
نعت حركة "حماس" القيادي الأسير الشيخ مصطفى أبو عرة (63 عامًا) من بلدة عقابا في طوباس، الذي ارتقى في سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي، ودعت المجاهدين للانتقام لدمائه، محملة الاحتلال مسؤولية اغتياله.
وقالت حركة حماس في بيان صحافي، إن القيادي أبو عرّة استشهد بعد نقله من سجن ريمون إلى مستشفى (سوروكا)، جراء تدهور وضعه الصحي بعد معاناته الطويلة مع المرض والإهمال الطبي المتعمد الذي تعرض له في سجون الاحتلال، في عملية اغتيال جبانة جديدة، تضاف لسجل الاحتلال الإجرامي بحق أسرانا".
وأضافت: "إن حركة حماس إذ تعزي عائلة الشهيد، لتعدُ الأسرى بالحرية القريبة والخلاص من سجون الظلم، والإهمال الطبي والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرضون لها على مدار الساعة، والتي تضاعفت وتصاعدت في ظل قرارات الحكومية الصهيونية الحالية".
وأشارت إلى أن القيادي الشيخ أبو عرة، والذي يحمل سجلاً وطنياً ودعوياً واجتماعياً حافلاً على مدار سنين عمره التي قضاها جهداً وجهاداً وتضحيةً وعطاء، وتعرض فيها للملاحقة والإبعاد إلى مرج الزهور والاعتقال من قبل الاحتلال لمرات عديدة بلغت أكثر من 12 عاماً؛ ها هو اليوم يرتقي بعد عملية قتل بطيء نُفّذت بحقّه منذ لحظة اعتقاله وحرمانه من العلاج.
وأكدت أن "هذه الجريمة النكراء تندرج في إطار حرب الإبادة المستمرة، وفي إطار عمليات القتل الممنهجة التي ينفذها الاحتلال بقرار سياسي، وبتحريض علني من وزراء الحكومة النازية، والتي تنادي بقتل الأسرى والتخلص منهم". ودعت حركة "حماس" "كل المجاهدين، والذين رباهم الشيخ الشهيد، لتصويب الرصاص والعبوات المتفجرة نحو الاحتلال، جنودا ومستوطنين انتقاما لدماء الشهيد وشهداء شعبنا الأبرار".
والشيخ مصطفى أبو عرة، قيادي وأسير سابق تعرّض للاعتقال مرات عديدة منذ عام 1990، وهو متزوج وأب لسبعة أبناء، وقد بلغت مجموع سنوات اعتقاله نحو 12 سنة، كما أنه أحد مبعدي مرج الزهور، وكان الاحتلال قد أعاد اعتقاله في تاريخ 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وكانت عائلة الشيخ مصطفى أبو عرة أطلقت قبل أيام "مناشدة عاجلة" إلى الهيئات القانونية والحقوقية والصحية الخاصة بالأسرى الفلسطينيين وبحقوق الإنسان كافة، لمعرفة وضعه الصحي في سجون الاحتلال بعد وصول أخبار عن تدهور وضعه الصحي ونقله لمستشفى سجن الرملة بحالة صحية خطرة منذ قرابة أسبوع.
وقالت العائلة إن الشيخ مصطفى كان مقررًا له جولة علاجية لأمراض في الدم والجلد، قبيل اعتقاله، إضافة إلى ما يعانيه من أمراض مزمنة في القلب والغضروف وتضخم في الطحال، وأنّ حالته الصحية لا تحتمل المضايقات والإجراءات التعسفية للاحتلال بحق الأسرى.
وقبل اعتقاله كان يعاني أبو عرة من مشاكل صحية صعبة، وكان بحاجة إلى متابعة صحية حثيثة. ومنذ لحظة اعتقاله، واجه الشيخ أبو عرة كما الأسرى كافة، جرائم وإجراءات غير مسبوقة بمستواها منذ بدء حرب الإبادة، وأبرزها جرائم التّعذيب، والتّجويع، إضافة إلى الجرائم الطبيّة التي شكلت الأسباب المركزية لاستشهاد أسرى ومعتقلين في سجون ومعسكرات الاحتلال.
ومنذ حرب الإبادة سُجل أعلى عدد للشهداء بين صفوف الأسرى، في تاريخ الحركة الأسيرة وباستشهاد المعتقل الشيخ أبو عرة فإنّ عدد الأسرى والمعتقلين الذين ارتقوا يرتفع إلى (19)، وهم الشهداء الذين أعلن عن هوياتهم فقط، فيما يواصل الاحتلال إخفاء هويات العشرات من معتقلي غزة الذين ارتقوا في سجون ومعسكراته، ليشكل عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 نحو 256 شهيدًا، إلى جانب العشرات من الشهداء من معتقلي غزة، ومن تم إعدامهم ميدانيا خلال حرب الإبادة.