رئيس الحكومة اللبنانية: الأولوية تأمين الإنسحاب الإسرائيلي وإعادة الإعمار في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت
تاريخ النشر 20:22 18-03-2025 الكاتب: إذاعة النور المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام البلد: محلي
11

قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، مساء الثلاثاء، إنه "سيبقى دائمًا إلى جانب كل لبناني يؤمن بأن الدولة هي الملاذ الأول والأخير".

رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في إفطار "دار الإيتام الإسلامية" ببيروت
رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في إفطار "دار الإيتام الإسلامية" ببيروت

وخلال مشاركته في إفطار "دار الإيتام الإسلامية" غروب اليوم، شدد سلام على أن "تأمين الإنسحاب الإسرائيلي أولوية، وإطلاق ورشة إعادة الإعمار في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت أولوية، وتأمين الكهرباء أولوية، والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي أولوية، واستقلال القضاء أولوية، وإصلاح الادارة اولوية، وانصاف المودعين وهيكلة المصارف وإعادة رسملتها واستجلاب المستثمرين أولوية، والتزام برنامج مساعدات العائلات الفقيرة أولوية، على أن الأولوية المطلقة تبقى للعمل على إعادة بناء الدولة، بإداراتها ومؤسساتها، وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية، كما نص عليه اتفاق الطائف".

واعتبر رئيس الحكومة أن "بيروت ليست مجرد عاصمة سياسية وادارية، إنها قلب لبنان وروحه، وهي المنارة التي أضاءت العالم العربي بفكرها وحيويتها وحداثتها. إنها مدينة العلم والثقافة، التي أنجبت الأدباء والمفكرين والعلماء، وفتحت أبوابها لكل باحث عن المعرفة، ولكل ساعٍ إلى النجاح. إنها مدينة الصحافة الحرة، ومنبر الكلمة الصادقة، وموئل الفن والإبداع، حيث تنبض الحياة في أزقتها وشوارعها بكل معاني الجمال والتاريخ.

لكن بيروت ليست فقط مدينة الفكر والثقافة، بل هي أيضًا مدينة التكافل والتضامن الإنساني. كم من مرة نهضت من الأزمات، وكم من مرة أعادت بناء نفسها بروح التحدي والإرادة الصلبة. واليوم، رغم الصعاب التي تواجهها، تظل بيروت وفية لتاريخها، حاضنة لأبنائها، مشرعة أبوابها للمحتاجين، ساعية إلى الخير، متمسكة برسالتها السامية".
  
وقال سلام إنه لن يتحدث عن "برنامج أولويات لحكومتنا التي أطلقت عليها تسمية "حكومة الإصلاح والإنقاذ"، فمعالجة كل أمراض جسمنا العليل تعتبر أولوية، لذلك سنعمل بطريقة الخطوط المتوازية لنستطيع إنجاز أكثر من ملف في أسرع وقت ممكن.

وشدد رئيس الحكومة على أن "تأمين الإنسحاب الإسرائيلي أولوية، وإطلاق ورشة إعادة الإعمار في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت أولوية، وتأمين الكهرباء أولوية، والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي أولوية، واستقلال القضاء أولوية، وإصلاح الادارة اولوية، وانصاف المودعين وهيكلة المصارف وإعادة رسملتها واستجلاب المستثمرين أولوية، والتزام برنامج مساعدات العائلات الفقيرة أولوية. على أن الأولوية المطلقة تبقى للعمل على إعادة بناء الدولة، بإداراتها ومؤسساتها، وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية، كما نص عليه اتفاق الطائف. مما يشعر مواطنينا بالأمن والأمان، ويعزز الاستقرار، ويطمئن بيئة الاعمال، وهي كلها شروط ضرورية للنهوض باقتصادنا وتوفير فرص عمل لأبنائنا".
 
ورأى سلام أن "من أهم مقومات الإستقرار الإجتماعي العمل بجدّية لتحقيق الإنماء المتوازن، خاصة في المناطق المحرومة تاريخياً، من عكار شمالاً إلى الناقورة والقرى المنكوبة جنوباً، وصولاً إلى بعلبك والهرمل شرقاً. نريد لأبناء هذه المناطق أن يعيشوا في كنف الدولة العادلة والقادرة على تلبية حاجاتهم الإنمائية، ويتمتعوا بحياة كريمة في مناطقهم.
 
​ في الشمال نستعد لتفعيل المنطقة الإقتصادية وتشغيل مطار القليعات الذي يوفر آلاف الوظائف لأبناء المنطقة. في الجنوب سنعيد إعمار القرى المهدمة بأسرع مما يتصوره كثيرون من خلال دعم ومساعدات الأشقاء والأصدقاء. وفي البقاع سنشجع الزراعات ذات الإنتاجية المميزة والمردود المالي العالي لأهلنا في محافظة بعلبك والهرمل، ليعيشوا حياة هانئة، بعيدة عن أجواء القلق والخوف التي عانت من ويلاتها أجيال وأجيال.
 
​وكل ذلك لا يعني أننا سنهمل المناطق اللبنانية الأخرى، التي تبقى بحاجة لوجود الدولة في يومياتها، وخاصة بيروت الحبيبة التي تعاني، وللأسف كثيرا، من تدني مستوى الخدمات فيها، بما لا يليق بعاصمة الوطن التي تحتضن مع ضواحيها نصف سكان لبنان".
 
وأردف رئيس الحكومة بالقول إن "للشباب حصة كبيرة من تفكيرنا، حيث يعتبر لبنان أحد أهم الدول التي تصدر الكفاءات العلمية الشابة إلى أسواق العمل الإقليمية والعالمية. ونادراً ما نجد عائلة في لبنان تعيش مع أولادها بعد تخرجهم من الجامعات، حيث يحمل الشباب شهاداتهم بيد، وحقيبة السفر باليد الأخرى، بحثاً عن فرص عمل واعدة، وحياة آمنة ومستقرة. أن التركيز على إيجاد فرص عمل للشباب، ليشاركوا في بناء الوطن وتطوره يجب أن يكون في صميم المهمات الوطنية لأية حكومة لبنانية.
​​لقد وعدنا في البيان الوزاري لحكومتنا باستكمال تطبيق ما لم ينفذ بعد من اتفاق الطائف ومنه الهيئة الوطنية المولجة البحث في سبل الإلغاء التدريجي للطائفية السياسية، التي نصت عليها المادة ٩٥ من الدستور، وذلك للعمل على إستئصال آفة الطائفية الذي تضرب الحياة الوطنية، وتعطل طموح الشباب في الوصول إلى دولة القانون والمؤسسات القائمة على العدالة والمساواة بين المواطنين، والتي تعتمد الشهادة العلمية والكفاءة في الوظائف العامة، بدل الهوية المذهبية، والزبائنية السياسية".

وختم سلام بالقول: "نسأل الله أن يحفظ لنا بيروت، هذه المدينة الغالية، وأن يعيد إليها بهاءها وتألقها، وأن تبقى دائمًا المدينة العربية الرائدة في الفكر والثقافة، ومدينة العطاء والتسامح والإنسانية"، وجدد العهد "بأن نبقى دائمًا إلى جانب كل لبناني يؤمن بأن الدولة هي الملاذ الأول والأخير، وأن نعمل معًا من أجل مستقبل أكثر إشراقًا لأبنائنا، وأكثر استقرارًا لمجتمعنا، وأكثر ازدهارًا لوطننا".