
أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن قيادة المقاومة هي التي تقرر متى تقاوم وكيف تقاوم وأسلوب المقاومة والسلاح الذي تستخدمه ولا يوجد جدول زمني يُحدّد أداءها لا بالاتفاق ولا بعد انتهاء مُهلة الستين يومًا في الاتفاق الذي على الدولة ان تتابع تطبيقه.
وبمناسبة الذكرى الخامسة لاستشهاد القائدين الكبيرين الشهيد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، أكد الشيخ قاسم أن هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى سنوية، بل هي محطة هامة تتيح لنا التأمل في تضحيات هؤلاء القادة الذين قدموا حياتهم في سبيل المبادئ التي آمنوا بها ومواصلة نهجهم، الذي كان دائمًا يحارب الاحتلال والإرهاب.
وأوضح الشيخ نعيم قاسم أنه في هذه الذكرى، نحن نستحضر تضحيات القادة الذين قدموا كل شيء في سبيل خدمة شعوبهم وأمتهم، وأن مسيرتهم ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
كما تطرق الشيخ قاسم إلى شخصية الشهيد القائد قاسم سليماني، مشددًا على أنه كان شخصية استثنائية في تاريخ المقاومة.
وقال إن الشهيد سليماني لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان قامة سياسية استثنائية، حيث تمكن من توجيه دفة المعركة ضد أعداء الأمة، ليس فقط على الصعيد العسكري، بل على الصعيد الاستراتيجي والفكري أيضًا.
وأوضح أن الحاج قاسم قد أثبت أن القائد الحقيقي هو الذي لا يهتم بمنصب أو موقع، بل يهتم بما يقدمه للأمة من جهد وتضحية، مؤكدا أن سليماني كان شخصية محورية في محور المقاومة، وقام بالكشف عن المشاريع التوسعية للقوى الكبرى في المنطقة، موجهًا ضربات قاصمة لخططهم.
وأكد الشيخ قاسم أن الشهيد قاسم سليماني لم يكن فقط قائدًا عسكريًا بل كان صاحب رؤية استراتيجية ورجاحة عقل، لافتا إلى أن أحد أهم إنجازات سليماني كان في قيادة الجهود لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، حيث وضع إستراتيجيات ناجحة لمواجهته.
أما بالنسبة للشهيد أبو مهدي المهندس، فقد أشار الشيخ نعيم قاسم إلى أن المهندس كان شخصية غنية بالعطاء والتضحيات.
وقال إنه كان واحدًا من أبرز القادة الذين شاركوا في تأسيس الحشد الشعبي في العراق، وكان له دور محوري في مواجهة الاحتلال الأمريكي وتحرير العراق من براثن الإرهاب.
وأضاف الشيخ قاسم أن أبو مهدي المهندس كان مخلصًا في دفاعه عن قضايا الأمة، وكان دائمًا في المقدمة في معركة الدفاع عن الحق ضد الظلم والاستكبار.
وفيما يتعلق بالمقاومة الإسلامية، شدد الأمين العام على أن المقاومة في لبنان قد حققت إنجازات كبيرة منذ عام 1982 وحتى اليوم، مؤكّدًا أن لبنان لن يكون أبدًا تحت الاحتلال الإسرائيلي مرة أخرى.
وقال إن المقاومة اللبنانية استطاعت أن تضع حدًا لمخططات الاحتلال، وأثبتت أن قوة الشعب اللبناني ومقاومته قادرة على مواجهة أي تهديدات.. مشيرا إلى أن معركة أيلول 2024 كانت نموذجًا حيًا للقدرة على ردع الاحتلال الإسرائيلي، حيث لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أي تقدم في الأراضي اللبنانية رغم كافة محاولاتها.
كما شدّد على أن "المقاومة هي التي تُقرّر متى تُقاوم وكيف تُقاوم وأسلوب المقاومة والسلاح الذي تستخدمه، يعني لا أحد يتصور أنّه والله موجود مقاومة أي كلما حصل حادث على المقاومة أن تتصدّى، على المقاومة أن ترد، من يضع قواعد للمقاومة؟ المقاومة تضع قواعدها، لذلك لا يوجد جدول زمني يُحدّد أداء المقاومة، لا بالاتفاق ولا بعد انتهاء مُهلة الستين يومًا في الاتفاق".
وأوضح: " قلنا بأنّنا نُعطي فرصة لمنع الخروقات الإسرائيلية وتطبيق الاتفاق وأنّنا سنصبر، لا يعني هذا أنّنا سنصبر لمدة 60 يومًا ولا يعني هذا أنّنا سنصبر أقل أو أكثر من 60 يومًا، صبرنا مرتبط بقرارنا حول التوقيت المناسب الذي نُواجه فيه العدوان الإسرائيلي والخروقات الإسرائيلية، قد ينفذ صبرنا قبل 60 يومًا وقد يستمر، هذا أمر تُقرّره القيادة، قيادة المقاومه هي التي تُقرّر متى تصبر ومتى تُبادر ومتى ترد. أنا أتمنى ألا تتعبوا أنفسكم كثيرًا لا بالتحليلات السياسية ولا ببعض التصريحات، أنّه ماذا سيفعل حزب الله إذا مرّ 60 يومًا؟ ماذا سيفعل حزب الله قبل ذلك مع الاعتداء؟ عندما نُقرّر أن نفعل شيئًا سترونه مباشر وبالتالي لا توجد قاعدة تعني السكوت أو المبادرة هذا هو قرارنا".
ولفت الى ان الاتفاق "يعني حصرًا جنوب نهر الليطاني وهو يُلزم إسرائيل بالانسحاب. والدولة الآن، ونحن منها، هي مسؤولة عن أن تُتابع مع الرعاة لتكف يد إسرائيل ويُطبّق الاتفاق.. معركة أولي البأس ثبّتت مشروعية وأهمية المقاومة التي خرجت مرفوعة الرأس ومنصورة بكسر مشروع الاحتلال ومنع إنهاء المقاومة".
وأضاف الشيخ قاسم أن المقاومة اللبنانية هي ليست مجرد رد فعل عسكري ضد الاعتداءات، بل هي خيار ثقافي وروحي وجهادي، يرتكز على مبادئ الإيمان والوحدة.
وأكد أن المقاومة مستمرة في تعزيز قوتها، وأن جميع محاولات كسر إرادتها باءت بالفشل.. وقال: "المقاومة في لبنان قد حققت انتصارات غير مسبوقة في التاريخ، وستستمر في هذا المسار مهما كانت التحديات".
وأكد الشيخ نعيم أن القيادة في لبنان، وعلى رأسها المقاومة، هي الوحيدة التي تمتلك القدرة على اتخاذ قرارات هامة بشأن كيفية التعامل مع أي عدوان، وأنها لن تتوانى في الرد على أي تهديدات تهدد سيادة لبنان وأمنه.
وأوضح أن المقاومة كانت دائمًا في طليعة من يقفون ضد التهديدات الإسرائيلية والأمريكية، وأن مشروع المقاومة سيظل مستمرًا بفضل تضحيات شعبية ودعم مؤسساتي.
وأردف بالقول: "المقاومة في لبنان ستظل راسخة وقوية، والشعوب الحرة في المنطقة ستواصل نضالها ضد الظلم والاحتلال. وسنبقى على العهد الذي قطعناه في دعم القضية الفلسطينية، التي تظل في قلب كل مقاوم، ولن نتراجع عن مسيرتنا نحو تحقيق النصر".
وفي السياق أكد الشيخ قاسم أن المقاومة في لبنان ليست فقط دفاعًا عن الأراضي اللبنانية، بل هي جزء من مشروع كبير يهدف إلى تحرير الأمة من كافة أشكال الظلم والاحتلال.. وأشار إلى أن الطريق طويل، لكن الإرادة الشعبية ثابتة، وأن النصر سيكون حليف الحق مهما كانت التحديات.
كما أكد أن الأمل في تحرير فلسطين لا يزال قائمًا، وأن الشعب الفلسطيني سيظل في قلب المقاومة اللبنانية والعربية.
وأشار الشيخ نعيم إلى أن الأمة الإسلامية يجب أن تظل موحدة في مواجهة التحديات الكبرى، وألا تسمح بتفتيت صفوفها من خلال النزاعات الداخلية أو التفرقة. وشدد على أهمية التضامن بين شعوب المنطقة، مؤكدًا أن كل مقاوم هو جزء من حركة تحرير كبرى لن يوقفها شيء.
كما أضاف أن التحدي الأكبر هو الحفاظ على وحدة الصف والتوجه نحو الأمام لتحقيق الأهداف المشتركة، والتي تشمل العدالة والحرية لجميع الشعوب.
ودعا الشيخ قاسم إلى الاستمرار في دعم القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتوحيد الجهود من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. وقال: "لن نتوقف حتى نحقق النصر، وبإذن الله سيكون المستقبل أفضل، حيث يتحقق الحق ويُستعاد الوطن."
وتابع: "نحن اليوم يجب دائمًا أن ننظر نظرة إنسانية ونظرة حق، بالله عليكم أيُعقل الذي يحصل في فلسطين وفي غزة؟ أكثر من 155000 شهيد وجريح وأكثر من مليونين ينتقلون من مكان إلى آخر تحت الخيم وفي الشتاء وإسرائيل تُجوّعهم وتُبيدهم وتقتل منهم والمجازر اليومية أصبحت بشكل عادي وطبيعي، وأمريكا وفرنسا وبريطانيا والدول الكبرى كلّها تتفرّج، أليس هذا ظلم واستبداد وشيطنة وانحراف يجب مواجهته؟ مع كل هذا الذي يحصل ما هذا الشعب الفلسطيني العظيم، الاستثنائي، التاريخي، هذا الشعب الذي 13، 14، بل 15 شهرًا هو صامد يتحمّل والمقاومة مستمرة، هذا شعب يستطيع الإنسان أن يقول أنّه من أرقى إن لم يكن أرقى الشعوب في العالم بالتضحيات والعطاءات التي يُعطيها، هذا شعب سيبقى حيًّا، مقاومته ستبقى، نعم هم دمّروا البيوت، والأطفال قتلوها، والنساء قتلوها، لكن العقيدة بقيت وستبقى والمقاومة مستمرة."
وعن اليمن أردف الشيخ قاسم قائلاً: "هنا يجب أن نرسل تحية خاصة لليمن، قيادة اليمن وشعب اليمن وجيش اليمن، ما هذا اليمن الذي أعطى نموذجًا رائعًا، من بعد يقدر في كل العالم من الدول العربية والإسلامية والتي تدّعي الإنسانية أيضًا أن يقول والله أنا لست قادرًا".
وتابع: "شاهدوا اليمن، اليمن الفقير بإمكاناته، الغني بشعبه وقيادته، الغني بإيمانه وصلابته، شاهدوا ماذا يفعل، من لا شيء يعمل شيء في مواجهة هذا العدو الإسرائيلي، ليس العدو الإسرائيلي فقط، العدو الإسرائيلي وأمريكا وبريطانيا ومن معهما، كلهم يقاتلون من أجل الظلم الإسرائيلي والإبادة الإسرائيلية، أين نحن يجب أن نكون؟ بهذا بالمكان يجب أن نكون وليس بالمكان الآخر، لا يُقال أنّه لماذا تقاتلون؟ يُقال لماذا أنتم لا تقاتلون من أجل الحق؟ هذا السؤال المركزي."
وعن الاستحقاق الرئاسي في لبنان قال الأمين العام لحزب الله: "نحن كحزب الله حريصون على انتخاب الرئيس على قاعدة أن تختاره الكتل بتعاون وتفاهم في جلسات مفتوحة".
كما أكد أن هذا التوافق هو فرصة سانحة لنقلب صفحة باتجاه الإيجابية في لبنان.
وأضاف أن "الإلغائيون لا فرصة لهم، المستقوون بالأجانب لا يستطيعون تمرير هذا الاستحقاق باستقوائهم، نحن نريد إنجاز 9 كانون الثاني باختيار رئيس جديد لمرحلة جديدة إيجابية وتعاونية تُؤدّي إلى الاستقرار ونعمل على أساس تثبيت وتكريس الوحدة الوطنية والوحدة الإسلامية وكل أشكال التعاون الداخلي من أجل أن ننهض ببلدنا ونؤدي قسطنا للعلا في التعاون وفي إعمار بلدنا".