
اشار أمين سر "لقاء مستقلون من أجل لبنان" الدكتور رافي مادايان الى ان "اسرائيل" بدأت المرحلة الثالثة في حربها من خلال اغتيال الشيخ صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية،
ولكن هناك تداخل بين المراحل الثلاث في حين انها لم تعلن عن بدء المرحلة الثالثة،
واضاف مادايان انه :" وبعد المرحلة الاولى التي تمثلت بقصف بنك الاهداف في قطاع غزة (اعتبرت الاستخبارات الاسرائيلية انها مواقع عسكرية او امنية او مؤسساتية تابعة لحماس في القطاع)، جاءت المرحلة الثانية حيث جرى التوغل البري الذي لم ينته بعد والذي انتقل الى الوسط ويتركز الان في محيط المخيمات الثلاث في وسط غزة اي البريج والنصيرات والمغازي، وقد انتقلت العملية البرية من الشمال الى منطقة خان يونس في الجنوب، وهناك هجوم من الساحل الغربي ايضا باتجاه خان يونس حيث تعتقد القيادة الاسرائيلية ان يحيى السنوار وباقي القيادات الفلسطينية تتمركز هناك، ويتخبط الاسرائيليون اليوم بين المرحلة الثانية والمرحلة الثالثة وان كانوا لم يغادروا المرحلة الاولى من القصف الجوي.
ورأى مادايان ان الاغتيالات تتمثل بعمليات "نقطوية" من خلال استخدام الطائرات والمسيّرات في قصف مواقع عسكرية لحماس في القطاع، اي خفض العمليات العسكرية بطلب اميركي من بايدن، والاتفاق بين نتنياهو وبايدن هو القضاء على حماس وقياداتها في القطاع، اما الاختلاف بينهما هو حول ما ستكون عليه مرحلة اليوم التالي بعد انتهاء الحرب او من سيكون البديل السياسي الفلسطيني عنها او من سيتولى ادارة القطاع.
واعتبر ان"هناك قناعة لدى المقاومة ان نتنياهو يريد فتح معركة الجنوب، الا انه من جهة اخرى لا قدرة لدى "اسرائيل" على فتح جبهتين من دون مؤازرة الاميركيين، في حين ان الادارة الاميركية لا تريد فتح جبهة اوكرانيا واخرى ضد ايران وحلفائها في الشرق الاوسط، والمقاومة اللبنانية تعرف نقاط الضعف الاسرائيلية، وهي تمتلك صواريخ متطورة، ولديها قوة ردعية تمنع "اسرائيل" من تدمير لبنان، لذلك لا يجب ان يخيف التهويل الاسرائيلي اللبنانيين، فهذا التهويل ليس سوى ضغط لاغلاق جبهة الجنوب وتخفيف الضغط عن جبهة غزة.
وراى مادايان ان تنفيذ اي من التفاهمات منها القرار 1701 والذي برأيي يحتاج الى مراجعة او تعديل، كأن يتضمن شيئا من اتفاق نيسان 1996، اي حق المقاومة ان ترد على الخروقات الاسرائيلية، والظروف الحالية للمقاومة تسمح لها بأن تفرض شروطها ما بعد غزة، حتى ان عودة المستوطنين في الشمال لها ثمن، وبالتالي يجب ان يكون هناك اجراءات "تناسبية"، بمعنى ان الـ 1701 يجب ان ينطبق ايضا على "اسرائيل"، ومما لا شك فيه ان المقاومة اللبنانية لن تقوم بتسوية مع الاميركيين ومن خلفهم "اسرائيل" على حساب فلسطين والمقاومة بغزة.