السيد نصر الله: بلدة الغجر لن تُترك.. وسلاح المقاومة ليس لفرض خيارات سياسية
تاريخ النشر 23:02 12-07-2023 الكاتب: إذاعة النور المصدر: إذاعة النور البلد: محلي
91

أكَّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أنَّ بلدة الغجر لن تترك للعدو الإسرائيلي كما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة.

السيد نصر الله: بلدة الغجر لن تُترك.. وسلاح المقاومة ليس لفرض خيارات سياسية
السيد نصر الله: بلدة الغجر لن تُترك.. وسلاح المقاومة ليس لفرض خيارات سياسية

وفي كلمة له في الذكرى السنوية السابعة عشرة لِبدء حرب تموز 2006، شدَّد السيد نصر الله على أنَّ احتلال الغجر لا يجوز السكوت عليه ويجب أن يكون الموقف اللبناني حاسمًا لاستعادة هذه الأرض اللبنانية، مشيرًا إلى أنَّ العمل لتحريرها مسؤولية الدولة والشعب والمقاومة وأن هذا الجهد سيكون متكاملاً بين الدولة والمقاومة وباسناد من الشعب اللبناني لاستعاد أرضنا.

ولفت سماحته إلى أن ما يجري في الجنوب ليس ترسيمًا للحدود البرية بل هو عمل لاستعادة الأراضي التي يحتلها العدو، محذرًا من أنَّ أي إستهداف "إسرائيلي" للخيم التي نصبتها المقاومة داخل الأراضي اللبنانية المحتلة لن يسكت عليه.

واعتبر أنَّ قيمة هذه الخيم أنها أعادت الأنظار إلى الحدود البرية وحركت الوساطات، مذكرًا بأن المجتمع الدولي سكت لوقت طويل عن انتهاكات الإحتلال واعتداءاته الحدودية بينما تحرك فورًا بعد نصب المقاومة خيمة عند الحدود.

وقال: " بدءًا من السنة الماضية رفع العدو سياجًا لضم القسم الشمالي من بلدة الغجر والتي هي أرض لبنانية باعتراف دولي، وما حصل في الآونة الأخيرة أنه أنهى بناء الجدار وحولها إلى منطقة سياحية في ظل سكوت من الأمم المتحدة"، مشيرًا إلى أنَّ حزب الله أصدر بيانًا حملنا الجميع المسؤولية، ولكن القوى التي تسمي نفسها سيادية لم يصدر عنها شيء.

وأوضح السيد نصر الله أنَّه على الرغم تآكل الردع لدى العدو  إلا أنَّه وقح، ويجري اتصالات يتحدث فيها عن خرق لبنان بينما هو يقوم بآلاف الخروق، داعيًا لاحصاء الخروق الاسرائيلية برا وبحرا وجوا وما يدعي العدو بأنها خروقات لبنانية، مبينًا أنَّ " العدو يعتبر الدفاع الجوي في حزب الله الذي يمنع تحلق المسيرات وخروقاته الجوية استفزازًا".

وفي سياقٍ متصل، السيد نصر الله أكَّد أنَّ انتصار تموز أنهى مشروع "إسرائيل" الكبرى وأسس لمعادلة ردع ما زالت قائمة حتى اليوم مقابل تآكل الردع عند العدو، مشيرًا إلى أنَّ مشروع الشرق الأوسط الجديد انكسر وسقط في لبنان عام ألفين وستة واستكمل الإجهاز عليه في فلسطين والعراق وسوريا والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأضاف سماحته أنَّ السلام والأمان في الجنوب لبنان ناتجان عن ثقة الناس بفعالية الردع القائمة مقابل حالة رعب في الجانب الإسرائيلي، لافتًا إلى أنَّ العدو كان يسعى بكل الوسائل إلى منع تعاظم قوة المقاومة في لبنان ولم ينجح في ذلك برغم كل الظروف، مجددًا التأكيد أن ما حققته المقاومة من إنجاز عام ألفين وستة كان لكل لبنان واللبنانيين وليس لفئة معينة أو حزب معين أو طائفة معينة.

وحول معركة جنين، شدَّد الأمين العام لحزب الله على أن العدو الصهيوني فشل في جنين ولم يحقق أهداف عمليته العسكرية بفضل صمود أهل المخيم وبسالة المقاومين وشجاعتهم وصلابتهم وعدم استسلامهم والدليل على ذلك إستمرار عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وفي الشأن السياسي الداخلي، أكَّد السيد نصر الله أنَّ الحديث عن أن الحزب يريد إلغاء اتفاق الطائف والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين هو كذب وتضليل مقصود يهدف لتوتير الأجواء في الداخل، مشددًا على أنَّ حزب الله ليس في وارد تغيير النظام وأن سلاح المقاومة هو للدفاع عن لبنان وحمايته وليس لفرض خيارات سياسية في الداخل.

وتابع سماحته: "إن حزب الله لا يطلب ضمانات في موضوع رئاسة الجمهورية إنما يريد أن يكون هناك رئيس وطني يحمي المقاومة ولا يطعنها في الظهر"، مذكرًا بأن الرئيس إميل لحود كان يخوض معارك في مجلس الوزراء لحماية المقاومة وبأن ظهر المقاومة كان آمنًا في عهد الرئيس ميشال عون.

وأوضح أن تبني الثنائي الوطني حركة "أمل" وحزب الله وعدد من القوى ترشيح الوزير سليمان فرنجية يأتي من هذا المنطلق لأنه شخص صادق وشجاع ووفي ولا يغدر.

وجدد السيد نصر الله تأكيد أن لا حل لإنجاز الإستحقاق الرئاسي إلا بالحوار بين الأطراف اللبنانية من دون شروط مسبقة أو فرض للخيارات، داعيًا اللبنانيين إلى أخذ العبرة من كل ما جرى ويجري في المنطقة، مؤكداً أن شرط بقاء لبنان هو في اعتراف اللبنانيين ببعضهم وعدم إلغاء أحد لشركائه في الوطن.

كذلك، تطرق السيد نصر الله  إلى حادثة حرق القرآن الكريم في السويد مؤكدًا أنَّه يجب أن يستنكرها كل حر وشريف في العالم.

واعتبر الأمين العام لحزب الله أنَّ اختيار شخص مسيحي لحرق المصحف يدل على العقل الشيطاني الصهيوني الذي يخطط لزرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، داعيًا إلى الوعي لمواجهة هذه المخططات، مثمنًا موقف الكنائس التي استنكرت ما جرى، مطالباً بمواقف أكثر صرامة في العالم الإسلامي لوضع حد لهذه الجرائم.