النائب علي فياض: لبنان سيبقى عصياً على التطبيع والترويع
تاريخ النشر 17:15 27-04-2025 الكاتب: إذاعة النور المصدر: إذاعة النور البلد: محلي
11

تخليدا للدماء الزاكية أحيا حزب الله، الأحد، الاحتفال التكريمي للشهيد السعيد على طريق القدس المجاهد علي عبد ‏النبي حجازي "كرار" في بلدة بليدا الحدودية جنوب لبنان.

النائب علي فياض في بلدة بليدا جنوب لبنان 27-04-2025
النائب علي فياض في بلدة بليدا جنوب لبنان 27-04-2025

وحضر الاحتفال التكريمي عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض إلى جانب ‏عائلة الشهيد وعلماء دين وفعاليات وشخصيات وحشود من البلدة والقرى المجاورة.‏

وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى النائب علي فياض كلمة تقدم فيها بالتعازي والتبريكات من ذوي ‏الشهيد، ورأى أننا نتعرض لمؤامرة دولية تشترك فيها "ثلاثة أرباع الدنيا"، وأننا لا ننكر على الإطلاق ‏حراجة المرحلة ودقة الموقف، والأمر لا يقتصر فقط على ما يقوم به العدو الإسرائيلي، فالعدو الإسرائيلي ‏ما يزال يحتل قسما من أرضنا، وهو يمارس عمليات الاغتيال اليومية، وهو الذي يستبيح السيادة اللبنانية ‏براً وبحراً وجوا، علما أن القرار في 1701 واضح تماماً، والمادة الثانية في ورقة الإجراءات التنفيذية ‏تقول بأن على إسرائيل أن توقف كل عملياتها الحربية ضد الأهداف المدنية والعسكرية في لبنان براً وبحراً ‏وجواً. ولفت النائب فياض إلى أنّ "إسرائيل" لم تلتزم بغطاء أميركي، وأنّ لجنة الإشراف على تطبيق القرار ‌‏1701 إنما هي كأنها غير موجودة، بل أكثر من ذلك هي متواطئة مع الإسرائيلي بغطاء أميركي، وفي ‏المقابل قامت المقاومة بما عليها، وكانت صادقة تماماً في التزامها وانسحبت من جنوب النهر الذي بات ‏تماماً في عهدة الجيش اللبناني، وقالت للدولة اللبنانية تفضلي، فهذا هو المطلب التاريخي الذي كانوا ‏يسجلونه على المقاومة بأنها تأخذ دور الدولة.‏

وقال عضو كتلة الوفاء للمقاومة: الآن في هذا المناخ السياسي والميداني، وفي هذه المرحلة الحرجة قلنا للدولة تفضلي ‏وقومي بواجباتك في حماية الأرض والشعب والسيادة ونحن تماماً نقف خلف الدولة وإلى جانبها في سبيل ‏أن تنجح في هذا الدور، وعلى الرغم من كل هذا التعاطي الإيجابي الذي قامت به المقاومة ميدانياً وسياسياً، ‏وعلى الرغم من أن هذه المرحلة كانت تستدعي من كل القوى السياسية اللبنانية في أن تلاقي هذا الموقف ‏لكي نرى نحن كلبنانيين كيف نلتم على بعضنا، لأنه كلما اتحد اللبنانيون كلما كانوا أقدر على مواجهة ‏الضغوط الدولية، إلا أنّ المواقف الناشزة التي يصدرها البعض على المستوى الداخلي تحدث شروخاً في ‏الجسد اللبناني وتتسلل منها الضغوط الدولية وتستند إليها وتتكئ عليها لزيادة الضغط على لبنان وعلى ‏الموقف اللبناني.‏


وأردف النائب علي فياض: هذا الفريق السياسي الذي يمعن ليلاً ونهاراً بمواقف متكررة ويمارس ضغطاً سياسياً وإعلامياً ‏ضد سلاح المقاومة، إنما هو يتجاوز منطق الخصومة السياسية إلى منطق العداوة السافرة، وهو أيضاً ‏يمارس موقفاً إضعافياً للموقف الرسمي اللبناني، لموقف الحكومة اللبنانية ولموقف الرئاسة اللبنانية، وهذا ‏الموقف بالأمس تحدث بأنّ المقاومة تعيش حالة إنكار وانفصال عن الواقع، وهذا أمر مضحك ومبكي في ‏الوقت ذاته، لأن صاحب هذه المواقف إنما يعيش حالة إنكار للمصالح الوطنية، وهو مفصول عن مسار ‏التعافي والمعالجة الإيجابية على المستوى الداخلي الذي اتخذه العهد كعنوان لمعالجة المواقف والتحديات ‏التي يواجهها هذا البلد.‏
وأضاف النائب فياض: لا يستهينن أحد بقوة المقاومة وبقوة حزب الله، حزب الله ما يزال هو الحزب ‏الأكبر على المستوى الشعبي في هذا البلد، وربما البعض يقول هو الحزب الأكبر على مستوى المنطقة ‏العربية، وليس فقط على مستوى الداخل اللبناني، ولا يستهين أحد بقوة المقاومة، لا يستهين أحد بهذه ‏الحاضنة الشعبية التي تمتلك كل حيوية واستعداد للتضحية، وهي قد ازدادت رسوخاً حول خيار المقاومة.‏

وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة أنّ المقاومة قامت بما عليها فيما يتعلق بجنوب النهر، لافتاً إلى أنّ ما يتعلق بشمال النهر ‏هو مسألة سيادية لا شأن للأميركي ولا للإسرائيلي ولا لأي طرف عربي فيها، فهذا شأن سيادي لبناني ‏نعالجه فيما بيننا بالحوار، ووفقاً لتقديرنا للمصالح الوطنية اللبنانية، وللتفاهم بين المقاومة والحكومة ‏اللبنانية.‏

وأشار النائب علي فياض إلى أنّ البعض مثل ما هو الموقف الإسرائيلي على المستوى الإقليمي، يسعى لتأجيج ‏الموقف إقليمياً ودفع البيئة الإقليمية باتجاه التصادم والحرب، فهناك البعض على المستوى الداخلي يريد أن ‏يؤجج الانقسامات الداخلية، وأن يدفع لانقسام بين الجيش اللبناني والمقاومة، نفس المنطق، وهذا البعض ‏يضع نفسه في معادلة العداء للمقاومة وللسياسات الرسمية اللبنانية، وللمناخ الحواري الذي نسعى جميعاً ‏لتكريسه كإطار لمعالج الملفات العالقة بين اللبنانيين، وإنما يحاول هؤلاء أن يفسدوا الحوار وأن يرتهنوا في ‏ذلك لإرادة الخارج بما يتناقض مع المصالح الوطنية اللبنانية، على الرغم من حراجة المرحلة ودقة ‏الموقف.‏

وخلص عضو كتلة الوفاء للمقاومة إلى أن "نحن نطل على تعقيدات المرحلة بكثير من الثبات والرسوخ والحكمة والرويّة والقدرة على تلمس ‏التعقيدات التي تواجه البلد في هذه المرحلة وكيفية تذليل هذه التعقيدات، فالمرحلة تحتاج إلى حكمة وصبر ‏وشجاعة وثبات، وهذا البلد سيبقى عصيًا على التطبيع والترويع، وهذا المجتمع سيبقى كما كان دائماً إلى ‏جانب المقاومة محتضناً لها ومدافعاً عنها، وهذا البلد سيبقى كما كان على الدوام في الضفة الصحيحة من ‏التاريخ، في وجه كل هذه المؤامرات وفي وجه كل هذه المحاولات التي تسعى إلى تغييره ليس فقط على ‏المستوى العسكري إنما أيضاً على المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي، وسيتصدى شعبنا لكل هذه ‏المحاولات وسينجح في هزيمة هذا المشروع الذي يناوئ المقاومة".