حذر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان من القطيعة الداخلية، لأن الأمور تكاد تصل لحدّ الطلاق السياسي، وسط إنهاكٍ يطال بنية الدولة والمؤسسات الوطنية، وما نحن فيه أشبه بنزعة دمار سياسي، مؤكدا ان الحل بالحوار والتلاقي
وفي خطبة عيد الاضحى التي القاها الشيخ قبلان من على منبر مسجد الإمام الحسين (عليه السلام) في برج البراجنة بعد تأدية صلاة العيد، والتي هنأ فيها بالعيد اكد ان بلدنا اليوم أزمات ونكبات وكوارث وبطالة وتضخّم واستنزاف لا سابق له، ما يفترض تأكيدَ روحِ الايمان فيما بيننا، وتوثيقَ علاقات الاخوّة وتمتينَها، مضيفا :"ولا أقول هذا لنا كطائفة، بل كلبنانيين، لأن جميع طوائف هذا البلد طائفة الله، بلا فرق بين مسلم ومسيحي.
وشدد الشيخ قبلان على ان لبنان ليس جزيرة مغلقة على العالم، والمطابخ الدولية شديدة التأثير، والمشروع الدولي يجيد الاستثمار بالخراب، محذرا من "القطيعة الداخلية، لأن الأمور تكاد تصل لحدّ الطلاق السياسي، وسط إنهاكٍ يطال بنية الدولة والمؤسسات الوطنية، وما نحن فيه أشبه بنزعة دمار سياسي".
ولفت سماحته الى ان القطيعة السياسية كفر وخيانة للأوطان ومصالحها، والإصرار والتعنّت على لعبة العدد والضغط بالأزمات والإنهاك سيضيّع بلدنا، والحل بالحوار والتلاقي ودون الحوار لا حلول، والديمقراطية التي تُغرق لبنان بالأزمات ليست أكثر من وبال على لبنان، والميثاقية ضرورة وطنية لأنها أساس دستورية الدولة، ومشروعية وجودها، والمشروع الأميركي حاضر بقوة وهو يضغط باتجاه التعامل مع لبنان كدولة نفطية فقيرة ومحاصرة ومغلوبة على أمرها.
كل ذلك وسط أدوات دولية مختلفة تعمل على استسلامنا السياسي، مع العلم أن لبنان رغم كل الكوارث هو أشدّ وأصلب من أن يبيع قراره السياسي وسيادته الوطنية.
وتوجه الشيخ قبلان للقوى السياسية بالقول :" العالم اليوم يعيش سطوة الصراع على الغاز بشرق البحر المتوسط، وسط حرب العالم في أوكرانيا، ومن أخذ سوريا للحرب كانت عينه على غاز ونفط المنطقة، بما في ذلك مصالح "تل أبيب" كثكنة مصالح غربية، وهذه الخصومة لها ثمن باهظ جداً، والمطلوب الصمود وطنياً، لأن النصر صبر ساعة، وأي تماسك وطني أكبر يعني انتصاراً أكبر، لذلك الحلّ بأيديكم ولا بديل عن لبنان كوطن، ولا بديل عن مشروع الدولة المركزي، ولبنان اليوم على مفترق تاريخي، والإنقاذ يبدأ من تسوية رئاسية تضمن مصالح لبنان، وكل ما نريده وطنياً، "سياسة شراكة لا سياسة إلغاء"، والمسلم بحاجة للمسيحي والمسيحي بحاجة للمسلم، ومصالح لبنان خطّ أحمر، ولا يمكن تمرير تسوية على حساب لبنان، كما لا يمكن أن نقدّم لبنان هدية لأحد، والذي ينكر اللعبة الدولية في لبنان كمن ينكر ضوء الشمس بقلب النهار.
واكد سماحته عدم القبول باي نوع من انواع الانتداب "والحوار الوطني والأمن وحماية مشروع الدولة والشراكة الوطنية وإنقاذ المرفق العام أمّ الضرورات، وانعقاد الحكومة للقضايا الوطنية ضرورة، وحماية التركيبة اللبنانية ضرورة، وحماية اليد اللبنانية ضرورة، وتأمين الأساسيات المعيشية والاستشفائية ضرورة"، مشددا على ان "كل ذلك لأن الأولوية للبنان الوطن، وطريق إنقاذه يمرّ بتسوية رئاسية تبدأ بمجلس النواب.
وطالب الشيخ قبلان باهتمام أكبر بقضية القدس وفلسطين، معولا "على روح الاخوّة خاصة بين طهران والرياض، والأمل كبير على التقارب والاتفاق السعودي الإيراني، والسعودي السوري، ونصيحة لكم جميعاً: احذروا دائماً الأميركي حتى لو كان راضياً فلا تثقوا به".
واكد سماحته ان ما يجري في فلسطين، يدعو العرب والمسلمين للتضامن بوجه أسوأ إرهاب صهيوني، وتاريخ الأمس انتهى، ونحن أبناء اليوم الذين نرفض بيع الأوطان، ولدينا العزائم والإمكانات النوعية والكميّة لحماية الأوطان واستنقاذها من الاحتلال.
وتوجه للحكومتين اللبنانية والسورية بالقول:" لبنان يحتاج سوريا، وسوريا تحتاج لبنان، والوصل مصلحة عليا للبلدين، ولا نخاف على لبنان من عدوان صهيوني، لأن لبنان بثلاثية "جيش شعب مقاومة" يشكّل ضمانة لبنان والمنطقة، وميزانَ الردع لصالح لبنان لا لصالح تل أبيب، والصهيوني يدرك حقيقة الميزان الجديد، إلا أن العين على الانقسام السياسي في الداخل اللبناني، ومع أي تسوية رئاسية وطنية سيبدأ لبنان لحظةً جديدة من تاريخه ومصيره .
وتعليقا على حادثة حرق القران الكريم في السويد قال:" الحرية الفكرية التي لا تتسع للقرآن الكريم ليست أكثر من لعنة استبدادية تُلطّخ وجه سلطات السويد وتكشف خبثها الدفين، وحرق القرآن طغيان سويدي أسوأ من طغيان إبليس، والرد السماوي على حرق القرآن يكمن بالأعداد البشرية السويدية الصادمة التي تتحول كل سنة إلى الإسلام بفضل القرآن، والقرآن كلمة الله العليا ولا شيء أعظم قدرةً ونفوذاً من كلمة الله".