
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين (ع) في برج البراجنة، أكد فيها أنه "مع مجازر غزّة التي لا سابق لها،
يبدو العالم غارقاً بأسوأ وحشية تقودها واشنطن، وتتشاركها أوروبا على طريقة دعم أسوأ كيان إرهابي صهيوني، يمارس القتل والدمار والإبادة الشاملة، وسط تطبيع وتهوّد وغموض وسكوت عربي لا سابق له. واللحظة تاريخية، والمنطقة كلّها على حافة الهاوية، والمطلوب حماية لبنان سياسياً، والتسوية الرئاسية ضرورة عليا، والإسراع بها ضرورة سيادية للبنان، والانتظار أو الاستهتار السياسي لهو أمر قاتل، وانتظار ما يجري بغزة لن يفيد المنتظرين".
ووجّه المفتي قبلان خطابه إلى العرب بالقول: "إن مصالحكم ليست مع تل أبيب، ولا عند واشنطن، والآن وقت المواجهة بكل السبل والوسائل، لا الانهزام؛ والسقوط بفخ التطبيع يعني كارثة ستجرف العرب؛ وأمريكا عدو للعرب والمنطقة، ولن تكون لكم حليفة، ولذلك يجب إنقاذ غزّة ومصالح المنطقة؛ والشراكة الأمنية لبعض الدول العربية مع واشنطن حوّلتها منظومة دفاع جويّ، في سبيل الدفاع عن تل أبيب، التي تخوض أعتى حروب أمريكا وأوروبا بخلفية مصالح الأطلسي على حساب فلسطين وغزة"، مضيفاً: "المؤسف جداً أن العرب في حرب غزّة تعتمد موقف اللاموجود، وهذا أسوأ الكوارث التي تهدّد وجود العرب".
وللإخوة اللبنانيين وجه المفتي قبلان خطابه بالقول: "الوحدة الوطنية أهم ما بهذه اللحظة المصيرية، وأهم منها الوحدة السياسية، لأن ما يجري الآن بحجم وجود المنطقة كلّها، ولبنان في قلب العاصفة، ولا ينفع حيادكم، والمطلوب تأمين وحدة وطنية عابرة للطوائف، وحذارِ من النعرات الطائفية، ونزعة تصفية الحسابات لأن ما يجري الآن في طريقه للنهاية ويبقى لبنان".
وأكّد المفتي قبلان أن "ما تقوم به المقاومة ضمانة وطنية ودرع سيادي وفخر للبنان والمنطقة، واللهيب الذي يصيب المنطقة يكاد يحرق لبنان لولا المقاومة، واليوم لبنان والدولة والمؤسسات ووجود البلد، كلّه رهين المقاومة وقوّتها السيادية؛ وحسابات تل أبيب المجنونة ستكون السبب في استئصالها من هذه المنطقة إن شاء الله تعالى".