
شيّع حزب الله وحشد كبير من جماهير المقاومة، الأحد، الشهيدين المجاهد محمد حسين قاسم (هادي) والمجاهد عباس أحمد سرور (ساجد) في بلدة عيتا الشعب الحدودية جنوب لبنان
وعند النقطة صفر من الحدود مع فلسطين المحتلة، انطلقت مسيرة حاشدة من أمام منزلي الشهيدين، شارك فيها عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي، مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر، الى جانب لفيف من علماء دين وشخصيات وفعاليات وعوائل شهداء وعائلتي الشهيدين، وحشود غصت بها ساحة البلدة وشوارعها.
وبعد وصول نعشي الشهيدين إلى ساحة البلدة، أقيمت مراسم تكريمية خاصة على وقع عزف موسيقى كشافة الإمام المهدي (عج)، حيث تولت ثلة من مجاهدي المقاومة الإسلامية حمل النعشين اللذين لُفَّا بعلم حزب الله ووضعت عليهما أكاليل الزهر، ثم جرى تأدية قسم العهد والوفاء بمتابعة طريق المقاومة والشهداء، وأم الشيخ محمد سرور الصلاة على الجثمانين الطاهرين، قبل أن تتوجه مسيرة التشييع نحو روضة الشهداء على طريق تُشرف عليه مواقع العدو الإسرائيلي، تقدمتها سيارات الإسعاف التابعة للدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية سارت خلفها فرق كشفية وحشود رددت اللطميات الحسينية والثورية، وأطلقت الهتافات والصرخات المنددة بأميركا وإسرائيل، والمناصرة لغزة وفلسطين والمقاومة، والمبايعة لنهج المقاومة.
وتخللت المراسم كلمة للنائب جشي لفت فيها إلى أن البنتاغون الأميركي أعلن بالأمس أن السفينة الهجومية "واسب" اتجهت إلى البحر المتوسط لتكون جاهزة لعملية إجلاء المواطنين الأمريكيين في حال حصول حرب واسعة في لبنان، وبالتالي، فإن الأميركي المخادع والغادر يريد بذلك أن يعطي جدية للتهديدات الإسرائيلية بالدخول إلى لبنان، وخاصة أنه في الأسبوع الماضي فشل موفده "هوكستين" في الضغط على لبنان لوقف جبهة الشمال، ويريد بذلك أيضاً أن يكمل مع العدو الإسرائيلي مشهد التهويل على اللبنانيين بالاجتياح وما شابه.
وتوجّه النائب جشي للأميركيين وأتباعهم بالقول، لا التهديد ولا التهويل ينفعكم، واعلموا أنه لن يثنينا أحد في هذا العالم عن القيام بواجبنا الشرعي والأخلاقي والإنساني في مساندة أهلنا المظلومين في غزة، ولن نتراجع عن هذا الموقف مهما بلغت التضحيات.
وأضاف النائب جشي: من عيتا الشعب أم العز نقول للصهاينة الجبناء، في العام 2006 لم تستطيعوا أن تدخلوا إلى عيتا رغم 33 يوماً من العدوان، واليوم تهددون بالدخول إلى لبنان، فإذا كان بإمكانكم ذلك، أليس الأولى بكم أن تعيدوا مستوطنيكم إلى مستوطناتهم وتهيؤوا لهم أسباب الأمان، وإذا كان بإمكان جيش العدو الدخول الى لبنان، فلماذا يدخل إلى مستوطنات الشمال متخفّياً ومختبئاً خوفاً من ضربات المقاومين وبأسهم.
وختم النائب جشي بالقول: لو قدّر لهذا العدو أن يتّخذ قراراً مجنوناً بالاجتياح، فعليه أن يعلم، بأن الحشود التي تتهيأ بالدخول إلى أرضنا، ستصبح هدفاً مشروعاً للمقاومين الأبطال، وستحترق دباباتهم وآلياتهم بمن فيها من الضباط والجنود، وستكون توابيت لهم قبل أن تصل إلى الحدود مع لبنان.