يستكمل الموفد الفرنسي جان ايف لودريان زيارته الاستكشافية التي استهلها أمس بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن يلتقي عدداً من المسؤولين السياسيين والكتل النيابية لاستطلاع آرائهم حول إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
هذا ما ألمحت إليه أمس صحيفة "لوموند" الفرنسية نقلاً عن مصدر فرنسي في الإليزيه مشيراً إلى أن مهمة لودريان تبدو مستحيلة تقريباً لكنه سيحاول جلب الجميع إلى الحوار والخروج من المواجهة.
والتقى لودريان أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري وجرى البحث في الملف الرئاسي على مدى أكثر من ساعة ليخرج بعدها الضيف الفرنسي من دون الإدلاء بأي تصريح، فيما اكتفى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول: "إن اللقاء كان صريحاً وجيداً".
إلى ذلك سيزور لودريان صباح اليوم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كما بزور البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي ومن ثم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع فرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ويستكمل لقاءاته مع رؤساء الأحزاب الأخرين بعد الظهر . وسيجتمع لودريان إلى رؤساء الكتل ونواب مستقلين يوم غد إلى مائدة غداء.
ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن مصادر متابعة أنّ اللقاء بين بري ولودريان كان وديّاً، عرض خلاله الموفد الفرنسي الغاية من زيارته، ناقلاً حرص الرئيس ايمانويل ماكرون على الوقوف دائماً إلى جانب لبنان، لتمكينه من أن يتجاوز أزمته وواقعه المأساوي، وأن باريس لن تدخر جهداً مع أصدقائها الدوليين، في هذا السبيل، وما زالت تعلّق الأمل الكبير على أن يراعي القادة اللبنانيون مصلحة لبنان، ويتحمّلوا مسؤولياتهم، والالتقاء على ما هو واجب عليهم في تسريع حسم الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس وتشكيل حكومة على وجه السرعة".
إلى ذلك أشارت مصادر صحيفة "البناء إلى أن "زيارة لودريان لن تكون حاسمة ولن تحمل مبادرة معينة، وتهدف لاستمزاج آراء القوى السياسية ومناقشة كل الخيارات والاقتراحات ليكون لدى الوزير الفرنسي الصورة الكاملة عن مواقف كافة الأطراف ويتم رفع تقرير للإدارة الفرنسية لجوجلة الخيارات تمهيداً لجولة مشاورات جديدة مع القوى الفاعلة في لبنان أي اللقاء الخماسي تمهيداً لزيارات أخرى للوزير الفرنسي أو مسؤولين عرب قطريين وسعوديين لرسم صورة جديدة للحل"، لكن المصدر أكد بأن «صورة الحل لن تتضح بهذه الزيارة ولن تزيل التعقيدات الماثلة أمام أي تسوية رئاسية مقبولة من الجميع، وتشير الصحيفة الى أن "زيارة لودريان الحالية ستتبعها زيارة أخرى في شهر تموز لاستكمال المسعى الفرنسي بالتنسيق مع الأطراف الدولية".
وليس بعيداً يقيم السفير السعودي في لبنان وليد البخاري عشاء مساء اليوم تحت عنوان “الديبلوماسية المستدامة”، والذي دعا إليه عدداً من سفراء الدول العربية والإسلامية، من ضمنهم السفير الايراني مجتبى أماني والقائم باعمال السفارة السورية علي دغمان، وسط توقعات بان تتيح هذه المناسبة مناقشة الملف الرئاسي اللبناني.