
دعا النائب السابق وليد جنبلاط القادة العرب لعدم القبول بتهجير الفلسطينيين لأنها كارثة قومية تقضي على القضية الفلسطينية، وطالب بإحالة كيان الإحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية، معتبرًا أن أميركا والدول الأوروبية شركاء في ارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.
جنبلاط وفي حديث صحفي، سأل عن مصير أهالي قطاع غزّة الذين نزحوا إلى جنوب القطاع مع بدء الحرب قائلًا : "أين سيذهب مليون أو مليون ونصف تحت القصف؟ إلى أي مكان آمن؟ عملياً، تُريد حكومة الإحتلال تهجير أكبر عدد من فلسطينيي غزّة إلى خارج القطاع طوعًا أو قسرًا، وبذلك تتكرر المأساة التي حصلت بالعرب في العام 1948 حينما هُجّر 700 أو 800 ألف فلسطيني إلى لبنان وسوريا والضفة الغربية وغزّة".
وحمّل جنبلاط "الدول الداعمة للعدوان الإسرائيلي وفي مقدمها الولايات المتحدة مسؤولية تأخير وقف إطلاق النار، وليس وقف إطلاق نار إنساني، للدخول إلى الحل السياسي"، ولفت إلى أنه "حتى اللحظة، واستنادًا إلى تصريحات حكومة الإحتلال فهي تُريد أن تقصف جنوب القطاع، وهناك استمرار للحرب والقتل والإبادة ضد الشعب الفلسطيني".
وردًا على سؤال حول الهدنة الفائتة، اعتبر جنبلاط أنه "لا قيمة للهدنة بظل المأساة الكبرى، 20 مستشفى في غزّة دُمرت بالكامل، رسمياً ثمّة 16 ألف قتيلًا، عدا عن الشهداء تحت الأنقاض، وواشنطن تستطيع أن تلجم "إسرائيل" إذا أرادت، لأنها توفّر لها السلاح والقنابل وتعطي المليارات سنويا ".
وردًا على سؤال أجاب: "البعض لا يتعلم من دروس الماضي، وظروف اليوم غير ظروف العام 1973 أيام الملك فيصل، ولذا تفادياً لمزيد من الكوارث التي قد تأتي على العالم العربي، فإن محاولة تهجير غالبية سكّان غزة إلى سيناء أو مصر، ومحاولة تهجير أهالي الضفة إلى شرق الأردن، هي كوارث وطنية وقومية، وهي محاولة للقضاء على القضية الفلسطينية، فليحاول القادة العرب استدراكها، لن أعطي نصائح، فأنا مُتّهم بأنني أزايد، لا أزايد. لكن لن أعطي النصائح".
وتابع: "بالأمس، الرئيس الفرنسي قال إن القضاء على حماس فكرة واهية، وهذا موقف متقدم. لكن أين الألمان؟ الألمان لهم الهاجس التاريخي من الهولوكوست بحق اليهود، فإذا كان لديكم يا سيّد شولتز (المستشار الألماني) هذا الهاجس، فهل من الضروري أن يدخل الفلسطيني اليوم المحرقة من أجل هذه الهواجس؟ ما يحصل في العالم غريب ومخيف".
وأشار الى أن "الفلسطينيين يدفعون ثمن النازية والفاشية الأوروبية، وعندما يخرج الغرب ويقول إياكم ومحاربة السامية، ينسى الغرب أن اسماعيل جد العرب وإسحاق جد اليهود هما أولاد العم، نحن ساميون أيضاً".
ورأى أن "فرنسا وسائر الدول الغربية أصبحت تحت سيطرة الحلف الأطلسي نتيجة حرب أوكرانيا التي كان يمكن للبعض أن يتجنّبها، الغرب أسير هذه الحرب، يقدم المساعدات والمليارات. لكن الذي يقرر هو الولايات المتحدة، وروسيا مع الأسف عُزِلت، أين كان التوازن العالمي في السابق وأين أصبح اليوم؟ " وقال: "حتى الآن، يُدير كل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، حربين بشكل ممنهج ومدروس".