 1983 سعت السلطة اللبنانية المتمثلة برئيس الجمهورية أمين الجميل على غرار بعض الأنظمة الموقعة على اتفاقيات ما يسمى "السلام" إلى تمرير اتفاق لتطبيع علاقات لبنان مع كيان العدو الصهيوني وإدخاله زمن الخنوع والخضوع لـ"إسرائيل".
كيف أُسقط اتفاق السابع عشر من أيار عام 1983؟ وماذا كان يخطط للبنان من خلاله؟(تقرير)
لكن إتفاق السابع عشر من أيار الذي نص على إنهاء العداء بين لبنان و"إسرائيل" وحاول البعض فرضه على اللبنانيين لاقى موجة احتجاجات في الشارع رافضة حرف لبنان عن هويّته العربية والقومية وهو ما قابله أمين الجميل بسحق كل من يقف في وجه مشروعه،
فحرّك وقتها وحدات من الجيش لتطويق مسجد الإمام الرضا (ع) في بئر العبد بالضاحـية الجنوبية حيث اندلعت مواجهات مع المحتجين سقط على أثرها الشهيد محمد نجدي وعدد من الجرحى ليكون ذلك شرارة إسقاط إتفاقية الذل المشؤومة مع الكيان الصهيوني..
عن تلك الحقبة يحدثنا مدير المركز الدولي للإعلام والدراسات رفيق نصر الله، الذي يلفت الى ان "اسرائيل" ومن معها حتى من حلفاء الداخل ارادوا استثمار الاجتياح الاسرائيلي لبيروت وفرض واقع تطبيعي حيث تم التوصل الى بنود ما سُمي ب"17 ايار" والتوقيع على هذا الاتفاق المشؤوم.
واكد نصرالله الى ان سرعة التوصل الى هذا الاتفاق بما تضمن من ادخال لبنان في الزمن الاسرائيلي كانت من العوامل التي حركت الشارع والتي انتجت المقاومة الى جانب ردود الفعل على المستوى الوطني والتي تمثلت فيما بعد بانتفاضة 6 شباط وفرض واقع جديد بإسقاط هذا الاتفاق المشؤوم.
وما بين أيار 1983 وأيار 2023 مقارنة من نصر الله، الذي يؤكد اننا امام معادلات جديدة ومقاومة غيرت الواقع ليس على مستوى الصراع العربي الاسرائيلي فحسب بل على مستوى الواقع في الاقليم.
وراى نصرالله اننا امام مقاومة حققت انتصارات بعد ان قدمت تضحيات كبيرة تجلت في اندحار الصهاينة عام 2000 وفي الانتصار عام 2006 وسحب اي محاولة من "اسرائيل" وغيرها لفرض اي واقع على لبنان، على الرغم من ان البعض في الداخل اللبناني يحن الى امكانية العودة الى الزمن الاسرائيلي.
وشدد نصرالله على اننا وبسبب وجود المقاومة لم نعد نخشى من العودة الى الزمن الاسرائيلي، كما لا نخشى بان تقوم "اسرائيل" بأي حرب ضد لبنان بعد ان ارست هذه المقاومة المعادلات الجديدة .
وبذلك أخرج إسقاط اتفاق 17 أيار المذل لبنان من العصر الإسرائيلي وأعاده إلى دوره العربي الطليعي بلداً مقاوماً لكل المشاريع والمؤمرات الصهيونية.