الرئيس الأسد: سوريا ستقدم كل ما يمكن لأي مقاوم ضد الكيان دون تردد
تاريخ النشر 22:29 04-05-2024 الكاتب: إذاعة النور المصدر: سانا البلد: إقليمي
26

أكد الرئيس السوري بشار الأسد، السبت، أن أخطر ما يواجه الوطن هو الحروب العقائدية كالنازية الجديدة والليبرالية الحديثة والتطرف الديني.

الرئيس السوري بشار الأسد
الرئيس السوري بشار الأسد

وخلال الاجتماع الموسع للجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي في دمشق، قال الرئيس الأسد إن "حتى في الحرب الاقتصادية أو الحرب الإرهابية ليس بالضرورة أن يكون الهدف هو الجوع بالاقتصاد أو القتل بالإرهاب، وإنما الهدف الوصول إلى ثقافة اليأس التي تتحول مع الزمن ومع التراكم إلى عقيدة أو ما يشبه العقيدة التي تحل محل العقائد الأخرى ومحل المبادئ، وبالتالي تدفع باتجاه التنازل عن الحقوق.

وأشار الرئيس السوري إلى أن "الظروف العالمية التي يشهد كل العالم فيها حروباً ذات طابع ثقافي وعقائدي، تصبح الأحزاب العقائدية أكثر أهمية من قبل، وليس كما كان يسوق منذ ثلاثة عقود بأن عصر الأيديولوجيات قد انتهى، وأن عصر الأحزاب العقائدية قد انتهى، هذا الكلام غير صحيح، نحن نعيش أعلى مرحلة أيديولوجية على مستوى العالم، لأن التطرف هو عقيدة والليبرالية الحديثة هي عقيدة والخضوع الذي يدعو إليه الغرب تحت عناوين مختلفة هو عقيدة".

وشدد الرئيس الأسد على أن "العنوان الأهم والأبرز اليوم هو الموضوع الفلسطيني، وأبرز ما فيه عودة القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ولكن بشكل لم يسبق له مثيل على الإطلاق منذ نشأة هذه القضية في عام 1948، فاليوم اتضحت عدالة هذه القضية على مستوى العالم، وانكشفت حقيقة الكيان الصهيوني الإجرامية بالنسبة لمعظم العالم، وتراجع الدعم العالمي الذي حظيت به "إسرائيل" على الأقل على مستوى العالم، طبعاً وليس على مستوى الغرب، على مستوى الغرب منذ البداية، ولكن على مستوى العالم منذ تم توقيع اتفاقيات أوسلو".

واعتبر الرئيس السوري أن "هذا الشيء سوف يخلق مشكلة مزدوجة الأولى هي للكيان الصهيوني الذي عاش على تعاطف العامة من الغربيين، ليس فقط السياسيين وإنما عامة المواطنين في الغرب منذ الأشهر الأولى لقيامه، وهذه المشكلة ستخلق مشكلة للساسة الغربيين الذين بدؤوا يجدون أنفسهم في مواجهة مع الرأي العام في بلادهم".

ورأى الرئيس الأسد أن "المشكلة الثانية هي إصابة وتدهور صورة المنظومة الغربية، أولاً على مستوى العالم، فمنذ الحرب العالمية الثانية وبشكل خاص بعد سقوط الاتحاد السوفييتي في عام 1991، لدينا أجيال من المنبهرين والمفتونين بالغرب، لدرجة أنهم منومون تنويماً مغناطيسياً، فكل ما يحصل في الغرب هو مذهل ورائع وجميل، وهذه الصورة بدأت تتدهور وتُصاب بالصميم"، وأضاف أن "الأهم من ذلك أن هذه الصورة بدأت تتدهور عند المواطنين الغربيين أنفسهم الذين كانوا يؤمنون بالمبادئ التي تقوم عليها هذه المنظومة، اكتشفوا اليوم حقيقة المبادئ التي تقوم عليها وهي الكذب والنفاق والخداع، خداع شعوبهم أولاً قبل الشعوب الأخرى في العالم".

ولفت الرئيس السوري إلى أن "لذلك نرى القمع الوحشي الذي لم نره سابقاً في الجامعات الأمريكية ومثلها في فرنسا وألمانيا، وأي تظاهرة تدل على انتقاد "إسرائيل" أو الوقوف إلى جانب غزة، فالهدف الأول ليس ضرب "إسرائيل" تحديداً فهي ربيبة الغرب، الحقيقة هذا القمع الوحشي الذي نراه وغير المسبوق يُعبر عن حالة هلع للمنظومة الغربية بشكل عام، هذه الحالة مرت بها المنظومة الغربية في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، وكان هناك تمرد، جانب له علاقة بالتطور الاجتماعي وجانب له علاقة بحرب فيتنام، وجانب له علاقة بأن الجيل الشاب في ذلك الوقت كان ينظر باحتقار وكره للمنظومة السياسية القائمة في الغرب، فكان هناك قمع وكان هناك قتلى في الجامعات، لكن الغرب يعتقد بأنه منذ ذلك الوقت بعد خمسة عقود قد تمكن من تدجين الشعوب الغربية وخاصة الشباب، وكانت ذروة هذا التدجين هي مرحلة الكورونا، كما رأينا ما يحصل الآن هو خلق حالة هلع ورعب لدى هذه المنظومة من أن يكون هناك إمكانية لتمرد شعبي لتلك المنظومة".

وأكد الرئيس الأسد أن "الحرب على غزة فضحت دعاة الاقتداء بالغرب في عالمنا العربي وفي سوريا، الغرب بحريته وديمقراطيته وقيمه العظيمة الرائعة، بحضارته، بإنسانيته وبمدنيته، أولئك الأشخاص الذين يحملون في عقولهم أقصى ما يمكن لإنسان أن يحمل من عقد نقص ودونية تجاه الأجنبي، لم نسمع هؤلاء يتحدثون أو ينظّرون حول موقف الغرب من الحرب على غزة، موقف الغرب الداعم لـ"إسرائيل" سياسياً، مشاركة القوات العسكرية والأمنية الغربية بشكل مباشر في الحرب، إرسال السلاح إلى "إسرائيل"، لم نسمع كلمة أو تصريحاً أو ملاحظة، لم نسمع عن الديمقراطية المتعلقة بقمع الطلاب في الجامعات الأمريكية وغيرها، بالرغم من أنها كانت كلها تحت سلطة القانون، أي متوافقة مع الدستور والقانون، لم نسمع أي شيء عمّا يُطرح الآن في الكونغرس الأمريكي بالنسبة لتوسيع مفهوم السامية، وبالتالي يمنع على أي شخص انتقاد "إسرائيل" كدولة أو الحديث عن الهولوكوست، أو أي شيء آخر يمس هذه المفاهيم".

وأعاد الرئيس السوري التأكيد على أن "لا حاجة لتكرار موقفنا الوطني من الكيان المجرم، موقفنا ثابت منذ نشوء القضية الفلسطينية ولم يهتز للحظة أو ظرف، ولا أتحدث عن هذه الحرب، أقول عن القضية الفلسطينية منذ عام 1948، بكل الظروف التي مرت بها سوريا، والانقلابات والاستقرارات وغيرها، لن نتنازل اليوم لأن جوهر القضية لم يتغير ولأن العدو نفسه لم يتغير، والمتغير الوحيد هو الأحداث بشكلها الخارجي، المجازر ليست بطارئة على سلوك الكيان الصهيوني، سواء ارتفعت، ازدادت، انخفضت، لا يهم، والانحياز الغربي الأعمى للصهيونية من قبل الدول الغربية ليس بجديد، وطالما الوضع لم يتغير والحقوق لم تعد، لا للفلسطينيين ولا للسوريين، فلا شيء يبدل موقفنا، أو يزيحه مقدار شعرة، وكل ما يمكن لنا أن نقدمه ضمن إمكانياتنا للفلسطينيين أو أي مقاوم ضد الكيان الصهيوني سنقوم به دون أي تردد".

وشدد الرئيس الأسد على أن "موقفنا من المقاومة وتموضعنا بالنسبة لها كمفهوم أو ممارسة لن يتبدل، بالعكس هو يزداد رسوخاً، لأن الأحداث أثبتت أن من لا يمتلك قراره لا أمل له بالمستقبل، ومن لا يمتلك القوة لا قيمة له في هذا العالم، ومن لا يقاوم دفاعاً عن الوطن فلا يستحق وطناً بالأساس، فالخضوع يعطي شعوراً كاذباً بالأمان وربما بالقوة وأحياناً بالوجود أو الكينونة، لكن إلى حين، إلى حين ينتهي هذا الدور وتنتهي المهمة المطلوبة، ليتم بعدها الاستغناء عن الأشخاص وعن الدول وعن الأوطان، وعندما يتم الاستغناء عن الأوطان، هذا يعني دمارها وزوالها".