ما هو مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كان يتحضر للمنطقة وأين أصبح بعد انتصار المقاومة عام 2006؟ (تقرير)
تاريخ النشر 08:52 12-07-2023الكاتب: إلهام نجمالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
45
بزوغُ الشرق الأوسط الجديد، مشروع عبّرت عنه صراحة وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس أثناء الحرب "الإسرائيلية" على لبنان في تموز عام الفين وستة، إلا أن التنظير لهذا المشروع بدأ بعد ما سمي بأحداث أيلول عام ألفين وواحد بذريعة الحرب على الإرهاب،
عدوان تموز 2006
ويلفت الباحث د. طلال عتريسي إلى أن الهجوم الأميركي بدأ متسارعاً على المنطقة وتمثل باحتلال أفغانستان ثم العراق، ليليه عام ألفين وأربعة صدور القرار 1559 ثم اغتيال الرئيس رفيق الحريري، على أن ذروة المشروع كانت في حرب تموز، والهدف وفق ما أسماه المشروع إعادة تركيب البنى السياسية والاجتماعية في المنطقة.
ويشير عتريسي إلى أن جوهر المشروع الأميريكي كان إسقاط أنظمة معادية للولايات المتحدة وإسقاط حركة المقاومة في المنطقة، مضيفاً أن عام 2006 كان ذروة هجومهم حيث أعلنت كونداليزا رايس في حرب تموز أن هذه المعركة تهدف إلى ولادة شرق أوسط جديد، والذي يعني بحسب الأميريكي هزيمة المقاومة وتغيير بنيتها الإجتماعية من خلال إبعادها عن مناطقها.
عوامل عدة بحسب عتريسي أفشلت هذا المشروع أبرزها صلابة المقاومة في الميدان، الذي أفشل الهجوم المعادي واوصله إلى حائط مسدود، إضافة إلى أن الإسرائيلي نفسه عجز عن استكمال هذه الحرب، حيث كشف تقرير "فينوغراد" عن هذا العجز والتقصير.
ويلفت عتريسي إلى أن الولايات المتحدة تحولت بعد حرب تموز 2006 وثبات المقاومة وانتصارها التاريخي إلى استراتيجية مختلفة.
الاستراتيجية التالية كانت رؤية أوباما للتغيير عبر ما سمي بالثورات الملونة والربيع العربي وإحداث الفوضى الداخلية في عددٍ من الدول، ولكن واشنطن فشلت في تحقيق مشروعها وفق عتريسي، إن كان عبر الحديد والنار أو عبر الثورات العربية التي دفعت فيها الناس أثمان غالية وتدمير هائل، حيث أن الأمر على مستوى القرار السياسي واستمرار المقاومة كان لمصلحة المحور الذي ازداد ثباتاً بعد كل هذه السنوات.
على الرغم من انقضاء كل هذه السنوات، يمكن القول بأن الولايات المتحدة بإداراتها المختلفة ووسائلها المتنوعة فشلت في تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد، وصعود ونجاح محور المقاومة في السنوات الماضية يؤكد هذا الأمر.