
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله ان العدوان الذي حصل على مدينة النبطية والصوانة هو تطور يجب التوقف عنده لانه استهدف المدنيين وادى الى استشهاد عدد كبير منهم وهو امر متعمد،
مشدداً على ان العدو سيدفع ثمن سفك دم أطفالنا ونساءنا دماءً، والجواب على المجزرة هو تصعيد العمل المقاوم وهذا الأمر يزيدنا فعالية وتوسعًا وعلى العدو ان يتوقع ذلك،
وذكّر سماحته بأن المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة التي يجعلها تمتد يدها من كريات شمونة الى ايلات.
السيد نصرالله وفي الذكرى السنوية للقادة الشهداء قال :"أمام المشروعين الأميركي والصهيوني في المنطقة نحن أمام خيارين إما المقاومة أو الاستسلام"، لافتا الى ان كلفة الاستسلام كبيرة وخطيرة وباهظة ومصيرية جدًّا، لأنها تعني الخضوع والذل والعبودية والاستهانة بكبارنا وصغارنا وأعراضنا وأموالنا، واضاف سماحته: "المقاومة جعلت العدو يعيش في أزمة وجود ذروتها في طوفان الأقصى ويجب ان تغيب حقيقةُ الاستسلام في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان واليمن وسوريا وإيران وكل المنطقة".
وتساءل سماحته من جهة ثانية: "أليس من الذل والهوان والضعف والوهن أن دولاً تدير ملياري مسلم لا تستطيع إدخال الدواء والغذاء الى أهل غزة؟".
الأمين العام لحزب الله أكد على ضرورة تبيان الحقائق في مقابل التزوير الاسرائيلي الهائل منذ بداية عملية طوفان الاقصى اليوم اليوم، لافتا الى ان اعلام العدو عمل على تشويه صورة المقاومة وحركة حماس، فيما الوقائع أظهرت ان الكيان الصهيوني لم يستطع أن يقدّم للعالم طفلًا واحداً مذبوحاً بل إن المستوطنين الذين حُرقوا قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي.
ومن جهة ثانية، شدد السيد نصرالله على ان الولايات المتحدة الاميركية تصرّ على هدف القضاء على حركة حماس أكثر من كيان العدو، مؤكداً ان ايقاف الجسر الجوي الاميركي الى "اسرائيل" سيوقف العدوان على غزة، واضاف: "المسؤول عن كل قطرة دم في المنطقة هو الإدارة الأميركية والمسؤولون الإسرائيليون هم أدوات تنفيذ".
السيد نصرالله أكد ان عملية "طوفان الاقصى" كشفت الهدف الإسرائيلي الذي كان يعمل له منذ سنوات لتهجير الفلسطينين الى الأردن ومصر ولبنان وإقامة دولة يهودية خالصة من البحر إلى النهر ، لافتا الى ان مشروع الدولة اليهودية الخالصة يستهدف الفلسطينيين بشكل رئيسي وهو أيضًا يشكل خطراً على الدول المجاوِرة.
السيد نصرالله أكد أنّ المقاومة الشعبية اليوم أثبتت جدواها وأنجزت ميزان حماية وهشّمت ميزان الردع الاسرائيلي، واضاف سماحته: "في بلد كلبنان يجب أن نتمسك بالمقاومة وسلاحها وامكانياتها أكثر من أي وقت مضى لأن هذا الذي يجدي ويجعل العدو مردوعاً".
وشدد السيد نصرالله على ضرورة أن يكون الجيش اللبناني جيشاً قوياً مقتدراً لكن الولايات المتحدة الاميركية هي التي تمنع أن يكون هذا الجيش قوياً، واضاف سماحته: "الإسرائيلي والأميركي لم يتوقعا أن تكون لدى المقاومة في لبنان الإرادة والشجاعة لفتح الجبهة لمساندة غزة"، لافتا الى ان هدفنا جميعاً في محور المقاومة دولاً وشعوباً وحركات ومقاتلين كان وسيبقى أنه في هذه المعركة يجب أن يهزم العدو وإفشال تحقيق أهدافه.
وفي الشأن الداخلي، قال السيد نصرالله لا حزب الله ولا حركة أمل ولا أي فصيل مشارك اليوم على الجبهة تحدث عن فرض رئيس جمهورية أو تعديل بالحصص أو النظام السياسي على ضوء الجبهة، مجدداً القول ان موضوع المقاومة هو خارج هذه الحسابات كلها لأن هذه مسألة ترتبط بالدفاع عن لبنان والجنوب وشعبنا وكرامته،
وشدد السيد نصرالله على أنّ سلاح المقاومة ليس لتغيير وقائع سياسية في لبنان او تغيير الدستور انما هو لحماية الوطن وشعبه.
وفي بداية الكلمة اكد سماحته "اننا اليوم نحيي الذكرى السنوية لقادتنا الشهداء، ونشعر بهم أكثر من أي وقت مضى"، مشددًا على أن حضورهم أشد تأثيراً وهداية إلى الموقف والطريق والهدف.
وأشار السيد نصر الله إلى أن هذه المسيرة والمقاومة من صفاتها ومميزاتها الأساسية أن علماءها وقادتها تقدموا ليكونوا شهداء وأحياناً مع عائلاتهم الشريفة، وأردف أنه "في إحيائنا اليوم نشعر أننا أكثر تثبيتاً في ساحة التضحيات عندما نتذكر السيد عباس وأم ياسر والشيخ راغب والحاج عماد"، مؤكدًا أننا نحن اليوم أقوى أملاً ويقيناً بالنصر الآتي، وسأل سماحته لو كان هؤلاء القادة الشهداء فينا اليوم كيف كان سيكون الموقف؟ هل كان سيكون الحياد؟ أم كان سيكون الموقف هو الدعم والإسناد والنصرة والضغط والمساندة لمنع العدو من تحقيق أهدافه.
ورأى السيد نصر الله أن كل من في هذه المسيرة ضحَّى ويضحي، لافتًا إلى أن هذه القوافل من الشهداء والجرحى ومن الأهالي الذين هُجروا ودمرت بيوتهم منذ بداية الصراع مع العدو كانت الصفة الأهم أن هؤلاء لم يضعفوا ولم يهنوا مهما كبرت التضحيات وواصلوا الطريق وحفظوا الوصية
وشدد على أن هذه التضحيات لا تنطلق من حالة عاطفية أو حماسية أو انفعالية بل انطلقت من منطلق الوعي والبصيرة والمعرفة للأهداف والتهديدات والفرص وصحة وسقم الخيارات الأخرى والجهاد في سبيل الله والتجارة الرابحة معه.
هذا، ولفت السيد نصر الله إلى أن العدو الذي يظن أنه بقتله لقادتنا ومجاهدينا أو إخفائه لهم كما حصل مع الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه يمكن أن يدفعنا إلى التراجع ويجعلنا نضعف أو نشعر بالهوان أو نتخلى عن المسؤولية.. فهذا أبداً لن يحصل، وأوضح أن العدوان الذي حصل على مدينة النبطية والصوانة هو تطور يجب التوقف عنده لأنه استهدف المدنيين وأدى إلى استشهاد عدد كبير منهم، هو أمر متعمد.
وختم سماحته بالقول :" ثقافة مقاومتنا هي ثقافة حياة عزيزة وكريمة وشهداءنا وجرحانا يصنعون في الميدان هذه الحياة الكريمة".