
أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن أي حل جدي للأزمة الرئاسية سيكون بالعودة إلى ما اقترحه هو بنفسه قبل نحو عام أي الذهاب الى عقد جلسات حوار لسبعة أيام
ويدعو بعدها إلى جلسات إنتخابية مفتوحة إلى حين انتخاب رئيس جديد للبلاد،
وشدد الرئيس بري في حديث صحفي على أنه من دون ذلك لا يرى إمكانية لإنهاء الفراغ الرئاسي مهما كانت الإجتهادات قائمة، محملاً القوات اللبنانية مسؤولية تعطيل الحوار، معتبراً أن كل القوى الأخرى تبدو جاهزة للذهاب إليه بما فيها التيار الوطني الحر.
وذكر بري إن اللجنة الخماسية، التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، تبذل جهوداً «مشكورة عليها» فيما يخص الاستحقاق الرئاسي، لكن في الوقت نفسه لا يخفي بعض ملاحظاته على الأداء الذي اتسمت به في بداياتها، ما أدى الى تضارب في وجهات النظر بين أعضائها، ولكن فيما بعد جرت محاولة تصويب المواقف وتوحيدها.
واستعاد بري مضمون البيان الأخير الصادر عن «الخماسية»، معتبرا أن فيه ثغرات أبرزها وضع مهلة نهاية الشهر لانتخاب الرئيس، علماً أنه من غير المعروف كيف يمكن تحقيق ذلك والشهر قد انتهى، فيما لم يتواصل معه أحد طالبا منه أن يدعو الى جلسة انتخاب أو يتشاور معه حول كيفية عقد هذه الجلسة، وأضاف: «لا بد من انتظار لودريان وما يحمله».
واردف بري بانه لا يخفي تخوفه على الوضع في الجنوب، معتبرا أن المواجهات تتصاعد تدريجيا، ولا بد من الوصول الى وقف لإطلاق النار الشامل في غزة، لأنه بدون ذلك سيتواصل التصعيد وستتجه الأمور نحو الأخطر، ولا يتخوف من احتمال شن الإسرائيليين حرباً واسعة أو اجتياحاً برياً للبنان، فهو يعتبر أن الجيش الإسرائيلي أُنهك، وغير قادر على الانتهاء من حرب غزة، لذلك لن يكون جاهزاً أو قادراً على شن حرب في لبنان، و«الإسرائيليون يعلمون أنهم في حال أرادوا تكرار تجارب الماضي فسيتلقون هزيمة كبرى، وعندما يفكرون في الدخول الى لبنان فإن حزب الله وحركة أمل سيعملان على التصدي لهم عسكرياً».
وراى أن إسرائيل تريد البقاء على الوضع القائم، لأنها تعتبر نفسها متفوقة في الحرب الجوية وفي طائراتها الحربية وتقنياتها، ولذلك لن تفكر في تنفيذ عملية برية، ورغم ذلك يلفت الى أنه بالرغم من كل تفوق الإسرائيليين العسكري والجوي وفي التقنيات لكن حزب الله تمكن من توجيه ضربات قاسية جداً لهم.
ولفت بري الى انه ينظر الى تطورات الجنوب بأنها المدخل الى كل الحلول في البلاد، تماما كما أن المدخل لوقف المواجهات العسكرية على الحدود هو وقف الحرب في غزة.
ولفت إلى أن المخاطر ترتفع بالتأكيد طالما الحرب مستمرة ويطول أمدها، خصوصا أن الإسرائيليين يعتمدون سياسة التدمير الممنهج والأرض المحروقة على مسافة 7 كلم، ولذلك يتعمدون إلحاق خسائر تدميرية هائلة في قرى الجنوب،
وأكد: «بدأنا العمل من الآن على إعداد برنامج لإعادة الإعمار وإعادة الناس على منازلها، وقد طلبت من البنك الدولي توفير الأموال اللازمة لذلك، كما أنني أعمل مع المغتربين اللبنانيين في ضرورة أن يكون لهم دور أساسي وبارز في إعادة إعمار الجنوب، وستكون لنا مناشدات ومطالبات لكل الدول القريبة والصديقة، وخصوصاً الأشقاء العرب، السعودية وقطر والكويت، للمساهمة في إعادة الإعمار».