إلا أن صرخة النسوة والأطفال وصلت إلى البعيد حيث بعض دول أميركا اللاتينية، فكان الموقف الشجاع من بوليفيا التي أعلنت قطع علاقاتها مع كيان العدو، فيما استدعت كولومبيا وتشيلي سفيريهما من "تل أبيب" بسبب المذبحة التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني،

وكانت سبقت ذلك دعوات من دول أميركا اللاتينية إلى وقف إطلاق النار في غزة، وتمرير المساعدات الإنسانية إلى القطاع،

ويعود موقف هذه الدول إلى رفضها للفكر الاستعماري بحسب أستاذة العلاقات الدولية د. ليلى نقولا، التي ذكّرت بان دول اميركا اللاتينية لطالما كان لها مواقف مشرفة ضد الاستعمار والامبريالية، واضافت :"لكن المفارقة ان الدول العربية المجاورة لفلسطين او التي اقامت علاقات تطبيع جديدة مع "اسرائيل" لم تأخذ موقفا مشابها بل ان موقفها كان اقل من موقف رئيس وزراء اسكوتلندا الذي يدين بشكل دائم المجازر وعمليات القتل للفلسطينيين" .

واكدت نقولا  ان موقف الدول العربية اليوم يعتبر متقدما نوعا ما عن موقفها عام 2006 عندما وصفوا المقاومون في لبنان بالمغامرون، ولفتت الى ان الموقف العربي اليوم عاجز جدا وقاصر عن مواكبة الحراك العالمي لأحرار العالم في الغرب والشرق واميركا اللاتينية .

مواقف الدول العربية يعود برأي نقولا إلى عدم الرغبة وعدم الإرادة لدى الأنظمة العربية، موضحة ان الدول تتحرك انطلاقا من امرين  القدرة والارادة، والدول العربية لديها القدرة على الضغط على اميركا و"اسرائيل" لكن لا ارادة لها لاسباب عدة منها المصالح الشخصية الضيقة للحكام والانقسامات التي طغت على "الربيع العربي" بالاضافة الى المصالح الضيقة حيث تعتبر الدول العربية ان انتصار المقاومة في غزة هو  انتصار يعود لايران لانها هي التي دعمت هذه المقاومة.

مواقف بعض الدول اللاتينية ضد ما يفعله العدو الإسرائيلي في قطاع غزة أثار بالتأكيد إعجاب الكثيرين من الشعوب العربية، هي التي تحسرت على مواقف بلادها تجاه ما يحدث واكتفائها ببيانات الشجب والإدانة التي لا تعير لـها "تل أبيب" أي اهتمام.