
حرّرت المقاومة الفلسطينية في غزة 39 أسيرة وأسيرًا قاصرًا من سجون الاحتلال، ضمن الدفعة الأولى من اتفاق الهدنة وصفقة التبادل مع أسرى مستوطنين، والذي بدأ اليوم، ويستمر أربعة أيام.
ووصلت الأسيرات الفلسطينيات والأسرى الأطفال المفرج عنهم من سجن "عوفر" إلى بلدة بيتونيا، غربي رام الله في الضفة الغربية، وسط استقبال شعبي حاشد للأسيرات والأسرى، الذين أطلقوا هتافات للمقاومة وغزة، بينما رفعت الأسيرات شارات النصر.
وشهد قطاع غزّة احتفالات عارمة بصفقة الأسرى بعد تحرير الدفعة الأولى منهم.
وصدحت التكبيرات في مساجد مدينة جنين ومخيمها، ابتهاجاً بتحرير الأسرى.
وفي أول كلمة بعد الإفراج عنها في صفقة التبادل، قالت الأسيرة المحررة، مرح باكير، من القدس المحتلة، إنّ "الشعور بالحرية، في مقابل دماء الشهداء في قطاع غزة، وفي ظل التضحيات الكبيرة لأهلي هناك، صعب جداً".
وعبّرت الأسيرة المفرج عنها أسيل منير (23 عاما) عن فرحتها الكبيرة بالإفراج عنها، قائلة "نحن أقوى منهم"، في إشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي. وقالت لقناة الجزيرة إن الوضع داخل السجون الإسرائيلية سيئ جدا، بعد أن منعت إدارة السجن عنهن الأجهزة الكهربائية ومنعتهن من الخروج من الزنازين.
ولم تتمالك والدة الأسيرة المحررة أسيل نفسها من الفرحة، فوقعت على الأرض مغشيا عليها. وذكرت الأسيرة المحررة أن أمها لم تتمكن من رؤيتها طوال فترة حبسها.
أما الأسيرة المفرج عنها سارة عبد الله فبمجرد وصولها إلى محيط منزلها في نابلس بالضفة الغربية، خرت ساجدة شكرا لله، وقالت للجزيرة إنها كانت محكومة بالسجن 8 سنوات، وقالت "أنا فخورة بحركة حماس، وأحب غزة كثيرا، وفخورة بيحيى السنوار ومحمد الضيف لأنهم الوحيدين اللي وقفوا معنا"، على حد قولها.
وفي القدس، امتلأ منزل الأسيرة المفرج عنها ملك سليمان بالفرحة، وقد احتشد الأقارب والأصدقاء لتهنئتها بالتحرر.
والأسيرة ملك سليمان من بلدة بيت صفافا في مدينة القدس المحتلة. اعتُقلت في 9 شباط/فبراير 2016 في أثناء وجودها في منطقة باب العمود في البلدة القديمة، وهي تحمل حقيبتها المدرسية، وتعرضت حينها للضرب والتنكيل. وحُكم عليها بالسجن 10 أعوام. وبعد الاستئناف تم تخفيض الحكم إلى تسعة أعوام.
وجاءت فرحة الأسرى والأسيرات المفرج عنهم وأهاليهم وعموم الشعب الفلسطيني رغم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها قوات الاحتلال منذ صباح اليوم منعا لمظاهر الاحتفال المرتقبة.
في المقابل، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بأنّهم نقلوا أسيراً محرراً عمره 17 عاماً إلى مجمع رام الله الطبي بعد اعتداء قوات الاحتلال عليه.
قال أحد الأسرى الفسلطينيين القاصرين، المفرج عنهم الجمعة، للجزيرة إن وضع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مأساوي وصعب للغاية ولا يمكن وصفه.
وأضاف الأسير البالغ 17 عاما أن إدارة السجون تمنع الأسرى من التريض وتقوم بتجويعهم، مؤكدا أنهم معزولون بشكل كامل عن العالم.
وكشف أن إدارة السجن هددت الأسرى بأنها ستعيد اعتقالهم إذا استقبلتهم أعداد كبيرة من المواطنين للاحتفال بالإفراج عنهم.
وعلى مدار 48 يومًا، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على غزة، خلّفت 14 ألفا و854 شهيدًا فلسطينيًا، بينهم 6 آلاف و150 طفلًا وأكثر من 4 آلاف امرأة، فضلا عن أكثر من 36 ألف مصاب.