
أكد وزيرا الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد والعراقي فؤاد حسين، السبت، حرص البلدين على تعزيز التنسيق الثنائي في المحافل العربية والإقليمية والدولية حيال جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك في بغداد عقب مباحثات بين الجانبين، قال المقداد: “أنا في بلدي وأشعر بالاعتزاز لزيارة بغداد عمق التاريخ والحضارة، وعندما نزورها فإن هذا يعطينا دائماً دافعاً لبذل كل الجهود من أجل الاستمرار بتعزيز أواصر العمل، فموقف سورية والعراق واحد بمواجهة التحديات المشتركة، وعندما يكون هناك تواصل دائم بين قيادتي البلدين، وتتوحد إرادة شعبيهما يمكن مواجهة جميع المخاطر”، معرباً عن الشكر للعراق للمساعدات التي قدمها لسورية عقب كارثة الزلزال.
وأضاف الوزير السوري أن النقاش تناول "الأوضاع والعلاقات الثنائية"، وقد اتفق الجانبان على "مواصلة التعاون لتطويرها في جميع المجالات وتعزيز التنسيق في الجانب الاقتصادي، والتطلع لأفضل العلاقات بين بلدينا، وهذه هي توجيهات الرئيس بشار الأسد لتكون هذه العلاقات استراتيجية وبناءة بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين".
وكشف المقداد أن "سنلتقي قريباً في اجتماع هيئة المتابعة العربية في القاهرة، لكي يكون هناك خط عربي في إطار دعم سوريا وإنهاء التحديات التي تواجهها، وخاصة تلك الناجمة عن وجود التنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب وفي الشمال الشرقي، وإنهاء الاحتلال الأمريكي لبعض الأراضي السورية"، مشيراً إلى أن سوريا "تريد حل هذه المشاكل بما يحفظ سيادتها وسيادة العراق، فما يؤذي سورية يؤذي العراق، والعكس صحيح".
وشدد الوزير السوري على ضرورة "عمل البلدين سوياً لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه وعلى خطر المخدرات، وتنسيق الجهود لتجاوز آثار الإجراءات الاقتصادية القسرية الغربية التي لا هدف لها إلا تجويع الشعوب، وهي عقوبات غير أخلاقية"، مبيناً أن "الشعب العراقي الذي تعرض للعقوبات يعرف أن من يتأثر بها هو الشعب، وليست الحكومات، لذلك يجب المضي معا لإقناع الآخرين بأن هذا الأسلوب المناسب الذي يجب أن يحكم العلاقات بين الدول، ويجب رفع هذه الإجراءات عن سورية لأنها فاقمت معاناة شعبها".
وبشأن العودة إلى جامعة الدول العربية، أكد المقداد أن "سوريا كانت دائماً قلب العروبة، ووجودها في إطار عمل المؤسسات العربية سيعزز ثقل هذا العمل ويعطي أملاً متجدداً للشعوب العربية بأننا عندما نعمل كدول بيد واحدة من أجل مواجهة ما نتعرض له فإن قوتنا ستزداد على الصعيد الدولي لمواجهة التحديات الخارجية وعلى الصعيد الداخلي لتلبية متطلبات بلداننا الاقتصادية والثقافية والعلمية"، معربا عن ارتياح سوريا "للعلاقات المتميزة مع العراق والتي تسهم في تعزيز العلاقات العربية العربية".
وبخصوص "الاعتداءات التركية" على الأراضي العراقية والسورية، أدان المقداد "هذه الاعتداءات"، وطالب بوقفها وبوقف "الدعم الذي يقدم للتنظيمات الإرهابية في بعض المناطق في سوريا، وخاصة لجبهة النصرة وداعش”، مشيراً إلى أن سوريا والعراق "مستمران بالتنسيق فيما بينهما لمواجهة هذه التحديات".
من جهته، شدد وزير الخارجية العراقي على أن "العلاقات العراقية السورية تاريخية وعميقة، وموقف بلاده ثابت بدعم سوريا والوقوف إلى جانبها"، وأضاف أن "العلاقات المجتمعية بين شعبي البلدين مستمرة لأن هناك على طرفي الحدود عائلات وقبائل مشتركة، وهي جزء من العلاقات بين الدولتين".
وقال حسين إن "إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية، تباحثنا في كيفية العمل المشترك لمحاربة تجارة المخدرات لكون العراق ممرا لها، ومن المهم العمل مع الدول المحيطة لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة على المجتمعين العراقي والسوري".
وأشار الوزير العراقي إلى أن "الوضع الإنساني في سوريا صعب ويحتاج إلى تحرك على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي لمعالجته، وإلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية وتأمين ظروف عودة اللاجئين إلى وطنهم، وستكون لدينا مباحثات مستمرة مع سوريا والأشقاء العرب في مجموعة الاتصال لكيفية التعامل مع هذا الوضع".
وأعرب حسين عن "ترحيب العراق بعودة سوريا إلى الجامعة العربية والتي ستزيد فعالية العمل الثنائي والجماعي العربي"، لافتا إلى أن العلاقات المتميزة بين البلدين "يمكن أن تشكل مثالاً للعلاقات بين الدول العربية، والعراق سيدفع بهذا الاتجاه بالتعاون مع الدول الأخرى، وخاصة في مجموعة الاتصال".