وقائع وضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا..واحد وأربعون عاماً على واحدة من أفظع المجازر المرتكبة في التاريخ المعاصر (تقرير)
تاريخ النشر 10:02 17-09-2023الكاتب: إلهام نجمالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
40
هي واحدةٌ من أفظع الجرائم التي ارتكبت في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي منذ قيام كيان الاحتلال المؤقت عام ثمانيةٍ وأربعين، ولعلها من أكبر جرائم العصر، وهي لم تستهدف الفلسطينيين فقط،
ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا 2023
بل ارتكبها جيش العدو الصهيوني وعملاؤه من ميليشيات الكتائب والقوات اللبنانية عن سابق تصورٍ وتصميم، وكان ضحيتها أيضاً آلاف من اللبنانيين وشهداء من جنسيات عربية مختلفة، و"مسؤولوها أفلتوا من العقاب".
هي مجزرة صبرا وشاتيلا التي بدأت وقائعها فجر السابع عشر من أيلول عام اثنين وثمانين واستمرت على مدى ثمانٍ وأربعين ساعة، تفنن فيها جيش الاحتلال وحزب الكتائب والقوات اللبنانية حينها بقتل الفلسطينيين العزل ومن كان موجوداً في المخيمين سواء ذبحاً أم رمياً بالرصاص، لتنجلي الصورة عن بحرٍ من الدماء.
القرار بارتكاب المجزرة اتخذته تل أبيب بحجة وجود مسلحين فلسطينيين داخل مخيمي صبرا وشاتيلا، وأوكِلت المهمة إلى وزير الحرب الصهيوني آنذاك "آرئيل شارون"، أما قيادة العملية فكانت لرئيس الأركان "رافائيل إيتان".
ولكن ما الذي سبق المجزرة؟؟
يوم الخامس عشر من أيلول، خطى العدو الصهيوني أولى الخطوات على درب ارتكاب المجزرة حيث كان تطويقٌ للمخيمين من كل الاتجاهات ومنعٌ لدخولهما أو الخروج منهما، وعند ساعات المساء الأولى من ليل السادس عشر من أيلول، أطلق جيش الاحتلال القنابل المضيئة في سماء المخيمين الأمر الذي أثار الذعر لدى السكان، وما هي إلا ساعات حتى اقتحمت ثلاث فرق من ميليشيات حزب الكتائب والقوات - تتألّف كل واحدة منها من خمسين سفاحاً - أزقّة المخيمين المنتشرة على كيلو متر مربع واحد، وكانوا مجهزين بالرشاشات والسكاكين والبلطات، البداية كانت بخداع السكّان والطلب منهم الخروج من المنازل بالأعلام البيضاء لتبدأ عملية الإبادة والقتل الوحشي، فلم يسلم الكبير ولا الصغير ولا حتى العجّز وصولاً إلى إصابة الأجنّة في بطون أمهاتهم، لتتحول أزقة المخيمين إلى مقبرةٍ جماعية تكدست فيها جثث الضحايا في كل مكان.
حصدت مجزرة صبرا وشاتيلا على مدى ثلاثة أيام أرواح ما يقارب ثلاثة آلاف وخمسمئةِ شهيدٍ فلسطيني وحوالى ألفي شهيد لبناني، إضافة الى ما بين ثلاثمئة وخمسمئة مفقودِ أثر لا يزال مصيرهم مجهولاً لغاية اليوم.
وبعد السماح لوسائل الإعلام والصحافيين بدخول المخيم، كان الصحافي البريطاني "روبرت فيسك" واحداً من الذين تسنى لهم مشاهدة ما حصل فكتب عنها وصفاً جاء فيه:
"كانت هناك أجساد يغطيها الذباب، نساء مبقورات الأحشاء، أطفالٌ اخترق الرصاص رؤوسهم، ولم يكن هناك ما يتحرك سوى الذباب وعقارب الساعات حول المعاصم الميتة".