السيد نصرالله في ذكرى أسبوع الشهيد القائد السيد فؤاد شكر:  ردّنا آتٍ قوياً ومؤثراً.. وحال الإنتظار "الإسرائيلية" جزءٌ من العقابِ والردّ
تاريخ النشر 18:54 06-08-2024 الكاتب: إذاعة النور المصدر: إذاعة النور البلد: محلي
19

أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أن العدو "الإسرائيلي" هو الذي اختار التصعيد مع لبنان، وهو من اعتدى على إيران لفتح معركة، مؤكداً الحرص الكبير على لبنان،

السيد نصرالله في ذكرى أسبوع الشهيد القائد السيد فؤاد شكر:  ردّنا آتٍ قوياً ومؤثراً وحال الإنتظار "الإسرائيلية" جزءٌ من العقابِ والردّ
السيد نصرالله في ذكرى أسبوع الشهيد القائد السيد فؤاد شكر:  ردّنا آتٍ قوياً ومؤثراً وحال الإنتظار "الإسرائيلية" جزءٌ من العقابِ والردّ

وقال سماحته: "لا يمكن أن نتصرف مع العدوان الإسرائيلي الثلاثاء الماضي على أنه طبيعي في سياق المعركة"، مشددأً على أن  الردّ آتٍ قوياً ومؤثراً.

كلام السيد نصرالله جاء خلال الاحتفال التأبيني الذي نظّمه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر (السيد محسن) في مجمع سيّد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث أكد السيد نصرالله أن النيل من القادة الكبار "لن يمسّ بعزمنا وتصميمنا على مواصلة الطريق"، لافتاً إلى أن "القائد الشهيد السيد فؤاد شكر كان من القادة المؤسسين للمقاومة وكان موجوداً في معارك المقاومة الأساسية في موقع القيادة"، وهو "من العقول الاستراتيجية في المقاومة وكان تكتيكياً بامتياز ولديه قدرة عاليه على التخطيط وتقديم الاستراتيجيات الجديدة وكان مبدعاً يصنع الرجال ومؤثراً في محيطه. وأضاف: "خسارتنا كبيرة جداً باستشهاده، ولكن هذا لا يهزنا ولا يضعفنا ولا يجعلنا نتوقف والدليل هو ان الوحدات التي كان يقودها تواصل عملها وتتقدم".

وقال السيد نصرالله، في سياق حديثه عن مناقب الشهيد القائد، إنّ السيّد محسن بدأ مقاتلًا وسريعًا ما ظهرت مواهبه القيادية وكان حاضرًا دائمًا في كل معارك المقاومة الأساسية، وهو من الجيل المؤسّس في المقاومة ولكن إضافة إلى ذلك كان من القادة المؤسسين، كما كان على صلة بالعمليات النوعية وخاصة الاستشهادية منها، كما أنّه ومنذ اليوم الأول لبدء طوفان الأقصى بدأ بالتحضير والترتيب لمعركة الإسناد وكان موجودًا في غرفة العمليات طيلة فترة المعركة، كذلك غرفة العمليات المركزية في حرب تموز كانت في عهدته ولم يغادرها طوال 33 يومًا.

ولفت السيّد نصر الله إلى أن السيّد فؤاد شكر كان يطرح المشكلة ويطرح الحلول وفي الشدائد كان سلسلة جبال يمكن الاستناد إليها، أيضًا كان أستاذًا ومربيًا وكان يصنع الرجال من القادة الشهداء ومن الاستشهاديين، وكان يملك ثقافة دينية كبيرة وثقافة عامة واسعة وقدرة بيان جيدة جدًا، كما إنّه من العقول الاستراتيجية في المقاومة ولديه قدرة عالية على التخطيط.

وقال السيد نصرالله: "نحن في شهادة القادة نعترف بالألم والحزن لأننا بشر ولكننا نجمع بين الحزن للفراق والغبطة بأن وصلوا إلى مرتبة الشهادة، ونحن نعترف بحجم الخسارة وشهادة السيّد محسن خسارة كبيرة ولكن هذا لا يهزّنا على الاطلاق ولا يوقفنا والدليل العمليات المستمرة والعمليات الجديدة بمستوطنات وعمقٍ جديدين"، وتابع "المستوطنون يسألون ما جرى اليوم والأيام الماضية، هل هو الرد على اغتيال فؤاد شكر؟، ونحن نقول: كلا هذا ليس ردًا على الاغتيال".

وتابع الأمين العام لحزب الله: "في الآونة الأخيرة، تطورت ظروف تساعد بقوة على فهم حقيقة الأهداف التي تسعى إليها حكومة نتنياهو المتطرف، كتصريح وزير المالية الإسرائيلي الذي اعتبر أنه من العدل قتل مليوني فلسطيني في غزّة إذا لم يرجع الأسرى الصهاينة"، مشيرًا إلى أنّه "من التطورات المهمة رفض "الكنيست" قيام دولة فلسطينية وسط شبه إجماع كبير في كيان العدو على ذلك بمعزل عن طبيعة هذه الدولة"، وهذه التطورات "تهمّ كل من يراهن في فلسطين أو في العالم العربي والإسلامي على مسار تفاوضي لإقامة دولة فلسطينية وصفعة لهم جميعًا ولكل الدول العربية التي تتبنى مبادرة السلام العربية".

وأكد السيد نصرالله أن "نتنياهو لا يريد وقفًا للحرب ولإطلاق النار ويصرّ على ذلك في كل الصفقات ويسعى لتهجير أهل غزة، مشدداً على أنّ "الإسرائيلي لا يقبل بدولة فلسطينية حتى في قطاع غزّة لأنهم يرون فيها خطرًا وجوديًا ولو اعترف بها دوليًا فقط في غزّة"، موضحًا أنّ "المشروع في الضفة من قبل طوفان الأقصى هو تهجير أهل الضفة بالقتل والعمليات والقصف بسلاح الجوّ"، وأنّه "إذا انتصر نتنياهو والتحالف الأميركي الصهيوني على المقاومة في غزّة والضفة سيأتي الكيان القاتل للأطفال للتسيّب في المنطقة".

وعن الدور الأميركي في الحرب على غزة، قال السيد نصر الله إنّ "الولايات المتحدة الأميركية صمتت على مدى 31 عامًا والآن حديثها عن إقامة دولة فلسطينية كذب ونفاق لأن أي تصويت حول دولة فلسطينية في مجلس الأمن يرفع الأميركي حق "الفيتو"، والأميركي يخادع العالم بأنه غير راضٍ عن أداء نتنياهو خلال الحرب ويعمل للضغط عليه وهذا كله كذب لأنهم يزوّدونه بأطنان من السلاح".

السيد نصر الله أكد أنّه "لو هُزمت المقاومة في غزّة، وهي لن تُهزم، فلن تبقي "إسرائيل" أي مقدسات إسلامية ولا مسيحية ولن تبقى فلسطين ولا الأردن ونظامها الحاكم ولا سوريا وصولًا إلى مصر"، لذا، من "الواجب على كل أبناء المنطقة وضع هدف منع "إسرائيل" من الانتصار في هذه المعركة والقضاء على المقاومة والقضية الفلسطينية والمطلوب المواجهة والتصدي وعدم التردّد وعدم الخضوع وهذا واجب إنساني وشرعي، لأنّ "الخطر "الإسرائيلي" لا يُواجه بدسّ الرؤوس في التُراب والهروب من العاصفة لأن العدوّ يقاتل بدون خطوط حمراء".

ودعا السيد نصر الله المقاومة في غزة والضفة من منطلق الشراكة في الدم والجهاد والمستقبل والناس الشرفاء إلى المزيد من الصبر والصمود، كما دعا "جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن إلى الاستمرار في إسناد غزّة رغم التضيحات"، لافتاً إلى أنّ "إيران ألزمت بعد الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق والآن ملزمة أن تقاتل بعد اغتيال الشهيد هنية في طهران وليس مطلوبًا من إيران وسوريا الدخول في القتال"، وجدد السيد نصر الله  دعوته "الدول العربية لأن تستيقظ أمام الخطر الذي يهدد المنطقة".

السيد نصر الله توجّه إلى اللبنانيين بالقول: "على البعض في لبنان فهم حجم مخاطر ما يجري في المنطقة وهم يعربون عن خوفهم إذا انتصرت المقاومة في المعركة وأنا أقول لهم عليكم الخوف من انتصار العدوّ"، وأضاف: "من لا يؤيدنا في لبنان نطلب منه ألا يطعن المقاومة في الظهر ولا يشارك في الحرب النفسية ضد بيئة المقاومة".

وعن الردّ على اغتيال القائدين الشهيدين السيد فؤاد شكر وإسماعيل هنيّة، قال السيد نصر الله: "حزب الله وإيران واليمن ملزمين بالردّ والعدو ينتظر هذا الردّ ويحسب كل صيحة عليه هي الردّ، وأضاف: "نتصرف بشجاعة وتأنٍ والانتظار "الإسرائيلي" على مدى أسبوع هو جزء من العقاب"، وتابع سماحته: "في الماضي كان العدو يقف على رجل ونصف على الحدود اللبنانية واليوم تهديد حزب الله وإيران جعل "إسرائيل" كلها تقف على رجل ونصف"، مضيفًا إن "أهم جدار صوت نقوم به هو أنه بمجرد إرسال المُسيّرات تُطلق صفارات الإنذار في كيان العدو"، وأشار إلى أنّ "ما يملك العدو من مقدّرات في الشمال يمكن استهدافها في أقل من نصف ساعة".

وعن حادثة "نهاريا"، أوضح السيد نصر الله أنّ "مُسيَّراتنا ذهبت إلى شرق عكا وأحد صواريخ القبة الحديدة فشل في ملاحقة أحد الأهداف وسقط في نهاريا وحتى الآن سقط 19 جريحًا".

وفي ما يتعلّق بردّ حزب الله على اغتيال الشهيد القائد السيد فؤاد شكر، كشف السيد نصر الله أنّ "الوفود تأتي وتضغط اليوم وبعض الاتصالات يأتي من جهات وقحة لم تستنكر قتل المدنيين والأطفال في لبنان وفلسطين"، وأنّ "الأميركيين يطلبون المزيد من الوقت للعمل على وقف الحرب في غزة، ولكن من يمكن أن يثق بالأميركيين المستمرين بالنفاق والكذب منذ عشرة شهور؟"، مشيراً إلى أنّ "هذه معركة كبيرة ودم غالٍ وعزيز واستهداف خطير لا يمكن أيًا تكن العواقب ان تمر عليها المقاومة، مؤكدًا "ردّنا آتٍ إن شاء الله وحدنا أو مع المحور"، لكن "نتحدث اليوم بمسؤولية وعن مستقبل سنصنعه سويًا بصبرنا وتحمّلنا وتوكلنا على الله ودماء شهدائنا".

وقال الأمين العام لحزب الله إن"الإسرائيلي هو الذي اختار التصعيد مع لبنان، وهو من اعتدى على إيران لفتح معركة، ونحن حريصون جداً على لبنان ونحمل هذا العبء بشكل مباشر، ولا يمكن أن نتصرف مع العدوان الثلاثاء الماضي على أنه طبيعي في سياق المعركة"، وختم سماحته قائلًا: "ردنا آت وسيكون قويًا ومؤثرًا وفاعلًا وبيننا وبينهم الأيام والليالي والميدان".