الحضور العسكري الأمريكي المباشر إلى جانب "إسرائيل": ما هي مؤشراته؟..وانعكساته على المعادلات القائمة (تقرير)
تاريخ النشر 21:24 12-10-2023الكاتب: حسين سلمانالمصدر: إذاعة النورالبلد: محلي
48
لم تتوانَ الولايات المتحدة الاميركية عن تقديم الدعم للعدو "الاسرائيلي" منذ نشأته على أرض فلسطين المحتلة،
الحضور العسكري الأمريكي في المنطقة ليس الأول وقد يكون الأخير
ومدِّه بالمساعدات العسكرية واللوجستية والإقتصادية وتأمين الغطاء السياسي لجرائمه الوحشية بحق شعوب المنطقة لا سيما في فلسطين المحتلة والشواهد على ذلك كثيرة.
ففي العام 1973 مدّت الولايات المتحدة الأميركية الكيان المحتل في حرب أوكتوبر بجسر جوي، وفي عام الفين وستة كانت واشنطن شريكة "تل أبيب" في قصف لبنان وتدمير بنيته التحتية واغتيال المدنيين فيه، من خلال تمويل "اسرائيل" ورفدها بكلّ ما يلزم لضرب كلّ لبنان، إضافة الى كثير من المحطات المماثلة على مدى التاريخ.
فما أعلنه الرئيس الاميركي جو بايدن عن دعم إضافي لـلكيان إثر عملية طوفان الأقصى بتزويد الجبش الصهيوني بسرعة بمعدات وموارد إضافية بينها ذخائر، وما كشف عنه وزير الحرب الأميركي لويد أوستن بتوّجه حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" والسفن الحربية المرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، لإظهار دعم الحكومة الأميركية لـ "إسرائيل" وتعزيز أسراب الطائرات المقاتِلة في المنطقة، إنما يأتي في إطار السياسة الاميركية المزمنة والقائمة على دعم هذا الكيان السرطاني في منطقة عربية.
فكيف يؤثر الدورُ الاميركيُّ بالصراع في المنطقة، وما هي أهدافه من خلال الشراكة الكاملة مع "إسرائيل" في عدوانها على غزة...عن ذلك يحدثنا رئيس تحرير صحيفة البناء ناصر قنديل، معتبراً أنه "ليس مستغربًا أن يكون هناك موقف أميركي إلى جانب كيان الإحتلال فهذا دأب أميركا عبر تاريخ نشأة الكيان، السؤال هو في الحقيقة عن أمرين، الأمر الأول أنه للمرة الأولى نشهد هذه الهجمة الأميركية العسكرية إلى جانب كيان الإحتلال بالحاملات والطائرات".
وتابع قنديل :"هذا يدل على حجم الذعر الذي يعيشه الكيان من جهة، وعلى حجم الخوف والقلق الأميركي على مستقبل الكيان من جهة أخرى"، مضيفاً: "الأمر الثاني الواضح أن الجانب الأمريكي يحاول أن يوصل رسالة حضوره العسكري على هذا المستوى، بحساب أنه يمكن أن يعيد ذلك حسابات الآخرين، خصوصاً محور المقاومة".
ويؤكد قنديل أن هذا الدعم لن يغّير في المعادلات القائمة في ضوء قدرة محور المقاومة، قائلاً: " لا أعقتد أن أحدًا سيردعه هذا التحرك الأميركي، بل على العكس، إذا كان الحضور إلى جانب الأخوة الفلسطيين بحدود ما تتيحه الظروف والإمكانيات يعني انخراطًا في المواجهة مع أميركا، فهذه هي المعركة الأصلية، وهذا هو الذي سيغير وجه المنطقة كليًا".
الدعم العسكري المباشر للعدو ونقلُ أطنان السلاح الى مخازنه إضافة إلى الدعم السياسي وتغطيته بالضوءِ الاخضر في ارتكاب المجازر، يثبت بلا أدنى شكوك الشراكةَ الأميركيةَ الكاملة في العداون على الشعب الفلسطيني والإرتكاب المتعمَّد للجرائم الوحشية بحق النساء والاطفال والتدمير الممنهج للمستشفيات والمباني الحكومية والبنى التحتية في قطاع غزة.