
انتهت عند الرابعة فجر اليوم مهلة الـ60 يوما لانسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من جميع الأراضي اللبنانية التي احتلتها والتي تضمنها اتفاق وقف إطلاق النار.
ومع خرق العدو للاتفاق والاصرار على البقاء لمدة إضافية في عدد من المناطق التي احتلها، بدأ الأهالي صباح اليوم بالتوجّه جنوباً والعودة إلى قراهم متحدّين الاحتلال، في حين لم تضغط الدول الراعية للاتفاق ولا الامم المتحدة على العدو لاجباره على الانسحاب، بل اكتفت بتعداد مئات الخروق "الاسرائيلية" منذ سريان وقف اطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني اضافة الى التفرج على تدمير الاحتلال للبيوت والقرى والممتلكات العامة والخاصة وابادة مظاهر الحياة في قرى الحافة الامامية خلال الستين يوما وهو ما عجز عن فعله في ايام الحرب بسبب بسالة المقاومين الاستشهاديين.
وكان الجيش اللبناني اعلن أنّ تأخير انتشاره في المناطق الحدويدية في عدد من المراحل سببه المماطلة في الإنسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، لافتا الى أنّ الجيش يحافظ على الجهوزيّة لإستكمال انتشاره فور انسحاب العدو ويواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الإنتشار في منطقة جنوبي الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، ودعت قيادة الجيش اللبناني الأهالي إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية نظراً إلى وجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الصهيوني، مشدّدة على أهمية تحلّي المواطنين بالمسؤولية وإلتزام توجيهات قيادة الجيش وإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة حفاظاً على سلامتهم.
قيادة الجيش أعلنت أن وحدات عسكرية انتشرت في بلدات القوزح ودبل وحانين وبيت ليف-بنت جبيل في القطاع الأوسط في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي وانها تتابع التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان –اليونيفيل في ما خص الوضع في المنطقة المذكورة ضمن إطار القرار ١٧٠١.
وخلال الساعات الماضية وسع العدو الصهيوني من خروقه لوقف اطلاق النار ونفذ عمليات نسف وتفجيرات في ميس الجبل وكفركلا واعتدى على القلعة التراثية في دوبية بين بلدتي شقرا وميس الجبل، كما رفع حواجز ترابية وقام بعملية تجريف لعدد من الطرقات لمنع الاهالي من التوجه الى قراهم .
وفي الجانب الصهيوني، أعلن جيش العدو الصهيوني أنّه يحظر على سكان جنوب لبنان الإنتقال جنوباً حتى إشعار آخر.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حض كل الأطراف على الوفاء بالتزاماتها في اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان. وكان ماكرون اتصل برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وعرض معه التطورات في الجنوب، والجهود المبذولة لضبط التصعيد وإيجاد الحلول المناسبة التي تضمن تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، والإجراءات الواجب اعتمادها لنزع فتيل التفجير.
الرئيس عون اكد لنظيره الفرنسي ضرورة إلزام "إسرائيل" تطبيق مندرجات الاتفاق حفاظاً على الاستقرار في الجنوب، وعلى وقف انتهاكاتها المتتالية، لا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية، وجرف الأراضي، الامر الذي سيعيق عودة الأهالي الى مناطقهم.
وأفادت صحيفة "الديار" بأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري اجرى اتصالات خلال اليومين الماضيين بعد اجتماعه برئيس لجنة الاشراف على اتفاق وقف النار والسفيرة الاميركية، وحذر من تداعيات عدم انسحاب الجيش الاسرائيلي في المهلة المحددة والتي انتهت فجر اليوم، داعيا الى التزام الدول الراعية للاتفاق اميركا وفرنسا بالضغط على "إسرائيل" للانسحاب.