
أكد سفير الجمهورية الإسلامية في لبنان مجتبى أماني، الجمعة، أن إيران لا تتدخل في موضوع قبول أو عدم قبول قوى المقاومة الفلسطينية بالمقترح الأميركي أو الإسرائيلي حول وقف النار أو غير ذلك.
وضمن برنامج "السياسة اليوم" على إذاعة النور، تطرق السفير مجتبى أماني إلى ذكرى الإمام الخميني (قده) متحدثاً عن أن الولايات المتحدة والغرب فهموا أنهم خسروا نصف المنطقة عند تحويل السفارة الإسرائيلية في طهران إلى سفارة فلسطينية، مذكّراً بأن كل مواقف وخطب وكلمات الإمام الراحل كانت مرتبطة بقضية فلسطين.
وأشار السفير الإيراني إلى أن الشعب الإيراني يكن العداء والكراهية لـ"إسرائيل" ودعم الشعب الفلسطيني منذ ما قبل الثورة الإسلامية وما بعدها، وأن واحداً من أسباب كراهية الشعب لنظام الشاه كان بسبب قربه من النظام الصهيوني، وأضاف أن الإمام الخميني (قده) أفتى بجواز صرف أموال شرعية لمساعدة المشردين من الشعب الفلسطيني.
وطمأن السفير مجتبى أماني إلى استمرار التعاطف الشعبي في إيران مع ثوابت دعم المقاومة في المنطقة، مستدلاً بأن ميزة الوزير الشهيد حسين أمير عبداللهيان في السياسة الخارجية كانت دعم المقاومة، مستائلاً "لماذا تم هذا الحشد الكبير والحضور في تشييع هذا الرجل؟! فهل هذا يعني أن الشعب الإيراني ليس مع سياسة دعم المقاومة؟!"، وأضاف أن هناك الكثير من المحاولات لدى الشعب الإيراني باتجاه هذه القضية، وأن "مزاج الشعب الإيراني مزاج داعم للمظلوم وواحد من مصاديق المظلوم في هذا الوقت هو الشعب الفلسطيني".
وحول مرحلة ما بعد رحيل الرئيس الشهيد السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه، توقع السفير الإيراني إقبالاً كبيراً على انتخابات رئاسة الجمهورية القادمة "قد يصل إلى 60%"، ولفت إلى أن انتخابات الرئاسة عادة ما تشهد إقبالاً أكثر من غيرها من الاستحقاقات الدستورية في إيران.
وتحدث السفير مجتبى أماني عن الوزير الشهيد الدكتور حسين أمير عبداللهيان الذي "كانت جذوره في المنطقة والمقاومة، وكانت لديه مسؤوليات في هذه المنطقة في إدارات مختلفة من العراق إلى المقاومة وكان اهتمامه يتلائم مع التوجه الإيراني خاصة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة".
وأوضح السفير الإيراني أن جولة القائم باعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني إلى لبنان وسوريا لم تكن زيارة تعارف فقط بل زيارة تنسيق وعمل مثلما كان يفعل الوزير الراحل حسين أمير عبداللهيان.
وأكد السفير مجتبى أماني أن إيران لا تتدخل في موضوع قبول أو عدم قبول قوى المقاومة الفلسطينية بالمقترح الأميركي أو الإسرائيلي حول وقف النار أو غير ذلك، "وإنما المهم عندنا هو وقف العدوان، وللمقاومة الحق في مواجهة هذا الهجوم الشرس الذي لم يتوقف منذ 75 عاماً... هذه هي مسؤوليتنا"، وأضاف أن "مسؤولية البنود والكلام والنص لا نتدخل فيها، وحماس هي من تقرر"، وأشار إلى أن الموقف الرئيسي لإيران هو أن ما توافق عليه حماس توافق عليه إيران، وخلص إلى القول بأن "حماس أدرى بمصلحتهم".
وشدد السفير الإيراني على التزام إيران بدعم قوى المقاومة "بحسب الدستور وميول الشعب وحسب القوانين الإلهية والإنسانية"، وأضاف أن الجمهورية الإسلامية لا تقبل ولا تناقش أي رسائل من الولايات المتحدة بخصوص الوضع في غزة، واعتبر أن إصرار رئيس وزراء العدو بينامين نتنياهو على استمرار الحرب سببه أنه "يظن أنه سُتفتح بعض أبواب الفرج لـ"إسرائيل" لكن ذلك وهم وحماقة".
ورأى السفير مجتبى أماني أن نتنياهو هو الموجود في النفق بينما المقاومة تستمر في مقاومتها وتطلق صواريخها، وهذا الزمن ليس صالحاً لنتنياهو و"إسرائيل" فالمقاومة الفلسطينية باقية وستستمر في فلسطين، ونوه إلى أن الأميركيين ساعدوا نتنياهو على الهجوم في غزة لكنهم لا يريدون ولا يقدرون على توسيع الحرب في المنطقة، وأضاف أن الأميركيين يعتبرون أن توسع رقعة الحرب هي أمر خطير، وإذا أراد نتيناهو أن يوسع حربه أو يهاجم إيران فإن الرد سيكون أقوى من ضربات الوعد الصادق.