
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، أن المقاومة في لبنان لديها من السلاح والامكانات ما يكفيها لسنوات وحزب الله لن يعاني من مشكلة خاصة مع التطورات في سوريا فقنوات تواصلنا مع حزب الله لن يتم قطعها
وقال عراقجي، في مقابلة مع التلفزيون الايراني حول التطورات الأخيرة في المنطقة: باعتقادي ، ان كل شيء كان واضحا، فالتحليلات التي كانت موجودة والأخبار الواصلة كانت تشير إلى وجود مثل هذه الخطوة. تحليلياً وإعلامياً، كنا نعلم أن هناك مخططاً وراء الكواليس من قبل اميركا والكيان الصهيوني لإحداث مشاكل متتالية في محور المقاومة، وكان هذا المخطط موجوداً دائماً.
واضاف: بعد التطورات في غزة ولبنان، كان من الطبيعي أن تستمر هذه التحركات، ولكن من الناحية الميدانية والمعلوماتية، كان أصدقاؤنا في أنظمة المعلومات الأمنية في بلدنا وفي سوريا على علم تام بالتحركات في إدلب وتلك المناطق. وتم أيضًا نقل جميع المعلومات ذات الصلة إلى الحكومة والجيش السوري.
وأضاف عراقجي: ما كان مفاجئاً هو عجز الجيش السوري عن التصدي لهذه الحركة التي بدأت، والثانية هي سرعة التطورات. عندما كنت في الدوحة للمشاركة في المنتدى، جاءت جميع دول المنطقة للنقاش حول هذه القضية لان المنتدى كان مرتبطا بقضية أخرى. الدول المهمة في المنطقة كانت حاضرة هناك وكان لنا لقاء مشترك معهم، وكان سؤال الجميع هو لماذا تراجع الجيش السوري بهذه السرعة ولماذا كانت مقاومته قصيرة إلى هذه الدرجة. هذه السرعة في التطورات كانت مفاجئة للجميع.
وصرح وزير الخارجية ان السيد بشار الأسد نفسه، عندما التقيت به أنا والسيد لاريجاني، كان متفاجئًا واشتكى من سلوك جيشه، وكان من الواضح أنه لم يكن هناك تحليل مناسب للجيش السوري حتى في الحكومة السورية، وفي رأيي الجيش السوري اصبح اسير الحرب النفسية.
وتابع: ان العلاقة بين إيران وسوريا منذ أربعين عاماً كانت في ثلاثة مجالات مختلفة، أحدها مجال المقاومة، اذ أن سوريا عضو مهم في محور المقاومة ولعبت دوراً مهماً في المواجهة مع الكيان الصهيوني والدفاع عن الفلسطينيين وتحملت الكثير من الضغوط ولم تتنازل أبدا عن هذا الهدف. علاقتنا كانت موجودة دائما وكنا ندعم سوريا كعضو مهم جدا في مجال المقاومة دوما.
وأشار عراقجي إلى أن مجال التواصل الثاني بين إيران وسوريا هو القتال ضد داعش، وقال: إن داعش برزت كظاهرة إقليمية وخارج إقليمية في وقت ما وانتشرت أولا في العراق ثم إلى سوريا وأثارت قلقا دوليا. الدور الرئيسي في مكافحة هذه الظاهرة لعبته جمهورية إيران الإسلامية، وبناء على طلب كل من سوريا والعراق أرسلنا قوات إلى هذين البلدين، وبالطبع كان ذلك بشكل أساسي لضمان أمننا.
وأضاف وزير الخارجية: لو لم نقاتل في العراق وسوريا، لكان علينا أن نقاتلهم في إيران، لذلك كان علينا أن نقاتل ضد داعش خارج أراضينا حتى نواجه أقل تهديد في بلادنا. والحقيقة أنه ينبغي القول إن الانتصار على داعش كان بالأساس نتيجة جهود الشهيد الحاج قاسم سليماني، الذي قاد العمليات ضد داعش.
وقال عراقجي: عندما هُزم داعش، انسحبت قواتنا التي ذهبت إلى هناك بطلب من الحكومة السورية مرة أخرى بناءً على طلب الحكومة السورية، ولم يكن لدينا أي واجب آخر، بالطبع بعض قواتنا ظلت هناك وكان على عاتقهم مسؤولية الدور الاستشاري.
وذكر عراقجي أن الجانب الثالث من دعمنا لسوريا يتعلق بالعلاقة بين الحكومة السورية وشعبها ومعارضيها، وقال: كنا نوجه الحكومة السورية دائماً للحديث مع معارضيها من أجل حل الخلافات بينهم، وتعاونا معهم في هذا الأمر إلى حد النصح والتوجيه.
وتابع وزير الخارجية: إن الهجمات الأخيرة التي وقعت كانت في الواقع ضد مسار اجتماعات أستانا، لأنه كان من المفترض أن يحدث شيء آخر. أحد أهداف عملية أستانا كان أنه بعد إحلال السلام في سوريا، ستقوم الدول الثلاث الضامنة، إيران وروسيا وتركيا، بمساعدة سوريا والمعارضة على إقامة حوار سياسي بينهما، وإصلاحات سياسية، وتغييرات في الدستور إذا لزم الأمر ، وقد تحركنا بهدوء في هذا الاتجاه خلال السنوات العشر الماضية ويجب القول أن هذا الاتجاه لم يسر بشكل جيد كما كان متوقعا.
وأوضح عراقجي: لم يكن لدى حكومة السيد الأسد سوى القليل من المرونة والسرعة في هذا الاتجاه. الموضوع الداخلي في سوريا، والحوار مع المعارضين أو ربما مواجهتهم، كان يتعلق بالجانب السوري نفسه، وفي النهاية ساعدناهم على حد النصح والتشاور والتوجيه. وهذا في الواقع هو الجزء الذي يعاني الآن من مشاكل، والجيش السوري لم يؤد مهمته بشكل صحيح هنا، ولم يكن من المفترض أبداً أن نحل محل الجيش السوري لحل وتسوية مشاكلهم الداخلية.
واضاف وزير الخارجية: موقفنا كان دائماً دعم الحوار بين الحكومة السورية ومعارضيها. تم تسجيل بعض فصائل المعارضة في سوريا على قائمة الجماعات الإرهابية التابعة للأمم المتحدة، والحقيقة أن المعارضين للحكومة السورية هم من أطياف متعددة، من شمال سوريا وجنوبها.
وقال عراقجي: يوم أمس في اجتماع أستانا شجعنا وأصررنا على الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة، والعبارة التي أضفناها هي معارضة مشروعة أي المعارضين الذين لا ينتمون إلى الجماعات الإرهابية. وكان موقفنا دائماً هو تشجيع حكومة السيد الأسد على التحدث والتفاعل مع جماعات المعارضة السورية.
وأضاف: ان حقيقة أن الجيش السوري لم يتمكن من المقاومة على الإطلاق، أعتقد أن الأمر كان متعلقا بالجوانب النفسية للمسألة، أو ربما هناك كانت قضايا أخرى. لقد عقدنا اجتماع عملية أستانا بالأمس في الدوحة، وعندما تم إبلاغ وزراء خارجية المملكة العربية السعودية والعراق ومصر والأردن بوجود مثل هذا الاجتماع، وصلوا بسرعة إلى الدوحة، على الرغم من عدم وجود خطط لديهم للمشاركة في هذا الاجتماع من قبل، وطلبوا منا عقد اجتماع مشترك بين الدول الأعضاء في عملية أستانا وهذه الدول الخمس (السعودية والعراق ومصر والاردن وقطر).