كثيرة كانت مفاجآت المقاومة للعدو في حرب تموز.. حتى صار عنصر الدفاع شرطاً أساسياً في عقيدته العسكريّة (تقرير)
تاريخ النشر 11:04 06-08-2023الكاتب: إلهام نجمالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
35
في حرب تموز عام ألفين وستة، كثيرةً كانت المفاجآت منذ الأيام الأولى، وكان منها إدخال الجبهة الداخلية للعدو ضمن مفهوم الجبهة الأمامية،
انتصار تموز 2006 - صورة للخبر الأول
ففي اليوم السادس للحرب بدأت المقاومة الإسلامية بضرب حيفا والكثير من المستوطنات، ليطلق بعدها الأمين العام لحزب الله معادلة ما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا، عندها تحوّلت الجبهة الداخلية إلى جبهة قتال حقيقية ومن يومها تبنى الجيش "الإسرائيلي" عنصر الدفاع كشرطٍ أساسي لشنّ أي هجوم وفق الخبير في الشؤون "الإسرائيلية" علي حيدر، فالجيش الذي كان ينقل المعركة إلى أرض الغير لم يعد يستطيع تحييدَ الكيان بالمطلق،ويضيف حيدر ان العدو اضطر أن يحدث تعديلات في عنصر عقيدته، وأضاف عنصراً رابعاً إلى العناصر الثلاثة السابقة،التي كانت: الردع، الإنذار، والحسم، ليزيد عليها عنصر الدفاع،بحيث انه لم يعد بالإمكان شنّ هجوم من دون الأخذ بالحسبان ردود فعل القوى المقاومة على الجبهة الداخلية وتأثيراتها.
عدم تمكّن العدو من شنّ هجوم على أعدائه منذ عام ألفين وستة أقر به قادة العدو، هذا ما أشار إليه حيدر،معتبراً أنّ هناك تحول أساسيّ في العقيدة "الإسرائيليّة"،وهي نقل المعركة إلى ارض العدو، وهذا ما حصل في لبنان حيث أنّ المعركة غيّرت هذه المعادلة وحوّلتها إلى داخل الأراضي الفلسطينية.
اليوم وبعد مرور سبعة عشر عاماً على حرب تموز، صورة كيان العدو أضحت أكثر تعقيداً وإرباكاً، وخياراته في الحروب أصبحت بحسب حيدر محدودة، مشيراً إلى أنّ ذلك تجلّى في استمرار ردع العدو لمدة 17 عاماً، ويضيف حيدر ان تجربة الخيمة تعتبر محطة كاشفة عن عمق مردوعية العدو في مواجهة حزب الله، وأنها أثبتت بأن العدو كان ولا يزال مرعوباً من أي مواجهة وخياراته ضيّقة وثمنها عالي جداً، وقد تضع العدو في أيّ حرب مقبلة على حافة الزوال.
لا يخفى على أحد ما كرسته حرب تموز عام ألفين وستة من معادلات، وما قدمته المقاومة من مفاجآت أربكت العدو طيلة السنوات الماضية، وحولته من جيش لا يقهر إلى جيشٍ يخشى المواجهة .