
أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمةٍ له اليوم السبت، أكد أن "مساندة غزة كانت عملًا نبيلًا وراقيًا وهو واجب علينا وعلى كل العرب والمسلمين، وعندما لم يقوموا بواجباتهم توغّل الصهاينة وقاموا بما قاموا به وفرعنوا على الأرض".
وأضاف أن الحزب كان يتوقع أن يحصل عدوان اسرائيلي على لبنان في أي لحظة، إلا أنه لم يكن يعلم التوقيت المحدد، فكان العدوان في أيلول، مؤكدًا أن الحرب الائرايلية ليست لها علاقة بإسناد غزة بل بالمشروع التوسعي الاسرائيلي.
وتساءل الشيخ قاسم عمّا حققه العدو بعدوانه على لبنان، لافتًا إلى أن ما نفّذه العدو من اغتيال لقادة حزب الله وعلى رأسهم سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله والجرائم الوحشية بحق المدنيين لم يتمكن من كسر عرين المقاومة وهي ليست بإنجازات.
أما حول ما أنجزه حزب الله في هذه الحرب قال الأمين العام لحزب الله: "أنجزنا منع العدو من القضاء على المقاومة وسحقها كما ذكر مرّات عدة بأنه يريد أن ينهي وجود حزب الله، منعه المجاهدون المقاومون من التقدّم في الميدان وكانت صواريخهم تصل إلى الجبهة الداخلية وآلمناهم كثيرًا وهجّرنا الكثير من المستوطنين أكثر من 200 ألف مستوطن تقريبًا، وكذلك قتلت المقاومة مئات الجنود وجرحت المئات من الجنود أيضًا وحصل أضرار اقتصاديّة واجتماعية وأضرار بأنواع شتى في الداخل الاسرائيلي."
وتابع: "الحمد لله الذي مكّننا من أن ننجز هذه المواجهة بانتصار حقيقي، أدرك العدو الاسرائيلي أن الأفق في مواجهة مقاومة حزب الله مسدود فذهب إلى اتفاق إيقاف العدوان.. للعلم الإتفاق أتى به هوكشتاين وهو مُتّفق عليه بين إسرائيل وأمريكا وعرضه علينا من خلال عرضه على الدولة اللبنانية وعلى الأستاذ نبيه برّي كانت هناك ملاحظات عند الرئيس بري، وكانت هناك ملاحظات لدينا عدّلنا ما استطعنا في هذا الاتفاق وبالتالي هو الذي أتى بالاتفاق ونحن وافقنا ضمن تفاصيل أوردناها في داخل الإتفاق".
كما لفت سماحته إلى ثلاثة عوامل أدت إلى إيقاف العدوان ويئّست العدو ومن وراءه من الإستمرار.
وقال: "العامل الأوّل هو صمود المقاومين الأسطوري في الميدان، العامل الثاني دماء الشهداء والتضحيات وعلى رأسهم دماء سيد شهداء المقاومة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه الذي أعطى الحافز الكبير لشبابنا وأمتنا وأهلنا للصمود والتصدي، والعامل الثالث هو الإدارة السياسية والجهادية المتكاملة والفعالة في إدارة معركة أولي البأس بطريقة أوصلت إلى هذه النتيجة".
وحول الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار ذكر الشيخ نعيم قاسم: "لقد صبرنا خلال هذه الفترة على مئات الخروقات الاسرائيلية من أجل أن نساعد على تنفيذ الاتفاق وكي لا نكون عقبة أمامه ولنكشف العدو الاسرائيلي ونضع كل المعنيين أمام مسؤولياتهم الحكومة هي المعنية بمتابعة منع الخروقات الإسرائيلية واللجنة المكلّفة بمواكبة الاتفاق هي المعنية بمنع الخروقات الاسرائيلية وتنفيذ الاتفاق نحن كحزب الله نتابع ما يحصل ونتصرف بحسب تقديرنا للمصلحة".
وأكد سماحته أن "إسرائيل المعتدية والمحتلّة لفلسطين تتخذ من عدوانها على فلسطين نقطة ارتكاز لاحتلال المنطقة بأسرها فخير لنا أن نواجه هذه الغدة السرطانية مجتمعين من أجل منعها من التوسّع من ناحية ومن أجل أبطال احتلالها من ناحية أخرى كلا بحسب إمكاناته وظروفه وواقعه من أن نتفرج وتأكلنا إسرائيل واحدًا تلو الآخر".
وأوضح الشيخ قاسم أن المهم في المقاومة هو استمراريتها، وأن المقاومة تربح بالنقاط، وأنه من الطبيعي أن تربح أحيانًا وتخسر أحيانًا، تأخذ جولة وتنتكس في جولة، والمهم هو بقاؤها في الميدان مهما كانت إمكاناتها محدودة.
وأضاف: "عندما تقدّم المقاومة التضحيات، هذا لا يعني أنّها خسرت بل دفعت ثمن استمراريّتها لأن التضحيات هي التي تجعل المقاومة تتبلور، وهي التي تمكّن المقاومة من الوقوف على قدميها".
أما عن مستقبل المقاومة وبرنامج عمله في المرحلة القادمة فقد ذكر سماحة الشيخ 5 نقاط أساسية:
"أولًا: تنفيذ الإتفاق في جنوب نهر الليطاني،
ثانيًا: إعادة الإعمار بمساعدة الدولة المسؤولة عن الإعمار والتعاون مع كل الدول والمنظّمات والأشقّاء والأصدقاء الذين يرغبون في مساعدة لبنان على الإعمار،
ثالثًا: العمل الجاد لانتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني لتنطلق عجلة الدولة،
رابعًا: المشاركة من خلال الدولة ببرنامج إنقاذي إصلاحي إقتصادي إجتماعي مبنيٌّ على المواطنة والمساواة تحت سقف القانون واتفاق الطائف وفي مواجهة الفساد ومحاسبة المفسدين،
خامسًا: الحوار الإيجابي حول القضايا الإشكالية طبعًا نحن لدينا عدّة قضايا إشكاليّة تحتاج حوار، ما هو موقف لبنان من الإحتلال الإسرائيلي لأرضه؟".
وعن سوريا ذكّر سماحته بأن الحزب دعم سوريا لأنّها كانت في الموقع المُعادي لإسرائيل وساهمت في تعزيز قدرات المقاومة عبر أراضيها للبنان وفلسطين.
وعن التغيرات الحالة في سوريا قال: "الآن فقد سقط النظام على يد قوى جديدة، نحن لا يمكننا الحكم على هذه القوى الجديدة إلا عندما تستقر وتّتخذ مواقف واضحة وينتظم وضع النظام في سوريا".
كما أبدى الأمين العام رغبة الحزب وتمنّياته بأن "يكون الخيار للنظام الجديد وللشعب السوري هو التعاون بين الشعبين وبين الحكومتين في لبنان وسوريا على قدر المساواة وتبادل الإمكانات"، مضيفًا: " نتمنى أن يتشارك كل الأطراف في سوريا وكلّ الطوائف وكل المكوّنات في صياغة الحكم الجديد وفي المشاركة في الحكم الجديد حتّى يكون الحكم في سوريا على قاعدة المواطن السوري وليس على مقاعدة فئة دون أخرى ".
وشدّد الشيخ قاسم على ضرورة أن تعتبر هذه الجهة الحاكمة الجديدة إسرائيل عدوًا وأن لا تطبّع معها، معتبرًا أن "هذه العناوين هي التي ستؤثّر على طبيعة العلاقة بيننا وبين سوريا".
وأكد على أنه "من حقّ الشعب السوري أن يختار قيادته وحكمه ودستور ومستقبله ونتمنّى أن يتوفّق لخيارات لا يتحكّم بها أحد من الدول الأخرى التي لها أطماع في سوريا والتي تريد أن تخدم العدو الإسرائيلي".
وعن خطّ الإمداد عن طريق سوريا قال الأمين العام لحزب الله: "نعم خسر حزب الله في هذه المرحلة طريق الإمداد العسكري عبر سوريا ولكن هذه الخسارة تفصيل في العمل المقاوم يُمكن أن يأتي النظام الجديد ويعود هذا الطريق بشكل طبيعي، ويمكن أن نبحث عن طرق أخرى المقاومة مرنة لا تقف عند حد مُعيّن المهم استمراريّة المقاومة، أما الأساليب والطرق هذه يمكن أن تتغيّر وتتبدّل وعلى المقاومة أن تتكيّف مع الظروف لتقوية قدراتها، المهم أن تبقى مُستمرّة وتعمل على معالجة متطلّباتها بطرق مختلفة".
وتابع: "لا نعتقد أن ما يجري في سوريا سيؤثّر على لبنان بل بالعكس هناك إنشغال الآن في سوريا، هناك أوضاع خاصة في سوريا إن شاء الله تخرج سوريا مستقرّة مرتاحة تعمل ما يريده شعبها".
وختم سماحته: "الوضع العام في المنطقة إجمالًا ضاغط أميركا وإسرائيل يتحكّمان بمسارات كثيرة في المنطقة هذا يعني أنّنا أمام ضغط كبير على مستوى كل المنطقة، لكن لدينا إيمان أن القوى الحيّة في المنطقة ستبقى موجودة وستتحرّك وعلى هذه القوى الحيّة أن تعيد مراجعة حساباتها وطرق عملها، لا يصح أن تبقى الجماعة الحيّة أن تبقى على تقليد، تبقى على النمط السابق، والذي يرى أن نمطه السابق لا يُنتج فليعدّل، فليغيّر، والذي يرى أن لديه ثغرات فليعالج الثغرات، من الجيّد أن يكون هناك قراءة بعد هذا التطوّر الكبير الموجود في المنطقة وإن شاء الله تكون النتائج إيجابيّة.".