السيد نصر الله: لن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات.. ويُراد من اليونيفيل أن يكونوا جواسيس للعدو
تاريخ النشر 22:44 28-08-2023 الكاتب: إذاعة النور المصدر: إذاعة النور البلد: محلي
65

أكَّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أنَّه مع بدء الأحداث في سورية سيطرت جماعات مسلحة على مناطق محاذية للحدود اللبنانية وخصوصًا مع البقاع.

السيد نصر الله: لن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات.. ويُراد من اليونيفيل أن يكونوا جواسيس للعدو
السيد نصر الله: لن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات.. ويُراد من اليونيفيل أن يكونوا جواسيس للعدو

وفي كلمةٍ له بمناسبة ذكرى التحرير الثاني، قال السيد نصر الله: "الجماعات المسلحة احتلت لاحقًا بعض المناطق واعتمدوها قاعدة لارسال السيارات المفخخة والتوسع في احتلالهم للبنان وتهديدهم بالوصول إلى بيروت واكمال العدوان على سورية كمعبر للمسلحين والاسلحة".

وأشار سماحته إلى أنَّ لبنان كان جزءًا من الخريطة الداعشية وهي التي كانت قد سيطرت من الحدود العراقية إلى البادية السورية ومن هناك إلى القلمون لاكمال انتشارها الواسع.

وأضاف: "الأحداث على حدودنا بدأت عام 2012 واستمرت إلى عام 2017، هذه المعركة استمرت سنوات وليس عملية عسكرية بل مجموعة معارك لنعلم أنَّ ما حققناه انتصار كبير".

ولفت إلى أنَّ "أهالي المنطقة أنفسهم قرروا وأنا أعلم قرى مسيحية أخذوا قرارًا بالمواجهة خلافًا لقرارات أحزابهم، والمقاومة وقفت إلى جانب الأهالي بقوة".

وذكر السيد نصر الله أنَّه " وطبعًا كان الانقسام اللبناني المعتاد ولا يجب أن ننسى بعض ممثلي القوى السياسية الذين ذهبوا إلى المسلحين وعقدوا مؤتمرات صحافية عندهم وعبروا عن مساندتهم لهم"، مبينًا أنَّ "بعضهم دعم المسلحين بالاعلام والتمويل وبعضهم بالمسلحين وهؤلاء راهنوا على بقاء الجماعات المسلحة وراهنوا على انتصارها وراهنوا على انكسار أهل البقاع والجيش والمقاومة".

وأوضح أنَّه "لا يُستغرب هذا الآن فالمشروع ليس جرود لبنان والبقاع بل جزءٌ من معركة كبرى في المنطقة يديرها الأميركي وهؤلاء أتباع السفارة الأميركية، يدعون السيادة بينما أيدوا جماعات ارهابية احتلت أرضًا لبنانية وقتلت جنود وضباط الجيش اللبناني وروعت الأهالي".

وأضاف سماحته: "نحن أخذنا قرارنا ودخلنا بكل قوة في المعركة والجيش أخذ اجراءاته الدفاعية ولكن الحكومة آنذاك لم تسمح للجيش بإجراء أي عمل هجومي حتى لتحرير ضباطه وجنوده وذلك رضوخًا للتهديد الأميركي"، مشيرًا إلى أنَّه أُخذ القرار عام 2017 عندما ترأس الجمهورية العماد ميشال عون وحتى حينها هُدد الجيش اللبناني.

وبيَّن مراحل المعركة التي كان أولها بتحرير القصير وبعهدها القلمون الغربي وجزء من جرود الطفيل وجرود نحلة، المرحلة الثالثة بالزبداني مع مساحة واسعة من الجرود اللبنانية، حيث تم القضاء على جميع المخابئ التي تخرج منعها السيارات المفخخة إلى لبنان.

وتابع السيد نصر الله: "في المرحلة الرابعة حصل قتال كبير على الحدود السورية وخاضها الجيش السوري والمقاومة وفي الداخل اللبناني خاضتها المقاومة من جهة والجيش من جهة بقرار شجاع من الحكومة آنذاك"، مؤكدًا أنَّ ذلك أدى لهزيمة المسلحين واستعادة كامل الأراضي اللبنانية المحتلة وتم استعادة أجساد الجنود اللبنانيين وتحرير الأسرى من الجيش وحزب الله وانهاء هذا الوجود الارهابي في منطقتنا.

وتوجَّه سماحته "لأرواح الجيشين اللبناني والسوري وشهداء المقاومة والأهالي الذين قدموا دماءهم لتحقيق هذا الانتصار والى أهاليهم والى المجاهدين الذين خاضوا المعارك على مدار سنوات بأصعب الظروف المناخية وبعد التحرير بقوا سنتين في المنطقة منعًا لتسلل".

وكشف أنَّ حزب الله "لم يواجه في يوم من الأيام نقصًا في العديد بل كان اقبال المقاومين كثيفًا للدفاع عن لبنان وكان عدد مقاتلينا كبيرًا جدًا أكبر من حجم المهمة وكنا عاجزين عن منع الشباب في المشاركة بهذه المهمة حيث كان عدد كبير من الشهداء من التعبويين المتطوعين".

وحول التهديدات الاسرائيلية باغتيال قادة المقاومة، قال الأمين العام لحزب الله: "يبدو أن الإسرائيلي لم يعد يأخذ الدروس والعبر، لأنهم يعيدون نفس الأخطاء القاتلة التي ارتكبوها سابقًا".

وأضاف: "الاسرائيليون يغفلون أن المقاومة في الضفة هي ارادة الشعب الفلسطيني وأن هذا الشعب يقاتلهم منذ 75 عامًا وعندما كانت ايران يحكمها الشاه حليف "اسرائيل" كان الشعب الفلسطيني يقاتل في الضفة وغزة وداخل وخارج أراضي الـ48".

واعتبر السيد نصر الله أنَّ "العدو يريد أن يتنكر لحقيقة أن هناك شعبًا فلسطينيًا له حق الوجود والبقاء والحياة العزيزة واستعادة مقدساته من البحر والنهر لذلك يحاول أن يصور أن المعركة في الضفة هي مع ايران، وطوال الصراع مع المقاومة كان يقوم بتنفيذ اغتيالات لكبار القادة لكن هل استطاعت هذه الاغتيالات أن تهز من عضد المقاومة أم دفعت باتجاه المزيد من المواجهة والأمل بالانتصار؟".

وأشار إلى أنَّ هذه التهديدات لا تجعل المقاومة تتراجع لا التهديد ولا تنفيذ التهديد سيضعف المقاومة بل سيزيدها عنادًا وعزمًا، مشددًا على أنَّ أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيًا او فلسطينيًا او سوريًا أو ايرانيًا او غيرهم بالتأكيد سيكون له رد الفعل القوي ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات ولن نقبل على الاطلاق بتغيير قواعد الاشتباك القائمة.

وتابع السيد نصر الله: "على العدو أن يعترف أنه في مأزق وجودي ولن يجد حلولًا مهما اجتمعت قيادته ولو استشاروا كل خبراء العالم فلن يستطيعوا الخروج من مأزقهم"، لافتًا إلى أنَّ الحل الوحيد أمام كيان العدو هو ترك فلسطين لشعبها وأهلها وأصحابها، وإلا فالقتال سيتواصل جيلًا بعد جيل.

وأكَّد أنَّه "لن نقبل بتغيير قواعد الاشتباك القائمة منذ العام 2006 وعلى الإسرائيلي أن يفهم هذا الامر جيدًا"، موصيًا بأنَّه يجب أن نسلط الضوء على معاناة الاسرى الفلسطينيين في الكيان وأيضًا على معاناة السجناء السياسيين في البحرين.

وحول الأحداث في سورية، رأى السيد نصر الله أنَّ استمرار لما بدأ في العام 2011 وهو مشروع أميركي استعانت فيه أميركا بعدد من الدول الاقليمية التي ساندتها بالمال والاعلام والسلاح.

وأضاف: "القائد الفعلي للحرب على سورية منذ اليوم الأول هو الأميركي والسفير الأميركي في دمشق اعترف بذلك،  بايدن يتحدّث عن مئات مليارات الدولارات أنفقت لاحتلال سورية وجاؤوا بالتكفيريين من كل الدول ليقاتلوا في سوريا وليقتل منهم من يُقتل".

وبيَّن أنَّه "كان التكفيريون للأسف مجرد أدوات غبية في المشروع الأميركي وكان المطلوب استنزافها والقضاء على بقيتها في المرحلة اللاحقة".

وأكَّد السيد نصر الله أنَّ شرق الفرات تحتله أميركا وليست منطقة شرق الفرات مسألة داخلية بل مسألة أميركية بامتياز، وبحجة "داعش" عادت القوات الاميركية الى العراق وبحجة داعش دخلت لتحتل شرق الفرات.

وتابع: "بمجرد أن بدا واضحًا أن الحرب العسكرية فشلت وبدأت سورية تتعافي كان قانون قيصر، حتى الشركات الروسية والصينية امتنعت عن التعامل مع سورية بسبب الحصار الخانق المفروض عبر العقوبات".

وأوضح سماحته أنَّه اليوم تصل الامور الى نقطة حساسة، بدل أن يلام المتآمر والمجوّع ويمنع عن سورية الحياة الكريمة وبدل أن تتوجه الحناجر والأصوات والبنادق لمواجهة المحتل الاميركي تذهب الى المكان الخاطئ.

وسال: "أهم حقول النفط موجودة في شرق الفرات ويسيطر عليها وينهبها الأميركيون ويمنعونها عن الحكومة والشعب السوري، ولو عادت هذه الحقول إلى الدولة هل سيكون الوضع كما هو اليوم؟".

وشدَّد السيد نصر الله أنَّ سورية وحلفاؤها قادرون على تحرير شرق الفرات ببساطة ولكن المعركة هناك مع القوات الأميركية والقتال هناك يعني صراعًا اقليميًا ويقد ينجر إلى صراع دولي.

وأكَّد أنَّه لن تسمح سورية ولا محور المقاومة باغلاق معبر التنف خصوصًا اذا أرادوا القتال بأدواتهم اما اذا أرادوا القتال هم فأهلا وسهلا هذه المعركة التي ستغير بكل شيء، احياء "داعش" من جديد سيواجه بنفس الصلابة ولن يسمح لهؤلاء من جديد بالعبث في المنطقة.

داخليًا، تطرق السيد نصر الله لموضوع التمديد لليونيفيل، فقال: "بعض المسودات المقترحة من دول غربية تتدخل في الشأن اللبناني وسجلت ملاحظات من الجانب اللبناني ولكن النقطة الأساسية هي تحرك قوات الطوارئ بدون مواكبة من الجيش اللبناني".

وأشار إلى أنَّ مجلس الأمن الدولي المحترم خصوصًا من خلال الممارسة والدور الأميركي هو أعور ولا يرى ما تقوم به "اسرائيل" في لبنان، بل يرون كيف لا يشكل جنوب لبنان خطرا للعدو، مؤكدًا أنَّه يُراد من اليونيفيل أن يكونوا جواسيس عند الاسرائيليين، وحيث لا تستطيع المسيّرة الاسرائيلية أو الجاسوس أو الكاميرا أن تصل المطلوب أن تقوم بالمهمة اليونيفيل.

ولفت إلى أنَّ ما حصل بالعام الماضي المطلوب أن يُصحح ومشكورة الحكومة اللبنانية نحن نشد على ايدي الحكومة ونأمل أن توفق لاجراء هذا التعديل ونأمل أن يساعد أصدقاء لبنان لبنان على اجرائه، مبينًا أنَّه في الجنوب الناس لن يسمحوا بأن يطبق قرار بالرغم من رفض الحكومة اللبنانية.

وفي سياق منفصل، أوضح سماحته أنَّ الموفد الفرنسي جان ايف لودريان وجه أسئلة للكتل النيابية واعتبر بعضهم أنه خرق للسيادة، سائلًا: "لو كان المبعوث أميركيًا هل كنتم يجرؤون على عدم الاجابة؟ أو لو كان المبعوث من أحد الدول العربية الأساسية فهل كنتم ستقولون ذلك؟".

وأضاف: " يقولون انهم يرفضون الحوار، نحن لن يكون لنا رد فعل، لأننا لسنا ضعفاء وأصحاب قرار نحن لا نخاف من الحوار وجاهزون له ولا نتسول الحوار من أحد، يقولون إنهم يريدون رئيساً لبناء دولة تواجه حزب الله لا دولة لحل مشاكل الناس وهذا يبين أنهم في خدمة أي مشروع".

وتابع: "من هم الذين يطالبون بنزع سلاح حزب الله؟ انهم الاسرائيليون والأميركيون وأنتم تخدمون هذا الهدف. هذا يدل على عقلية لا يمكن أن تبني جولة ولا وطنًا بل على عقلية تريد أخذ لبنان الى الحرب الأهلية"، معتبرًا أنَّ "البعض يرى أن أحلامه لا يمكن أن تتحقق إلا على حطام لبنان وهياكل عظمية للشعب اللبناني".

وعن الحوار مع التيار "الوطني الحر"، رأى الأمين العام لحزب الله أنَّه "الحوار الوحيد المفتوح ونحن نتحاور نيابةً عن حزب الله وليس عن حلفائنا وإن حصل اتفاق فهو لا يلزم حلفائنا".

وأشار إلى أنَّه عرض علينا موضوع اللامركزية الإدارية والمالية وإذا اتفقنا على مسودة ما فإننا معنيون بمناقشتها مع الأفرقاء، ونحن أمام اقتراح قانون فيه عدد كبير من المواد وهو يحتاج الى أغلبية لاقراره في المجلس النيابي.

وأردف: "في الأيام القليلة المقبلة سنرى ان كان سيأتي الموفد الفرنسي وما يحمل معه وكيف ستتعاطى القوى السياسية وطالما دخلنا في شهر أيلول نكون قد دخلنا في فترة زمنية مهمة في الاستحقاق الرئاسي".

كذلك، قال سماحته: "ذكرى تغييب الإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيْه أعادهم الله جميعًا بخير، هي مناسبة أليمة لكل الشعب اللبناني ولكثير من العرب والمسلمين لما كان يقدمه السيد الصدر من قيمة ايمانية وعربية وفكرية وجهادية للكثيرين".

وأضاف: "نضم صوتنا لصوت اخواننا في قيادة حركة أمل وجمهورها والمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى ونعتبر أنفسنا جميعًا أبناء هذا القائد الكبير وتلامذته ونواصل دربه".

وأكَّد السيد نصر الله أنَّه "سنواصل درب السيد الصدر بالمقاومة واحتضان المقاومة الفلسطينية التي كان يقول سأدافع عنها بعمامتي ومحرابي ومنبري، والعيش الواحد والايمان بلبنان وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه يأبى التقسيم والتفتيت"، مشددًا على أنَّ "هذا الخط البيّن الواضح الشريف نحن جميعًا سنواصله حتى يعود مع رفيقيه إلى ساحة جهاده ونضاله حتى لو كبر في السن".

ولف سماحته إلى المشهد المهيب الذي يتشكل بأربعين الإمام الحسين (ع) في العراق على طريق كربلاء حيث يحتشد الملايين من داخل وخارج العراق ويمشون لمئات الكيلومترات باتجاه كربلاء.

وسأل: "هذه الملايين ما الذي يدفعها الى المشي في هذا الحر الشديد؟ المشهد يدفع الى الكثير من الاسئلة خصوصا في هذا الزمن ومن القحط الفكري والثقافي".

واعتبر أنَّ المشهد يعبر عن واحدة من نقاط القوة في هذه الأمة التي لو استفيد منه سيكون له تأثير مهم على صعيد المنطقة تتحول مع الوقت الى منبع روحي هائل لحركة ومحور المقاومة في المنطقة وهذا ببركة الكرم والوفاء العراقي للامام الحسين (ع)، مضيفًا: "نشهد اليوم وجود فلسطين والقدس في مسيرة الأربعين وفي المؤتمر وزيارة الحسين (ع) وطرق المسير".

وأمل السيد نصر الله من الزوار اللبنانيين أن يتفاعلوا مع محيطهم في الزيارة وأن يستفيدوا كامل الاستفادة الروحية والمعنوية والثقافية من هذه المناسبة هناك وأن يصبروا على الحر الشديد والتعقيدات، ودعا لهم "أن يذهبوا بسلام ويعودوا بسلام وهكذا دعاؤنا لكل الزوار الذين سيأتون من أنحاء العالم أن يحفظم الله ويسلمهم ويتقبل زيارتهم."

هذا وبارك للبنانيين جميعًا ذكرى التحرير الثاني الانتصار الكبير الذي حققه لبنان على تلك الجماعات الارهابية التي احتلت جزءًا من أرضنا واعتدت على أهلنا.

وتقدم السيد نصر الله بالعزاء من اللبنانيين جميعًا برحيل أحد الأعمدة الكبيرة في الصحافية اللبنانية والعربية الاستاذ طلال سلمان الذي كان بحق مقاومًا كبيرًا وعزيزًا بالفكر والبيان والقلم وكان مع المقاومة وساندها في كل مراحلها في لبنان وفلسطين حتى آخر نفس، وبالعزاء من عائلته وأصدقائه ورفاقه في جريدة السفير سابقًا وكل المؤمنين بالمقاومة وأعبر عن مشاعر المواساة وأسأل الله سبحانه أن يتغمده برحمته".