فالعدو كان تربص بفلسطين شراً وبدأ يترصد الأوضاع في لبنان فكانت مقولة الإمام الشهيرة: "إسرائيل شرٌ مطلق"، هو الذي أدرك باكراً خُبث هذه الغدة السرطانية التي زُرعت في منطقتنا وفق ما يؤكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب ابراهيم الموسوي، لافتا الى ان السيد موسى الصدر عمل على تكتيل وتجميع وتأليب الراي العام اللبناني حول خطورة هذا المشروع لان "اسرائيل" هي نقيض للمشروع الوطني اللبناني لانها تريد تفتيت لبنان الى طوائف وجهات وفئات واحزاب متناحرة حتى تقدم نفسها نموذجا في هذه المنطقة .

واشار الموسوي الى ان كيان العدو المؤقت لديه اطماع بثرواتنا وترابنا منذ ذلك الزمن والسيد الصدر عندما اطلق هذه المقاومة لم يطلقها بالمعنى الكلامي بل بالفعل لانه ادرك تواطئ الدولة وضعفها وعزوفها عن الدفاع عن لبنان وعن قيامها بواجبها في حماية ابناءها في الجنوب اللبناني.

رفَضَ الإمام الصدر سياسةَ الانصياع والخضوع، فأطلق جملةً من الأقوال وقَرَنَها بالأفعال حتى تحوّلت الدعوة إلى المقاومة بحسب الموسوي إلى منهجٍ وبرامج، موضحا ان السيد الصدر هو الذي قال " قاتلوهم باظفاركم واسنانكم"، ودعا الشباب للتدرب على السلاح وبذل جهودا لتدريب الشباب اللبناني وجميعنا يذكر الشهداء الاوائل الذين سقطوا اثناء عمليات التدريب.

واكد الموسوي انه كان من أوائل الذين بشروا بانتصار المقاومة عندما قال مقولته الشهيرة:" خذ علما يا ابا عمار ان شرف القدس يأبى ان يتحرر الا على ايدي المؤمنين".

مهما طالت سنوات الغياب والتغييب، سيبقى الفضل للإمام موسى الصدر أنه زرع البذرة الأولى للمقاومة في وجه العدو الصهيوني، حيث كان تشجيع الناس وترسيخ إيمانهم بالقدرة على الدفاع والتحرير والحماية، وهو ما تحقق في السنوات الماضية من انتصارات.