هل تؤشر الانتفاضات الشعبية في النيجر ودول إفريقيا إلى زوال عهد الاستعمار والخروج من دوامة الاستنزاف ونهب الثروات؟ (تقرير)
تاريخ النشر 10:14 10-08-2023الكاتب: عفاف علويةالمصدر: إذاعة النورالبلد: دولي
10
"يجب علينا كرؤساء دول إفريقيا التوقف عن التصرّف كدمى راقصة تحرّكها خيوط الإمبريالية"، موقفٌ أطلقه الرئيس الانتقالي لبوركينا فاسو إبراهيم تراوري، خلال القمة الروسية الإفريقية التي انعقدت في تموز الماضي في مدينة سان بطرسبوغ الروسية،
40 قتيلاً في النيجر إثر مجزرة جديدة قرب الحدود مع مالي
وشرح خلالها الأزمات العميقة التي تعاني منها إفريقيا الجائعة، على الرغم من الثروات الطبيعية الهائلة والتي تتجاوز نسبة 15 بالمئة من البترول الخام في العالم، و40 في المئة من مادّة الذهب، و80 بالمئة من مادة البلاتين ذات القيمة الإستراتيجية الكبيرة، وهي تمتلك أيضًا ثلث حقول المعادن في العالم.
في هذا الصدد، يرى عضو الرابطة الدولية للمحللين السياسيين الدكتور فوزي علي العلوي في حديثٍ لإذاعة النور، أن ما نشهده اليوم في النيجر ومالي وبوركينا فاسو وغينيا وإفريقيا الوسطى هو انتفاضة شعبية ورسمية تؤشر إلى أن عهد الاستعمار الفرنسي قد ولّى بلا رجعة، مضيفًا أن "الوصاية الجديدة المتمثلة بالولايات المتحدة والحلف الأطلسي وتمدده على حساب المستعمر الفرنسي هي محاولة يائسة لن يكتب لها النجاح".
تحريك فرنسا وأميركا أدواتهما لاستعادة سلطة القرار في القارة السمراء، ما هو إلا محاولات لإبقاء الشعب الإفريقي في دوامة الاستنزاف ونهب الثروات، يؤكد العلوي لإذاعة النور، حيث يلفت إلى أن موقف فرنسا في التدخل هو فضيحة جديدة للمستعمر الذي رفضته الشعوب والأنظمة الوطنية في إفريقيا، مشيرًا إلى أن "التهديد والتلويح بالتدخل هي أمور مرفوضة وتكشف الوجه الحقيقي للاستعمار الفرنسي والاستعمار الجديد المتمثل بالغطرسة والامبريالية الأميركية".
لا يستبعد المراقبون لجوء فرنسا التي تتقاسم النفوذ مع أميركا إلى عمل عسكري أُحادي في أفريقيا بهدف استعادة هيمنتها على الساحة الإفريقية التي تمثل بالنسبة لها سوقًا للاستهلاك والمواد الأولية وخصوصًا المعادن التي تستخدمها في الطاقة البديلة، ويُعد النهب الحاصل في النيجر فقط، والتي هي من أكثر الدول إنتاجًا لليورانيوم، مثالًا صارخًا لعمليات النهب الممنهجة في إفريقيا، حيث تحتكر شركة "أريفا "الفرنسية شراء اليورانيوم وتصديره، بينما تدفع ما نسبته خمسة في المئة من الأرباح فقط إلى النيجر التي شهدت انبثاق محور مقاومة الاستعمار الجديد الرابض في إفريقيا منذ ستينات القرن الماضي.